{بغداد: الفرات نيوز} حاورته: بان الغراوي، تصوير: احمد حسين
كشف وزير الهجرة والمهجرين، جاسم محمد، عن الخطة التي تم اعدادها قبل اربعة اشهر لاستقبال نازحي الموصل قبيل عمليات تحرير المدينة من عصابات داعش الارهابية، فيما بين دور المرجعيات الدينية في اغاثة النازحين.
وقال وزير الهجرة في حوار اجرته معه وكالة {الفرات نيوز} ، ان "تأمين الحياة في منطقة النزوح بكامل جوانبها يعتبر تحدياً بحد ذاته، ونحن في الوزارة اعتمدنا في خدمة النازحين على محورين ، الاول تقديم خدمات نقدية للنازحين بتسجيل أسمائهم وصرف الاموال عن طريق البطاقة الذكية"، مشيرا الى انه " منذ بدء النزوح ولغاية الاثنين الماضي، وزعت الوزارة 248 مليار و825 مليون دينار، على العوائل النازحة بمختلف مناطق تواجدها، وبمعدل 250 الف دينار كمنح نقدية، الا انها غير كافية لكثرة اعداد النازحين".
واضاف " اما المحور الثاني الذي اعتمدته الوزارة في تقديم الخدمات للنازحين واغاثتهم تضمن تأمين مستلزمات العيش الضرورية من سكن وكهرباء وخدمات ، ومستلزمات الاغاثة الشتوية والصيفية بمختلف انواعها"، لافتا الى وجود اكثر من 80 الف عائلة تعيش في المخيمات ".
وعن دور المنظمات الاممية في اغاثة النازحين ، ذكر محمد ان "اجتماع عقد مع كافة المنظمات، لبحث رصيدها المالي والمشاكل التي تعانيها في دعمها للنازحين، فتبين ان الاموال التي تستلمها المنظمات من قبل الامم الامتحدة يصرف الكثير منها على امور ادارية ولوجستية لا تدخل ضمن الخدمات الحقيقة للنازحين".
وتابع ان "منظمات الامم المتحدة تصرف بين {الثلث والربع} على الخدمات الادارية واللوجستية للنازحين ، وهي لا تدخل كمواد عينية وبخدمة حقيقية "، مستدركا بقوله "لكن عندما تأتي الى الخدمات الادارية في وزارة الهجرة لا تصل الى 3 % في اعلى مستوى لها".
وتابع محمد "بالرغم من وجود هكذا مشاكل الا انه لولا ما تقدمه المنظمات الدولية من مساعدات، لكانت المشاكل اكثر في اغاثة النازحين بمختلف مناطق النزوح ، كما ان منظمات الامم المتحدة تعاني من قلة التمويل بالرغم من وعود الدول بذلك"، لافتاً الى انه "في 20 تموز الماضي عقد مؤتمر في واشنطن تطرق الى وجود مساعدات اغاثية للعراق بمقدار مليارين و{200} مليون دولار".
وعن خطة الوزارة لاغاثة النازحين عند تحرير مدينة الموصل من دنس عصابات داعش الاجرامية بين وزير الهجرة ان "خطتنا تعتمد على الاغاثة والايواء الطارئ، وان الاخير ليس للاستقرار وانما للعودة ، اذ اننا امام تحرير المناطق المحتلة وليس بداية احتلالها"، مشيرا الى " وجود تنسيق عالي المستوى مع اقليم كردستان، وايضا كركوك وصلاح الدين ونينوى".
وذكر محمد ان "هناك عمل جاد في محافظات صلاح الدين والسليمانية وكركوك لغرض الاستعداد لإيواء النازحين"، كاشفا ان "اعداد العوائل النازحة من مناطق الموصل تصل الى نصف مليون شخص، ونحن نستعد خلال الفترة المقبلة لتأمين الاحتياجات لهم في المخيمات والامكان العامة".
وتوقع " مايقارب الـ 200 الى 250 الف شخص يسكنون لدى اقاربهم في مساكن المهجرين، واما ما يقارب الثلثين يلجأون للسكن في المخيمات، وهنا تتحمل الوزارة والحكومة ادارتهم واغاثتهم بالشكل المطلوب، واما الثلث الباقي قد يذهب لاماكن عامة".
وتابع ان "حوالي 80 % من النازحين من قضاء الشرقاط، الذين يعودون يوميا لمناطق سكناهم هم من اتخذوا بيوت اقاربهم مأوى لهم عند نزوحهم، حيث تربطهم العلاقات والقرابة العشائرية".
وتحدث وزير الهجرة عن "لجنة مشتركة لتنفيذ الخطة عند نزوح اهالي الموصل ، وهناك تنسيق عالي بين وزير الهجرة في بغداد مع منسقة الامم المتحدة للشؤون الانسانية وحكومة الاقليم ، وهذا التنسيق الثلاثي يأتي لغرض ادامة عملية تقديم الخدمات الى النازحين".
وبين "هناك ثلاث لجان في الاقليم بمحافظات دهوك والسليمانية واربيل، وان اللجنة يترأسها المحافظ وعضوية وزارة الهجرة وشخص معني من المحافظة نفسها وممثل عن منظمات الامم المتحدة وتعمل تحت أمرة المحافظ كونه اعلى سلطة في المحافظة".
واشار وزير الهجرة الى ان "محافظة صلاح الدين وجنوب نينوى شكلتا لجنة برئاسة وكيل وزير الهجرة وعضوية وزارات الصحة والنقل والتجارة والنفط والداخلية والهلال الاحمر وممثل عن المنظمات لغرض تنسيق الجهود الاغاثية في تلك المناطق".
وزاد بقوله " لدينا لجنة اخرى لإدارة العملية من خطوط الاشتباكات مع العدو وصولا الى المعسكرات ستكون برئاسة ضابط كبير في الدولة لتجنب المعاناة التي واجهتها الوزارة في التجارب الماضية"، مبينا ان "النزوح سابقاً كان غير مخططاً له ، ونحن منذ اربعة شهور نتداول مسودات الخطة المقررة التي تتضمن بناء 85 الف وحدة ايواء و50 الف منها عن طريق وزارة الهجرة و35 الف منها عن طريق الامم المتحدة ، والعمل جاري بهذا الاطار في محافظات دهوك واربيل وكركوك وصلاح الدين".
وحول الامراض والاوبئة التي تنتشر بين النازحين علق وزير الهجرة بالقول ان " مسألة الصحة قضية شائكة تعتمد على النظافة ، سيما وأن بيئة المخيمات مهما عمل على تنظيفها تبقى مثار قلق صحية كونها توجد في اماكن تفتقر الى الخدمات الاساسية للسكن"، موضحا ان "المخيمات التي يسكنها النازحون مفتوحة، وتوجد فيها مشاكل كبيرة"، مشيرا الى ان "الاطفال النازحين يلعبون في تلك الاجواء المفتوحة"، مستدركا " لكن هناك متابعة جدية من اللجان الصحية بحسب التقارير التي ترد الى الوزارة من قبل وزارة الصحة".
وبين ان "اصل المشكلة يكمن بوجود الحياة في المخيمات وخاصة في البيئة غير المناسبة ، والمثال على ذلك بيئة الانبار فهي تعد بيئة متربة وحارة ، وبالتأكيد ستكون هناك مشاكل صحية لكن بالمقابل هناك معالجات لتلك المشاكل، ووزارة الصحة متعاونة في مسألة اغاثة النازحين ".
وثمن وزير الهجرة دور المرجعيات الدينية في إغاثة النازحين ، قائلاً ان " العتبات المقدسة ساعدت النازحين بشكل كبير وخففت من كاهل وزارتنا، خصوصا العتبات في مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف التي استطاعت تقديم الغذاء والايواء للاسر النازحة من مناطق العمليات العسكرية وخاصة في مدن الزائرين، مؤكداً ان "المرجعية الدينية سباقة في هذا الامر وهذا ليس مدحا وثناءً بل حقيقة يعرفها الجميع،ونحن قدمنا شكرنا الى ممثلي العتبات المقدسة".
ورداً على سؤال حول نقل صلاحيات الوزارة الى المحافظات اوضح الوزير ان "وزارة الهجرة من السباقين في موضوع نقل الصلاحيات"، مبينا ان "من مهام وزارة الهجرة في الوقت الراهن تحويل الاموال والصلاحيات الى المحافظات ، وتم ذلك في محافظات بغداد والانبار وصلاح الدين وكركوك وديالى فضلا عن محافظات الاقليم ، وتم تحويل الاموال لهم لغرض مساعدة النازحين وهناك متابعة من وزارة الهجرة في صرف تلك الاموال والمشاريع المنجزة منها".انتهى1