{بغداد:الفرات نيوز} تقرير: رانيا مهدي
في صبيحة العاشر من حزيران 2014 صدم العراق والعالم بسقوط ثاني أكبر مدن البلاد بيد عصابات داعش الارهابية، بإنكسار للقوات العراقية أختلفت فيها الأسباب وتعددت الأطراف المتورطة، والظروف الأمنية والسياسية.
وأحتلت سريعاً داعش نحو 40% من مساحة العراق ممتدة على محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وأجزاء ليست بالقليلة من كركوك وديالى، وصارت فيها القوات العراقية لاحول ولا قوة لها.
وبعد مرور ثلاثة أيام مع استمرار التدهور الأمني وصول داعش على حدود بغداد وتهديدها بإسقاط العاصمة، وارتكبت جريمة العصر بقتل أكثر من 1700 طالب من القوة الجوية هربوا بالاتجاه الخطأ من قاعدة سبايكر قرب مدينة تكريت ووقعوا أسرى بيد الارهابيين الذين قتلوهم بدم بارد في جريمة فضيعة لا تمت بالإنسانية بصلة.
وتصدت المرجعية الدينية العليا ممثلة بالمرجع الأمام السيد علي السيستاني كعادتها التاريخية وحضورها بالمواقف الصعبة والمحن، وأطلقت فتوى الجهاد الكفائي في 13 من حزيران، ودعوة للتطوع في التصدي للارهابيين.
وأستجاب مئات الآلاف من العراقيين لفتوى المرجعية وحملوا السلاح للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، وتم تشكيلهم في إطار القانون والدولة وعرف بعد ذلك بالحشد الشعبي الذي أصبح له دور بارز في وقف الزحف الارهابي.
وبطلب من العراق تشكل تحالف من نحو 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة داعش القادمة من سوريا المضطربة منذ 2011.
وشن التحالف أولى غاراته على داعش في أيلول من 2014، لكنها لم تحول من إيقاف التدهور الأمني حيث سقطت مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار في 17 من آيار 2015 .
ومع ارتفاع وتيرة الاستعدادات وزيادة زخم المعركة تمكنت القوات الأمنية وبمساندة الحشد الشعبي والعشائر مّمن تطوعوا للقتال من تحقيق انتصارات كبيرة تمثلت بتحرير جرف النصر {الصخر} في محافظة بابل، وكامل الأراضي في محافظة ديالى.
كما حررت القوات الأمنية محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت في 31 اذار 2015.
فيما تم تحرير مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار في 22 كانون الأول 2015، الا انها تعرضت الى دمار كبير بسبب العمليات الإرهابية حيث عمدت عصابات داعش الى تفخيخ المنازل والطرق والاختباء بها مّما جعلها عرضة لاستهداف طائرات التحالف الدولي.
وبنفس الوتيرة من التقدم والاندفاع حررت القوات الأمنية في 26 حزيران 2016 مدينة الفلوجة شرقي محافظة الانبار، التي تعد من المدن الحيوية في المحافظة والتي كانت تمثل اشبه بالعاصمة لداعش فيها.
ومع تأمين المناطق وتحرير أغلب مدن الانبار، أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، في 17 تشرين الأول 2016 انطلاق عملية تحرير الموصل التي بدأت في الجانب الايسر من المدينة.
ولا ننسى دور قوات البيشمركة في عمليات التحرير التي سجلت بطولات تاريخية في طرد داعش.
وأعلن العبادي، في 24 من كانون الثاني الماضي، رسمياً تحرير الجانب الأيسر من مدينة الموصل بشكل كامل، لافتا إلى "توقيع 27 مذكرة لإعادة بناء مشاريع مختلفة في المناطق المحررة بالموصل".
ولم تتوقف القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها فضلا عن الحشد الشعبي الذي أوكلت اليه مهمة تحرير مناطق غربي الموصل، عن التقدم وتحقيق الانتصارات حتى اعلان انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن من الموصل في 19 شباط الماضي.
ومازالت العمليات مستمرة حتى اللحظة وقد حققت القطعات خلالها انتصارات كبيرة، ولم يتبقَ الا أقل من 10% فقط لإعلان تحرير الجانب الأيمن بالكامل من داعش.
وسيكون تحرير جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء الشهيرة ومنه خطب منه زعيم داعش الارهابي المدعو أبو بكر البغدادي بعد سقوط الموصل، رمزاً للتحرير الكامل للمدينة.
في ما تواصل عمليات الحشد الشعبي لتأمين الحدود العراقية – السورية لقطع الطريق ومنع تدفق الإرهابيين الى العراق.
وتبقى مرحلة مابعد داعش حبلى بالتحديات الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وعملية الاعمار للمناطق المحررة، لكن بوحدة العراقيين وتكاتفهم ستكون كفيلة لتجاوز كل الأزمات كما أثبتوا في المعارك وعمليات التحرير.انتهى