{بغداد: الفرات نيوز} نجحت مجموعة من العراقيات في التغلّب على البطالة التي يعاني منها كثيرون سواء في العراق وبلدان أخرى. هؤلاء آمنّ بمواهبهن وقدراتهن، وروجن لأعمالهن على وسائل التواصل الاجتماعي، وبتن سيدات أعمال.
تنصح عراقيات نجحن في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لأعمالهن التجارية وتحقيق أرباح منها، أن يسعى الشباب الباحثون عن فرصة عمل لاكتشاف مواهبهم وعدم انتظار التعيين في المؤسسات الحكومية التي قد تطول أو لا تتحقق.
نداء العلي فنانة تشكيلية اعتمدت على مواهبها لتظهر أعمالها على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى باتت تلقى قبولاً واسعاً داخل البلاد. نداء لم يوقفها التقدم بالعمر عن تحقيق حلمها. بدأت تنفّذ رسوماتها على مواد مختلفة وتصنع الإكسسوارات، مستغلة أنواعاً مختلفة من المواد مثل الأخشاب والبلاستيك والزجاج وغيرها.
تقول نداء إنّها أنشأت صفحة خاصة لمنتجاتها منذ تقاعدت من الوظيفة الحكومية في عام 2016، وقد اختارت للصفحة التي تروج من خلالها لمنتجاتها اسماً مميزاً يثير اهتمام الناس. تقول: "اخترت اسم دكان نداء العلي. هذا اسم خاص ويمثّلني شخصياً ويحمل صبغة تراثية". تضيف: "الدكان يذكرنا بماضينا وإرثنا الشعبي، وتعني مكاناً يحتوي على كل ما نريد ببساطة وواقعية".
تركّز نداء في أعمالها على التراث الشعبي. وتقول: "الهدف الأول هو الحفاظ على التراث من خلال أعمالنا، والثاني هو لفت اهتمام الجيل الجديد لما نحمل من إرث شعبي وفلكلوري على الجميع الحفاظ عليه". تضيف: "أعتبر أن في عملي رسالة إلى كل فرد يهوى العمل الفني، وهي الحفاظ على الموروث الشعبي".
وعن بداياتها، تقول: "حين بدأت العمل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت تشجيعاً من الناس الذين أرادوا اقتناء أعمالي، ففكرت في استئجار محل". بالفعل، "استأجرت محلاً صغيراً وتركته بعد فترة لأنه لم يلب طموحاتي كما أنه لا يسع كل منتجاتي". تشير إلى أن هذه التجربة "علمتني الكثير، وأصبحت أملك خبرة في العمل في السوق، إضافة إلى معرفة بآراء وأذواق الناس".
نداء تحولت إلى ملهمة للعديد من النساء المتزوجات والشابات وربات البيوت والمتخرجات من الجامعة إضافة إلى الشبان، موضحة: "نظمت دورات لتدريب الشباب في المجال المهني، خصوصاً لمن لديهم مواهب معينة".
وتقول نداء إنها حين تعرض منتجاتها على صفحتها "دكان نداء العلي"، تجد إقبالاً واستحساناً من متابعي الصفحة، ويتم بيع المنتجات من خلال التواصل عبر الموقع ثم توصيل الطلب. في الوقت الحالي، تعمل من بيتها. وتطمح أن تسوّق أعمالها في الخارج من خلال جهات حكومية أو منظمات معنية، باعتبار أن أعمالها تتعلق بتراث البلد. كما أنها تفتح مجالات عدة للعمل يمكن من خلالها توظيف الشباب العاطلين من العمل.
"الخاتون بازار" اسم آخر يلقى اهتماماً من قبل محبي التراث العراقي، والراغبين في اقتناء منتجات مصنوعة بأسلوب خاص يرتبط بالذاكرة العراقية. تقول نور العذاري إنّها أنشأت صفحة "الخاتون بازار" على موقع "فيسبوك" منذ عام 2010. وتوضح " أنّها لم تستسلم للبطالة بعد تخرجها من كلية الإدارة والاقتصاد في عام 2006. وبتشجيع من أهلها، استغلت موهبتها في الفن لإنتاج أعمال مختلفة. تضيف: "أنشر أعمالي على الصفحة. لكنّ من المؤكد أن المواد الخام تكون جاهزة. أحياناً، أستعين بنجار أو معمل للزجاج. وكثيراً ما أستشير شقيقتي التي تخرجت من كلية الفنون الجميلة، إضافة إلى آراء زبائني".
ومنتجات الخاتون بازار كثيرة وتمزج بين الحداثة والتراث، وتستخدم للزينة في البيت أو المكتب. تعمل نور في منزلها، وقد حولت إحدى الغرف إلى ورشة عمل صغيرة، لافتة إلى أن طموحها لا تحده حدود، لكن أطفالها الثلاثة يأخذون معظم وقتها. وفي الوقت الحالي، تسعى إلى إقامة معرض خاص. وتوفّر نور خدمة توصيل المنتجات إلى المشترين عبر مندوب خاص، مؤكدة أن منتجاتها "تصل إلى كل المحافظات. كما أن هناك طلبات تردنا من عدة دول"، لافتة إلى أن الفضل في هذا التوسع يعود للتسويق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنصح نور الناس في استغلال مواهبهم. تقول: "أوصيكم أن تستغلوا مواهبكم وهواياتكم لتنتفعوا منها وينتفع بها المجتمع أيضاً، وتستغلوا وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق طموحاتكم. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وعليكم ألا تتأخروا. يمكن لكل واحد أن يحقق ذاته باستغلال أبسط الوسائل".
وتعدّ مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما "فيسبوك"، ذات أهمية كبيرة للعراقيين الذين يجدون فيها التسلية والأخبار. كما أنها توفر لهم تواصلاً سريعاً ومستمراً مع الآخرين، خصوصاً الأصدقاء والأقارب. وتوضح حسناء النوري (40 عاماً) أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت "سوقاً كبيراً يكتظ بالزوار الباحثين عن عمل ونجاح من دون كلفة إضافية".
حسناء التي تسكن أحد أحياء وسط العاصمة بغداد، اشتهرت بإعداد المعجنات والمقبلات. وتقول "البداية كانت من خلال جيراني ومعارفي، ثم بدأت في توزيع منتجاتي على عدد من المطاعم في المنطقة التي أسكنها". وتؤكد: "ما أعده نالت استحسان رواد هذه المطاعم، وبلغ عددها خمسة خلال أول عام من العمل".
منذ نحو عامين، اتخذت حسناء خطوة جديدة، وهي الترويج لمنتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تقول: "توسع عملي. وبعدما كنت أنجز أعمالي في بيتي، استأجرت منزلاً صغيراً وحولته إلى مطبخ لإعداد الطرشي (المخلل)"، مشيرة إلى أنها وظفت صديقتها للعمل معها. كما يساعدها زوجها وبناتها الثلاث.
حسناء تؤكد أن الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضاعف من إنتاجها، مشددة على "أهمية أن يكتشف العاطلون من العمل مواهبهم، ويطلقوا مشاريع عبر الإنترنت. الكثير من الأشخاص الذين نجحوا آمنوا بقدراتهم ووظفوها بالشكل الصحيح".انتهى