{بغداد:الفرات نيوز}أكد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الإسلامي العراقي على ان دعوته الى حكومة الأغلبية السياسية لم يكن تغييرا في مفاهيمنا بل جاء من منطلق ضرورة الخروج السريع من النفق المظلم الذي يمر به العراق. وقال في خطبة صلاة عبد الأضحى المبارك اليوم الجمعة أن"دعوتنا الى حكومة اغلبية سياسية ذات شراكة مكونات انطلقت من مبدأ ضرورة الخروج السريع من النفق المظلم الذي دخلنا فيه جميعا و لم نغير مفاهيمنا بل طورناها لاننا نؤمن دائما ان الشراكة اساس النجاح و الوحدة اساس التقدم وان الحكومة الجامعة أفضل من الحكومة المقتصرة على البعض". وتابع الحكيم أنه"طالما لم يكن هناك فهما للشراكة علينا أن لا نبقى بالظلام ، اذ إننا نادينا على طول الخط بالشراكة وسنبقى ننادي بها كلما سنحت الفرصة لكن أمام التحديات وأمام شعب ينتظر منا ان نجد الحلول نحن لا نتغير إنما نغير من تعاملنا مع الواقع بما يتلاءم مع الحلول". وشدد على ان " العقول التي لا تستطيع ان تستوعب الافكار الجديدة لاتتمكن من بناء دولة او تحمي وطن والواقعية اساس النجاح في العمل السياسي ". واشار الحكيم الى اننا "في مشروع بناء دولة ولن نضحي بهذا المشروع من اجل رغبات متناقضة لا تقدر على التواصل والعمل المشترك فلنخرج من هذه الازمات المتواصلة و النفق المظلم وحتى ان كانت وسائل الخروج مؤلمة وقاسية على الجميع فهو افضل بكثير من التوقف وسط الظلام والموت البطيء ". وبين أن" على الجميع ان يفهم الأغلبية بانها ليست طائفية بل هي أغلبية سياسية مكونة للشعب العراقي ويجب ان تكون منسجمة ومتفقة على نهج معين لادارة شؤون البلاد وتكون مسؤولة عن قراراتها و خططها وادارتها واذا لم تستطيعوا ان تدفعوا ثمن الشراكة فعليكم الذهاب الى الاغلبية واذا لم تكون تقبلون بالأغلبية عليكم القبول بالشراكة كل شيء مقبول به الا تفكك الدولة". وذكر ان" مشروع الدولة مازال يصارع لحظات الولادة وانها بلا شك ولادة عسيرة واحد اهم اسبابه هو عدم فهم البعض لمشروع العراق الجديد فكيف نكمل بناء الدولة ونحن لم نكمل بناء الوطن ". وأوضح الحكيم ان "الدولة هو الإطار القانوني للوطن وهناك من لم يستوعب مفهوم الوطن وهناك من لا يؤمن بها وهنا تكمن مأساتنا في انهم عندما يطالبون بالدولة لم يتفقوا بعد على مفهوم الوطن وما لهم وعليهم من حقوق وواجبات ، ونقولها للجميع وحدوا فهمكم للوطن يتوحد فهمكم للدولة وكيفية بناء مؤسساتنا". وتابع الحكيم أننا"اذا كنا نقول لدينا عراق جديد ونسعى لبناء دولة جديدة له علينا ان لا نفسر مفهوم العراق كل على هوائه ". وقال أنه"عند ذلك يضيع العراق في كل هذا التناقض في التحليلات والتفسيرات وعندها سيضيع مفهوم الدولة "مؤكدا أن" قوة الأوطان تنبع من قوة الشعوب فكم من دولة صغيرة في حدودها لكنها قوية بشعبها وكم من دولة كبيرة لكنها ضعيفة بضعف شعبها واذا اردنا ان نحصل على عراق قوي علينا ان نحصل على شعب عراقي قوي". وبين أن"العدالة ليست اساس الملك فحسب بل هي اساس قوة الشعوب وزيادة منعتها وهذا المفهوم يجب ان ينتقل من مرحلة الشعار الى الواقع وانما تبنى بالأعمال الحقيقية التي تلامس حاجتها وتتفهم معاناتها". وشدد الحكيم على أن"الامة العراقية متنوعة ويجب ان تؤطر بالعدالة كي نتمكن من ايجاد امة عراقية قوية ونعني بها انها تلك القاعدة التي تنتمي اليها كافة مكونات العراق فلنبحث عن اسرار القوة في داخل الشعوب وليس في اتجاهات اخرى ولنعمل عل نشر المفهوم في هذه الامة وعلى رجال السياسية ان يطوروا فهمهم لهذه المعادلة وان لايستغرقوا في مفاهيم اخرى للبحث عن القوى واننا نؤمن ان الانسان الذي يعجز عن تطوير مفاهيمه هو عاجز عن ايجاد الحلول للمشاكل لذا لابد لنا ان نبحث عن حلول منطقية ".انتهى