{بغداد:الفرات نيوز}تقرير:وفاء الفتلاوي.. وسط حزن شديد وحيرة كبيرة تعلو وجوه العراقيين بعد التفجيرات التي ذهب ضحيتها العشرات من ابناء العاصمة بغداد تأتي اعياد نوروز لتتزامن اليوم مع عيد الام العالمي. حيث يحتفل الجميع بسرور وفرح في كل عام عند اقتراب اعياد نوروز التي تحمل معها رائحة الزهور بكل انواعها مع انسام الرياح الهابة من جميع المحافظات العراقية لتلتقي في العاصمة بغداد عاصمة السلام والمحبة مهدية عطرها الى الام العراقية الصابرة على المآسي والاحزان صاحبة الوشاح الاسود.
توجهت بنظراتي الى امي الغالية علني ارفع عنها بعض ماحملته الايام لها بابتسامة حزينة وسألتها" ماذا اهديك امي؟ فردت مطرقة الرأس" اهديني ابتسامة صادقة علني اصبر نفسي بها على فقدان الاحبة الذين اخذتهم ايدي الارهاب واغتالتهم دون ذنب او معصية". واستطردت بالقول" جميع امهات العالم يحتفلن اليوم بعيدهن بفرح وسرور الام العراقية فهي تحتفل بدموع ومآسي، فقد كنا نحتفل خاصة في اعياد نوروز مع جيراننا والاهل والاقارب بالذهاب الى احد المراقد المقدسة للصلاة والدعاء وبعد ذلك نتوجه الى احد المتنزهات القريبة من المرقد الطاهر لننشر سفرة الطعام وسط ضحكات الاطفال وفرحة الجميع، الا ان النظام البائد والارهاب قد خطف فرحة الاطفال ولمة الاحباب الا انني آمل ان ينتهي كل شيء قريبا لتعود البسمة على شفاه جميع الامهات". وسألت زميلة لي تعمل موظفة في احدى دوائر الدولة انسام خليل ماذا ستقدمين لامك الغالية في عيدها العالمي فاجابت" حملت نفسي انا واولادي لاشتري لامي اجمل هدية لكني احترت ماذا اشتري لها فوقع نظري على وشاح اسود من الحرير فتقدمت واشتريته لها لكني كنت اتمنى ان اشتري لها وشاحا بلون الزهر الا انها لا ترتدي سوى الوشاح الاسود لاستشهاد اخي بسيارة مفخخة في احدى مناطق بغداد قبل ثلاثة سنين". اما الاعلامي علاء كاظم فقد اشترى لامه بعد حيرة كبيرة ثوبا يحمل ازهارا صغيرة تشبه ازهار النرجس قائلا" اشتريت لامي بعد حيرة دامت اسبوعا ثوبا جميلا حنونا كملامح وجهه وفيه ازهارا صغيرة رائعة كما اشتريت لها ايضا وشاحا اسودا ناعم كرقة امي وقدمت هديتي لها وقد فرحت كثيرا". فسألته مستغربة لماذا اشتريت وشحا اسودا لامك ولم تشترِ اي لون اخر؟ فاجاب علاء مستغربا من سؤالي " اغلب امهات ونساء العراق لا يرتدين الا وشاحا اسود وهذا معلوم لدى الجميع والسبب واضح ومكشوف للجميع". واضاف ان" اغلب النساء العراقيات قد ترملن او ذهب ابنائهن او اخوانهن ضحية الارهاب والتكفيريين". احمد حسن مدرس في احدى مدارس مدينة الصدر بين انه سيهدي والدته بعيد الام ورود قاتمة اللون كتعبير عن حزنه لما تتعرض لها الامهات العراقية لفقد ابنائهن في ماكنة الارهاب التي باتت تحصد ارواحهم . وذكر ان " اعياد نوروز باتت تتعكر هي الاخرى بما يمر به العراق من مآسي واحداث جلبت الحزن على ابناء شعبه ، ولكن بالرغم من كل ذلك الا ان العراقيين باتوا اليوم الاقدر على تحمل الصعاب ومواجهة المحن وسيتحدث التاريخ في يوم ما عن عراق قهر الاعداء لكنه لم يقهر". اما طالبة الدراسات العليا اسيا السوداني فقد جسدت صورة الام بالمرأة العظيمة وانها من طراز خاص لاتستطيع امهات العالم التشبه به فقد قالت ان" الأم العراقية عظيمة ولا أعتقد أن هناك أم على الأرض عانت نصف ماعانته وتعانيه"، واصفة اياها بـ" الثكلى العراقية التي لم تسعفها التغيرات العديدة التي طرأت على بلدنا فتركت بصمة في مختلف العهود وظلت تعطي أبناءها دون مقابل". واضافت " فأمي امرأة من طراز خاص عنوانه الثابت هو العطاء دون سؤال ناعمة هادئة حنونة .. هي ام لكل البشر مع أنها نذرت نفسها أن تبقى بلا أمومة، ولها وجه جميل ضحوك، مليء بالمحبة مع انها لم تضع مساحيق التجميل أبدا.. هي ذكية متعلمة مثقفة مع انك لن تجدها إلا ومكنسة التنظيف بيدها..أما ثيابها فهي بنفس الثياب في الصيف و الشتاء ، العمل و العطلة ،المآتم والأفراح وان سألتها عن أمورها الشخصية ، حياتها الخاصة، فالابتسامة تملأ وجهها لتخبرك أن أطفال العالم كلهم أطفالها وهمها ان تراهم جميعا سعداء". انتهى م