• Thursday 13 February 2025
  • 2025/02/13 17:36:11
{بغداد: الفرات نيوز} انتقد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، خلو ميزانية العام المقبل2014 من حقل خاص بالطفولة على الرغم من انها تعد رقما قياسيا بالنسبة للبلد، داعيا الى اتخاذ الاجراءات العملية التي تسهم بانشاء صندوق خاص برعاية الطفولة، ويسهم في حل مشكلاتهم.
وقال السيد عمار الحكيم خلال كلمة له في مهرجان الطفولة السنوي الثالث في النجف الاشرف وحضره مراسل وكالة {الفرات نيوز} اليوم الخميس ان " الاسلام والقرآن الكريم اهتم كثيرا في موضوع الطفولة فنجد انه اهتم بالطفولة منذ الزواج والعقد الشرعي، الذ ينتج عنه الاطفال فمنذ ذلك الحين والنظرة الى مواصفات الزوجة التي يتم اختيارها لانها تؤثر في تكوين الجنين والاطفال لاحقا، فنرى ان رسولنا الكريم محمد {صلى الله عليه واله وسلم} قال " اختاروا نطفكم فإن العرق دساس" ومن هنا نرى ان الاهتمام بالطفل بدأ من حين الزواج وبعدها يتم الدعاء والترقب لانعقاد نطفة طيبة صالحة وهذا قبل ان يأتي الطفل".

واضاف ان " رعاية الطفولة في رؤية الاسلام تكون في الحرص على بناء مقدماتها بناءً صحيحا ويكون عنصر الرعاية الالهية الذي يتمثل بدعاء الانسان بأن يحصل على ذرية طيبة التي تترك اثارها في البناء الاجتماعي، كما نرى ان الاسلام نظر برؤية شاملة لبناء المجتمع والانسان، وحركة المجتمع تتمثل بالطفل، فكلما كانت بداية الطفل طيبة وصالحة ومتكاملة كلما ترتب عليها لبنات صحيحة عن طريق انسان صالح متكامل في الشخصية الاجتماعية ".

واشار السيد عمار الحكيم ان " المجتمع الصالح الواعد بافراده هو المجتمع الذي تكون بداياته صحيحة وموضوعه الاهتمام بالاطفال والطفولة التي تعد الركيزة الاساسية لبناء الانسان على مستوى الفرد والمجتمع، اذ ان التكلم عن الطفولة هو ذاته التكلم عن الامة والحضارة والمجتمع الذي يتركب من القيم والعادات التي لها اثر كبير في معطيات هذه العناوين ".

واوضح ان " الطفل يعد طابع ومتلقي جيد فاذا تم غرس القيم الصحيحة والعادات والمبادئ السامية وشارك مشاركة فعالة فان هذه القيم ستترسخ بوجوده وشخصيته فيؤدي الى مجتمع مكون من جماعة قادرة على النهوض به وتحمل اعباء المسؤولية الاجتماعية، فمرونة الطفولة قابلة للتكييف مع القيم والعادات " داعيا الى " الحرص على غرس القيم الصحيحة في الاطفال والابتعاد عّما يغرس حالة الشك والقيم الخاطئة والتي يمكن ان تتحول الى براكين في البناء الاجتماعي ".

واستدرك " اننا مزارعون ومزارعنا هي اطفالنا فكيف ننميهم ونحرص على نشئتهم ونحميهم ونراقب ونتأكد من صحة مساراتهم التربوية، وكيف نشعرهم بالحنان والاهتمام من اجل بناءهم بناء صحيحا الذي يؤدي الى ان يكونوا افضل ثمرة في البيت والمجتمع، لذا لابد من الاهتمام بهذا الزرع منذ مراحله الاولى ورعايته المكثفة فيجب ان تكون البدايات صحيحة من اجل تكوين شخصة قوية وواثقة التي عندما تصادفها العوائق والاشكالات تكون جذورها قوية قادرة على المقاومة والصمود ".

وبين السيد عمار الحكيم " اننا نقسوا على اولادنا من خلال تقييم اخطائهم فحالة التقريع والكلمات النابية التي تطلق بحقهم وعدم السماح لهم بالتكلم في مجالس الكبار، يؤدي الى تكوين شخصية مهزوزة غير واثقة " منتقدا استخدام مصطلح جاهل لوصف الاطفال قائلا " من وضع هذه الكلمة ولما تقبلناها فهذه نظرة خاطئة الى الطفل حينما ينظر اليه على انه جاهل ويحرج فهذا الامر يؤدي الى قمعه فينشئ وهو مقموع ومصادر الرأي وذلك لاننا لانقييم مراحل الطفولة تقييما صحيحا، فهذه الاخطاء التي ترتكب بعفوية تكلف المجتمع والاسر والطفل كلفا باهضة جدا الامر الذي يؤدي الى نتائج باهضة ".

واكد ان " الطفولة هي الاساس والركيزة لبناء جل واثق من نفسه يحسن اقامة العلاقات والاتصال مع الاخرين، قادر على حماية نفسه وعائلته ووطنه ودينة وعقيدته، فاننا لانستطيع انشاء طفل يتطلع الى هذه الادوار الا اذا تم اتباع الاسس الصحيحة لبنائه، لذا فان الطفولة مرحلة اساسية في بناء الانسان ففي الاسلام نرى ان تعبيرات القرآن الكريم تضح الطفل بمساره الصحيح، فنجد انه زينة الحياة وقرة العين وبناءً على ذلك يجب التعامل معهم من هذا المنطلق، كما اننا نجد ان مرحلة طفولة الانسان هي الاطول بين مراحل طفولة الموجودات الاخرى، وذلك لانها المرحلة التي يتم بها بناء الانسان واعداده كافيا ليفي بالتزاماته التي ستترتب عليه عندما يقف ويكون مؤثرا في المجتمع ".

ونوه الى ان " المشكلة التي تواجه الطفولة تكمن ببعض الاعراف الاجتماعية الخاطئة التي تم اتباعها دون معرفة كم ان هذه الاعراف تنسجم مع الرؤية الصحيحة لتقويم الطفل، ففي مجتمعنا الكبير يتعرض الى هزات عنيفة فضلا عن الصغير، لذا فان المجتمعات تغفل عن تشريع القوانين والاجراءات التي تعامل الطفل وتؤدي الى ان ينمو صالحا، كما اننا نفتقر الى التخطيط الستراتيجي ووضع البرامج الصحيحة التي تسم بذلك، فهناك قصور كبير نجده في رياض الاطفال بالرغم من اهميتها ومسؤوليتها بانشاء جيل قادر على مواجهة تحدات المستقبل جيل تزرع به المثل والقيم، اذ انها تعلم الطفل كيف يتواصل مع اقرانه وقيم علاقات صحيحة ولها اثر مهم وعميق في بناء شخصية الطفل ".

واشار الى ان " الاسرة بمفردها لاتستطيع ان تتحمل هذه الاعباء لذا لابد من الدعم الحكومي والمجتمعي لمساعدة الاسر على هذه التنشئة الصحيحة على المستوى الصحي والاجتماعي " مبينا " اننا في تيار شهيد المحراب انطلقنا ببناء الدولة والمجتمع عن طريق مبدأ بناء الدولة العصرية العادلة، واولى لبنة لبناء هذه الدولة هو المجتمع السليم، واولى لبنات بناء المجتمع هم الاطفال، الذين لابد من ان ينشئون تنشئة صحيحة ولهذا اطلقنا مشروع انشاء صندوق لرعاية الطفولة في العراق عن طريق تخصيص 1,5 من موازنة البلاد اليهم من اجل حل مشاكل الطفولة الا ان هذا المشروع لايزال متعثر وسط ركام الروتين والمزايدات السياسية ولا يزال متعثر بخضم هذا الركام ".

واكد السيد عمار الحكيم " اننا لانزال على ايماننا العميق بضرورة بذل هذا الصندوق وما ينبثق عن مجلس اعلى للطفولة يعني بمعالجة اشكالات الاطفال ووضع استراتيجياتها التي تحتاج الى برامج صحيحة لذلك حينما اطلقنا المشروع ذهبنا الى تنظيم خطوات العمل والتقدم والوصول الى خطط متكاملة لتنشئة الطفولة، فميزانية الدولة والحكومات المحلية والوزارات ترصد جزء من هذه الميزانيات لشأن الطفولة الا انها لاتزال في الاطار العام، لذا فانها لاتمثل مشروع متكامل ورؤية واضحة لمعالجة شؤون الطفولة ".

واوضح " اليوم تم التحضير لموازنة عام 2014 ويقدر ان تصل الى {150} مليار وهذا رقم قياسي بالنسبة للعراق ولكننا عندما نتصفحها لا نجد فيها حقل للطفولة فحتى الان نفتقر الى الاهتمام بهذا الموضوع والمشاريع التي لها اتصال مباشر بالطفل كرياض الاطفال والاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وانشاء معهد عالي لتدريب الملاكات التربوية للتعامل مع الطفولة ومراحلها المبكرة " مستدركا ان " في الوقت الذي نشيد به بجميع الجهود المخلصة التي تساعد على معالجة اشكاليات الطفولة والتي تهدف الى خدمة شريحة تمثل اكثر من نصف المجتمع نطالب بتحمل المسؤوليات الانسانية والوطنية عن طريق الضغط على المؤسسات المعنية لاتخاذ الاجراءات الصحيحة لمعالجة مشاكل الطفولة، ".

وبين ان " كل مايخص الطفولة يخص الوطن والمشروع الوطني في العراق، وبناء طفل يعني بناء مواطن ناضج " مشددا على ضرورة " الانتقال من مرحلة الشعارات الى مرحلة تنفيذ المشاريع العملية التي تخص الطفل " مشيرا الى ان " التناقضات التي نعانيها ناتجة عن السياسيات الخاطئة التي عممت في العهد الدكتاتوري والتي استهدفت النسيج المجتمعي والشخصية واساءت الى المجتمع، فاننا لازلنا نعاني من التبعات النفسية والسلوكية لتلك الحقبة فهذه الترسبات المتراكمة تتحول الى تكلسات في الشخصية يصعب معالجتها ".

وتابع ان تجارب الدول المتقدمة تشير الى ان السياسات الصحيحة في بناء الطفولة هي اساس تقوية المجتمع وجعله متماسكا، لذا فإن الارهاب لم يغفل عن الاطفال فيستهدفهم وذلك يعد محاولة للنيل من تماسك المجتمع ليبقى مهزوزا وهذا حتى اتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجتة وذلك يكون عن طريق المسؤولية التضامنية بين مؤسسات المجتمع المدني وعناصر التاثير في المجتمع فالجميع يجب ان يتحمل المسؤولية لبناء طفولة سالمة الامر الذي يتطلب بذل الجهود التي تحتاج الى توعية اجتماعية عامة لخلق جو ضاغط هادف الى اتخاذ الاجراءات العملية بما يرتبط بصندوق رعاية الطفولة ".

وانطلقت صباح اليوم فعاليات مهرجان الطفولة السنوي الثالث في محافظة النجف الاشرف تحت شعار {اطفالنا اولا لبناء الوطن}.

وقال مراسل {الفرات نيوز} اليوم الخميس ان" فعاليات مهرجان الطفولة السنوي الثالث انطلقت في محافظة النجف الاشرف برعاية تيار شهيد المحراب وبحضور رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم".

وحضر المهرجان العديد من الشخصيات الدينية وعوائل الاطفال المشاركين في فعاليات مهرجان الطفولة السنوي الثالث في محافظة النجف الاشرف".انتهى م

اخبار ذات الصلة