المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
ويكاد لا يمر يوم في العراق دون أن تذكر وسائل الإعلام المحلية حريقا في متجر أو محطة وقود أو منزل شخص ما.
وسواء تعلق الأمر بالأسلاك المتشابكة في حالة من الفوضى فوق المباني والأزقة المكتظة أو انتشار المولدات الكهربائية المعرضة للحرارة الشديدة وضعف عمليات التفتيش على السلامة، كلها تشكل عوامل أساسية لتكرار اشتعال الحرائق المدمرة في العراق.
وتكاد الحرائق ان تكون مشهدا يوميا في البلاد حيث سجلت وزارة الداخلية بين يناير كانون الثاني ومارس آذار من هذا العام، 7000 حريق، أكثرها دموية شب ليل الأحد في مستشفى ابن الخطيب المخصص لمرضى كوفيد-19 بالعاصمة بغداد.
واستشهد 130 شخصا وأصيب ما لا يقل عن 110 آخرون في هذا الحادث الذي أثار صدمة وغضبا عارما.
وتبتلى بغداد المترامية الأطراف ويبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة بالعدد الأكبر من هذه المآسي سنويا.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن في تصريح صحفي أن "بغداد أكثر مدن العراق تعرضا للحرائق إذ تسجل فيها 40 بالمئة من حرائق البلاد. وقد أحصي فيها 2800 حريق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2021".
وتعاني المدن العراقية عموما من حالة من الفوضى العمرانية. إذ يعيش واحد تقريبا من كل 10 أشخاص في أحياء عشوائية حيث توصل المنازل بشبكات المياه والكهرباء كيفما اتفق.
كما تبنى مراكز التسوق الجديدة دون تخطيط عمراني.
وقال مدير الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان في تصريح صحفي أمام هذه المعاناة إن "جميع الأبنية دون المواصفات وهناك آلاف منها دون موافقات".
وما يزيد الطين بلة، هو نقص الموارد، فالمكلفون بمكافحة الحرائق في العراق عليهم أن يفعلوا ذلك بموارد محدودة، إذ أكد بوهان نقص فوهات الإطفاء وأسطول سيارات الإطفاء الذي عفا عليه الزمن، إذ أن أحدثها عمره 10 سنوات.
وقال بوهان إن الدفاع المدني معطل في غياب مروحيات لإطفاء الحرائق، رغم تعرض مناطق زراعة الحنطة والشعير لحرائق متكررة سنويا تلتهم مساحات واسعة في مختلف مناطق العراق.
ويرى المسؤول أن ذلك يعود الى الظروف الاقتصادية التي تعاني منها بلاده والتي أثرت على تأمين مستلزمات الدفاع المدني.
ويقول بوهان إنه في خلال 18 عاما شهدنا "أكثر من 420 وفاة" بين عناصر الدفاع المدني.
ونتيجة لهذه الفوضى لا تخضع المباني شروط السلامة وتكثر مخاطر اندلاع الحرائق.
داخل المباني، يمكن لمزيج من مواد البناء الرخيصة القابلة للاشتعال والأسلاك الكهربائية سيئة التوصيل أن تحول شرارة بسهولة إلى جحيم في غضون دقائق.
وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بعد احتراق مستشفى ابن الخطيب "يجب أن لا يقول أحد أنه تماس كهربائي، هذا أمر معيب، الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرد خطأ بل جريمة".
ولكن الأخطار تتربص كذلك بالسكان في الخارج أيضا.
فعلى مدى سنوات عديدة لم تتمكن الدولة سوى من توفير بضع ساعات من الطاقة الكهربائية يوميا، مما جعل الناس يعتمدون على المولدات الخاصة التي توضع عادة بجانب خزانات الوقود في الخارج تحت ألواح رقيقة حديدية بالكاد تحميها من أشعة الشمس الحارقة وحرارة يمكن أن تصل إلى 55 درجة مئوية في الصيف يوميا.
عمار المسعودي