{بغداد : الفرات نيوز} رأى المحلل السياسي علي الدراجي ان النفور من الانتخابات حالة طبيعية ورد فعل لما يجري في البلاد من تردي الامن ونقص الخدمات وغيرها.
وقال الدارجي في تصريح لوكالة {الفرات نيوز} اليوم الاحد "من حق المواطن ان يتذمر من الواقع الذي يعيشه والمعاناة الكبيرة جراء نقص الخدمات وعجز الكثير من الوزارات عن اداء مهامها بمسؤولية وطنية وينفر من المشاركة في الانتخابات على ضوء ما تقدم".
وبين ان "الواقع الذي يعيشه المواطن وخاصة ما تعرضت له البلاد خلال الفترة الاخيرة وازمة الامطار والفيضانات التي كشفت الكثير من حالات الفشل في الخدمات واعمال الصرف الصحي، انعكست مباشرة على حياة المواطن الذي كان يبحث عن الامن، في حين بات اليوم في امس الحاجة الى مأوى او سكن آمن وعيشة رغيدة، لكن للاسف لا الامن متوفر ولا الخدمات بالشكل المطلوب، وبالتالي فإن النفور من الانتخابات هو حالة طبيعية وردة فعل لما يجري في البلاد".
وتابع "اما المسؤولية الوطنية والشرعية والاخلاقية التي عكستها المرجعية الدينية الرشيدة فتتمثل في ان يكون هناك حضور واسع في الانتخابات ومشاركة فاعلة من اجل قطع الطريق على المفسدين الذين عندما يعلمون ثماني سنوات او اكثر ولا يقدمون شيئا فاعتقد انه ليس من المنصف ان يبقوا في مناصبهم لسنة اخرى او وقت اخر لتعويض فشلهم الذي اضر بحياة المواطن، بالتالي فإن المشاركة في الانتخابات مسؤولية وطنية وشرعية مهمة في سبيل قطع الطريق امام السراق والمفسدين الذين عاثوا في البلاد فسادا".
واعلنت المرجعية الدينية الرشيدة الجمعة الماضية رفضها لتأجيل الانتخابات لاي سبب كان ، حاثة المواطنين على تحديث سجلات الناخبين ، كما دعت الى ايجاد حلول جذرية لمشكلة الامطار التي تسببت بفيضانات اغرقت الكثير من مدن البلاد .
وذكر وكيل المرجعية الدينية في محافظة كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر انه " بعد اقرار قانون الانتخابات نطمح ان تجرى هذه الممارسة الديمقراطية في وقتها المقرر ونرفض تأجيلها لاي سبب كان والوقت المحدد لها لا محيص عنه " .
واضاف السيد احمد الصافي ان " بعض المواطنين يقولون لو لم ننتخب لكان افضل كونهم يتأثرون بطبيعة المشكلة وتأثرهم بهذا الامر غير صحيح كون كل انسان يطمح للتغيير ، مبينا ان المشاركة في الانتخابات قرار صحيح والعدول عنها امر سيء " .
وبين السيد الصافي ان " الانتخابات تغير الحياة السياسية والواقع ، وان حسن الاختيار يقينا من المشكلات التي تتعرض لها البلاد " .
ومضى قائلا " نرى البعض يثقف على عدم المشاركة في الانتخابات وعدم تحديث السجل الانتخابي ، وهذا الامر غير صحيح ونرجو من الاخوة تحديث سجلاتهم الانتخابية ، مذكرا ان " هناك اناسا طيبين واكفاء وسيكونون ان شاء الله نعم العون للبلاد ، والشعب يستحق كل الخير " .
واضاف الدراجي "اشرنا في اكثر من مناسبة الى وجود صفقات واتفاقات خفية لتأجيل الانتخابات بمشاركة دول اقليمية وبتوجيه منها لتمرير واقع معين لمدة سنة او اكثر ، واعتقد ان هذه الحالة ستلاقي رفضا كبيرا من المرجعية الدينية الرشيدة ومن هو وطني مخلص لقطع الطريق امام من يريد تأجيل الانتخابات لاكمال صفقات فساده وزيادة امواله من السحت الحرام".
وختم المحلل السياسي على الدراجي قائلا " من الواجب الوقوف بوجهه محاولات تأجيل الانتخابات واجرائها في وقتها المحدد لانه حالة صحية تعكس الكثير ، موضحا انه ربما يكون هناك تغيير 50 % او اكثر وهذه حالة ايجابية افضل من ان يبقى الواقع على ما هو عليه الان " .
وكان النائب عن كتلة المواطن النيابية والامين العام لحركة الجهاد والبناء حسن الساري قد اوضح في تصريح سابق انه " قد يكون هناك عزوف من قبل المواطن عن المشاركة في الانتخابات بسبب رداءة المشاريع وقلة الخدمات ، وهو امر مرفوض لانه غير صحيح وهذا ما اكدته المرجعية الدينية وشددت على ضرورة المشاركة الفاعلة من اجل التغيير المنشود " .
وشدد النائب حسن الساري ان " على المواطن ان يمارس حقه ويحصل عليه بعدم انتخابه غير المخلصين ومن هم ليسوا اكفاء ويدقق في الاختيار وان لا ينتخب من لم يقدم له شيئا ، بل يعطي صوته للاكفاء والمخلصين والمهنيين " .
وبين الساري ان " العزوف عن المشاركة في الانتخابات امر غير صحيح ويعطي مبررا لمن يريد تأجيلها على اعتبار ان الناس ليسوا راغبين في المشاركة ، لتبقى البلاد في فراغ دستوري " . انتهى12 م