• Friday 7 February 2025
  • 2025/02/07 20:40:47
{بغداد : الفرات نيوز} حذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم من لي ذراع الشعب والتلاعب بمشاعره في الشان الانتخابي ، وجدد الدعوة الى التنافس بالبرامج لا التهديد والتسقيط .
ودعا السيد عمار الحكيم في كلمة بالملتقى الثقافي الاسبوعي في مكتب سماحته ببغداد ، مجلس النواب إلى رفض الاستقالة الجماعية لمجلس مفوضية الانتخابات ، مشددا على ضرورة توفير الحماية القانونية والتشريعية التي تحتاجها المفوضية لأداء عملها باستقلالية ومن دون ضغوط من أي طرف ".
واكد على توقف التدخلات بعملها وأن لا تكون ساحة للصراع بين الإرادات السياسية أو السلطتين القضائية والتشريعية ، مبديا استغرابه من الاستقالة قبل 35 يوما من موعد اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة ، مجددا تحذيره من الإجراءات غير المنطقية التي تحتاج إلى ظروف استثنائية لمواجهتها ، مشددا على اهمية إجراء الانتخابات في موعدها مهما كانت الظروف .. وان لا يراهن احدا على تأجيلها تحت أي ذريعة ، فبدون انتخابات لا شرعية لأحد ومن دون الشرعية يكون الجميع خارجين على القانون.
وبين أن الشعوب تشارك في الانتخابات لا لتختار حكامها حسب بل الوطن ، وتنميه وتشد أركانه وتكرس إرادتها بحياة حرة كريمة يؤطرها التعايش والتسامح ، مؤكدا أن رسالة تيار شهيد المحراب للجميع بان لي ذراع الشعب او التلاعب بمشاعره او مخاوفه ليس مسموحا ، فهو ليس رهينة ، إنما صاحب الإرادة الكاملة في أن يختار ويقرر وعلينا جميعاً الرضوخ لهذه الإرادة ، متسائلا سماحته من يحمي المفوضين ؟ وهل هناك ضغوط على عمل المفوضية كي تأخذ خطوة الاستقالة ذات الدلالات الخطيرة وفي وقت حرج ؟ ، عادا المفوضية الجهة المسؤولة عن إجراء الانتخابات في البلاد ، مشيرا إلى أن الانتخابات هي الوسيلة الشرعية الوحيدة للتعبير عن إرادة الشعب في اختيار ممثليه بمجلس النواب وتشكيل الحكومة السياسية التي ستحكم البلاد للسنوات الأربع المقبلة " .
واشار السيد عمار الحكيم الى ان " استعراض الانجازات من قبل أي تيار او حزب أمام جمهوره حق له ، مبينا ان الأحزاب والقوى السياسية تتسابق لعرض ما قدمته وما تستطيع ان تقدمه إلى المواطن ليختار بكامل إرادته وقناعته من يجد فيهم المصداقية والانسجام مع طموحاته ويتحمل مسؤولية قراره ، محذرا من تخويف المواطن وابتزازه وإهانته بشراء صوته أو تزويره ، مؤكدا ان هذا إجراء غير طبيعي يتلاعب بمستقبل البلاد ووحدتها وسلمها الاجتماعي للحصول على مكاسب انتخابية ، داعيا الى التنافس بالبرامج لا بالتهديدات والتسقيط " .
وفي محور اخر عد السيد عمار الحكيم استشهاد الصحفي والأكاديمي محمد بديوي خسارة كبيرة في العقول والإمكانيات البشرية ، مبينا أن الحادث كان مؤلما باتجاهين الأول أن الموت بات يرافق أبناء هذا الوطن في كل مكان وزمان والوصول له أسهل من الوصول للحياة وكأنه لا يكفي أن يموت العراقيون على أيدي الإرهاب ليأتيهم الموت على أيدي بعض رجال الأجهزة الأمنية والتي من المفروض إن تكون لحماية الناس ، مجددا تحذيره من دولة المسؤول لا دولة المواطن التي تعمق الفجوة بين المواطن والمسؤول ، متسائلا في الاتجاه الثاني من الحادثة عن تفسير لرخص الدم العراقي حين يقوم ضابط بقتل رجل أكاديمي وصحفي بهذه الطريقة المؤسفة مهما كانت الأسباب والتبريرات ، عادا إياه تراجعا فكريا وإنسانيا خطيرا عندما تنتهي المشاجرات باستخدام الرصاص ، مبينا انه يدل أيضا على سوء اختيار الضباط الذين يقومون بواجبات حساسة .. فهذا الضابط لو كان منضبطاً لما تصرف بهذا الاستهتار.
ودعا الجهات المعنية إلى مراجعة البنية الأخلاقية والتدريبية للقوات الأمنية ، معللا ذلك بان الثقة إذا فقدت بين المواطن ورجل الأمن خسر الوطن الثقة بنفسه وبمستقبله وبكامل منظومة العمل الأمني لديه ، مؤكدا على نيل الضابط جزاءه العادل لترسيخ مفهوم الالتزام بالقانون من دون تلاعب او تسويف ، مشددا على حصر القضية بإطارها الشخصي وفي حدودها القانونية من دون إفراط او تفريط وان لا يدفع بعض البسطاء لارتكاب أخطاء لا يدركون مدى تأثيرها وتبعاتها على هذا الوطن كما حصل في بعض الشعارات العنصرية غير المقبولة التي خطت على بعض الجدران ، متسائلا سماحته اين العقلاء والحكماء ؟ اين الأخلاق العربية الأصيلة ؟ اين الشيمة والغيرة الوطنية ؟ ، معربا عن تقديره للموقف الوطني والإنساني والأخلاقي الذي وقفته اسرة الشهيد وعلى لسان بعض ذويه برفضهم تسييس قضية الشهيد لتبقى بحدودها الشخصية والقانونية ، مشيرا الى انه دليل على أصالة هذه الاسرة وعلى سمو أخلاقها وعروبتها ووطنيتها " .
كما تطرق السيد عمار الحكيم الى اهمية بناء إستراتيجية متكاملة تعيد دراسة واقع نقاط التفتيش في البلاد حينما أعرب عن دعمه للقرارات الأخيرة للقيادة العامة للقوات المسلحة في تصحيح بعض مكامن الخلل بنقاط التفتيش وتسهيل حركة المواطنين عبر السيطرات ، مؤكدا على عدم التعامل مع هذا الخلل باعتباره متعمداً من عموم الجنود والضباط لنحملهم مسؤوليته .
وبين أن رجل الأمن لا يريد تعطيل الناس في نقاط التفتيش وإرهاقهم بالانتظار او تعطيل مصالحهم ، انما هو محكوم بالأوامر التي ترد إليه وعندما وردت إليه الأوامر بفتح مسارات نقاط التفتيش وتوسيعها نفذها ، داعيا إلى وضع إستراتيجية متكاملة تعيد دراسة واقع نقاط التفتيش في البلاد على أسس علمية صحيحة بالتوازي مع رفع الكفاءة الاستخبارية واستخدام الأجهزة الحديثة التي من شأنها تقليص نقاط التفتيش الى اقل حد ممكن ، مشيرا إلى ان هناك علاقة عكسية بين دقة المعلومة الأمنية وتقليص عدد السيطرات فكلما كانت الأولى دقيقة كلما قلصت الاعتماد على الثانية وصولا إلى رفعها بشكل كامل ، مشددا على ضرورة المراجعة الشاملة وتشخيص الأسباب التي تجعل الوطن يخطو باتجاه حافة الهاوية ويتحول كل حدث فيه إلى أزمة وتحد وكسر عظم ، لافتا إلى أن على الشركاء وضع قاعدة أساسية وصلبة نقف عليها كعراقيين لا كطوائف وقوميات ، مشيرا إلى أهمية تأسيس خطوط حمراء وطنية لا يجوز تجاوزها من احد كي لا يتحول كل تصريح أو حدث إلى تهديد يضرب أسس التعايش الاجتماعي ويقوض قواعد العدل والمساواة والمواطنة والقانون " .
كما اعرب السيد عمار الحكيم في محور اخر عن أمله بان يتفهم القادة العرب فداحة التحديات التي يواجهها العراق ، متمنيا عليهم أن يكونوا عامل دعم لمسيرة العراق وان توجه سياساتهم العليا نحو التعامل مع العراق كشريك أساسي في هدف مشترك هو مواجهة الإرهاب وإطفاء حرائق المنطقة ، مؤكدا ان أحداث الشرق الأوسط ومتغيراتها كانت كبيرة خلال الأعوام الماضية والعراق لم يكن بمعزل عن التأثر بارتدادات الكثير من تلك المتغيرات ودفعنا أثمانا باهضة من الأرواح الغالية وتعطيل فرص النهوض الاقتصادي والخدمي وتصدع التوافق السياسي الداخلي بسبب تلك التأثيرات ، مشيرا إلى أن قمة الكويت عقدت في ظروف استثنائية جداً تمر بها الأمة العربية حيث غياب الاستقرار السياسي في اغلب الدول العربية من جهة ودخول العرب بمحاور وانقسامات داخلية فيما بينهم من جهة أخرى ولذلك اختير اسم {التضامن والمستقبل} ، لافتا إلى أن العراق لطالما نظر لدوره في مرحلة البناء الديمقراطي الجديد كمركز لتلاقي الإرادات الإقليمية لا تقاطعها وعد أن سياسته الخارجية يجب ان تبنى على أساس حسن الجوار والمصالح المتبادلة والعلاقات الحسنة مع الجميع ،.
واوضح ان منهج العراق قائم على أساس بناء العلاقات الطيبة وتضييق مساحات الخلاف مع العالم الخارجي لا سيما الدول العربية والإسلامية في المحيط العراقي ، معربا عن اعتقاده بان الفرص لم تهدر تماماً لإنتاج توافق إقليمي شامل يأخذ في الحسبان ما يواجهه العراق من تحديات أمنية وما يخوضه من حرب يومية مع قوى إرهابية عابرة للحدود ، متمنيا من الإخوة العرب تجسيد هذه الرؤية عبر الحوار مع دول الجوار من الأشقاء والأصدقاء وتدعيم أواصر الإخوة وإزالة ما علق من خلافات وانطباعات خاطئة بشان التوجهات العراقية وتكريس دور العراق كمركز ثقل ونقطة تلاق وتعاون إقليمي ودولي لا عنصر تهديد لمصالح احد ، واصفا سياسة الكويت البلد المستضيف للقمة بالمعتدلة والمتوازنة وتمتاز قيادتها بالتعامل الهادئ مع الملفات الساخنة ، متمنيا على القمة الخروج بخطوات فعلية وان لا تقتصر على القاء الخطابات ، مؤكدا ان العرب بحاجة ماسة الى التضامن ليواجهوا معاً التحديات المصيرية التي يعيشونها ويعملوا على تأمين مستقبل آمن لشعوبهم ، مذكرا بان البيئة السياسية للدول العربية تغيرت بشكل كبير وتخلص الكثير منها من الأنظمة الديكتاتورية التي كانت تحكمها لكنها لم تصل لحد الآن إلى الاستقرار الذي تنشده ومازالت المجتمعات العربية في مرحلة مخاض عسير لولادة طال انتظارها " .
واشار السيد عمار الحكيم الى مبادرة {المواطن يريد} مؤكدا أن مطالب المواطن العراقي بالأمن والعدالة والخدمات والحياة الكريمة والرفاه الاجتماعي والتعايش الوطني ليست سراً ولم تكن خافية عن تيار شهيد المحراب ، مبينا انَّ الهدف من حملة المواطن يريد هو التأسيس لثقافة {العقد} بين الشعب والمرشحين والسياسيين ، وان يتحول كل توقيع لمواطن عراقي إلى التزام من قبل المرشح وان يفهم هذا الاخير قبل كل ذلك كيف يتعاطى مع مسؤوليته باعتباره ناقلاً ومترجماً لإرادة الناس ومدافعاً عنها ، مشددا على ان المرشح ليس صاحب إرادة مستقلة عن إرادة ناخبيه بل هو وسيلة لإيصال الإرادة الشعبية وتفعيلها وتحويلها إلى برامج عمل واليات تنفيذ ، .
ودعا المرشحين الى الانتخابات من كتلة المواطن وغيرها من الكتل الى ان يحملوا مطالب وشكاوى واحتياجات الناس ديناً في أعناقهم ، قائلا {لأ تبرأ ذمتهم منه حتى يسيرون في طريق سداده} ، مبينا ان العراقيين لا يتحملون المرشح الذي يتحدث بلغات متعددة ، الأولى قبل الانتخابات والثانية بعدها والثالثة للتفاهمات السياسية ورابعة للحديث مع الخارج ، مخاطبا المرشحين .. ان ما تقولونه وما تعدون به في فترة الدعاية الانتخابية هو التزام ديني ووطني وأخلاقي لا يقل ثقلاً عن الالتزام القانوني ، منوها إلى أن الحملة الدعائية ليست فرصة لخداع الناس وتضليلهم بالوعود الزائفة إنما هي مناسبة للاقتراب منهم والوصول إلى كل محافظة ومدينة وقرية وبيت وفهم احتياجاتهم والاتصال المباشر بالمواطن والالتزام أمامه " .
وبالعود على الشان العربي فقد حذر السيد عمار الحكيم جمهورية مصر العربية من قرار اعدام هذا العدد الكبير من السياسيين دفعة واحدة وبمحاكمة قصيرة ، قائلا .. لطالما كان للقانون المصري مكانته وتاريخه وقد تفاجئنا بالقرار الصادم ، مؤكدا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، مستدركا .. لكن تحذيرنا جاء من باب حق الاخ على الأخ ان ينبهه ويحذره ، مشيرا الى ان هذا الحكم مهما كانت خلفياته فانه قد يسبب تعميق الأزمة السياسية في مصر ، مستشهدا بواقع العراق الذي لديه قتلة وإرهابيون ملاوا شوارعه بالدم ومع ذلك لم يصدر لحد الآن حكماً جماعياً بهذا العدد دفعة واحدة ، معربا عن قلقه من هكذا قرارات ، موضحا انها قد تقوض الحقوق وتضيّعها ، راجيا الحكومة المصرية مراجعتها " .
وفي محور الثقافة والعلم دعا السيد عمار الحكيم الاسر العراقية إلى الذهاب لمعرض الكتاب المقام على ارض معرض بغداد الدولي وان يعلموا أطفالهم على شراء الكتب مثلما يعلموهم شراء الحلويات والهدايا ، متسائلا سماحته عمن هو المسؤول عن هذا التراجع الثقافي في البلاد ، وبغداد تحتضن مئات الآلاف من الطلبة الجامعيين وأكثر منهم من في المرحلتين الإعدادية والمتوسطة بالإضافة إلى المثقفين والموظفين والأكاديميين والمفروض ان يكون هناك عشرات ألاف الزوار للمعرض يومياً ، معربا عن أسفه لتواضع الحضور ، متسائلا عن الأسباب هل هي أمنية ؟ أم معيشية ؟ ام المزاج العام الذي بات يميل إلى اللامبالاة ؟ ! ، مشددا على عدم فقد الأمل ومواصلة المسير ، خاتما بحكمة اكد مضمونها {لا زاد أفضل من زاد العلم ولا مستقبل بدون العلم والمطالعة} . انتهى

اخبار ذات الصلة