{بغداد : الفرات نيوز} دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الكتل السياسية والمرشحين الى التنافس بشرف والابتعاد عن لغة الشتائم .
وقال السيد عمار الحكيم في كلمة بالملتقى الثقافي الاسبوعي بمكتب سماحته في بغداد اليوم الاربعاء ان " برنامج ائتلاف المواطن الانتخابي الذي أعده وشارك فيه خبراء بشتى المجالات هو برنامج إصلاح ونهوض ، مبينا ان الائتلاف لا يهدف إلى إقناع الناخب بالتصويت لصالحه حسب وان كان هذا هدفاً مشروعاً ، بل هو خارطة طريق لمرشحيه يلتزمون به أمام الشعب ومنهج يسيرون على وفق خطواته".
واشار إلى أن ائتلاف المواطن لم يتعامل مع البرنامج الانتخابي على انه ورقة تسطر فيها الشعارات ، انما هو خطط عمل واليات ومسارات قانونية وسياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية وخطوات محسوبة بعناية للوصول إلى الأهداف ، مؤكدا أن آليات العمل تقنع الناخب بامتلاك ائتلاف المواطن لخارطة طريق لتحقيق الأهداف ، لافتا إلى أن مسار ائتلاف المواطن واضح ببناء البلاد وتحصينها والنهوض بها في كل المجالات وتصفير أزماتها والعمل بروح الفريق القوي المتجانس وأحداث ثورة إدارية حقيقية تقود إلى خطوات جادة لبناء الوطن والتخفيف عن المواطن".
واوضح ان الشعب لا يريد من يعيد عليه ما يعرفه أصلا ، انما من يقدم له الحلول والمعالجات في الأمن والسياسة والخدمات والاقتصاد والسكن وتشغيل العاطلين ، مشيرا الى ان ائتلاف المواطن يضع يده بيد من يتفق معه في برنامجه ومساراته ويستعد للعمل معه في إطار فريق متجانس يسعى للحل لا للازمة ، مشددا على ضرورة ان يكون التنافس بشرف والابتعاد عن لغة الشتائم ، حاثا المرشحين الى تقديم برامج تتحدث عنهم وتشخص معاناة الشعب ، مبينا إن الحوار العراقي مسؤولية ستتصدى لها كتلة المواطن بكل ثقة وعزم خلال المرحلة المقبلة وستنجح في تصفير أزمات الوطن والشروع بمرحلة البناء والإصلاح والنهوض " .
وبين السيد عمار الحكيم أن " برنامج ائتلاف المواطن قائم على معطيين رئيسيين أولهما التشخيص الدقيق والتفصيلي لمكامن الخلل في كافة لمجالات ، مشيرا إلى أن التشخيص الخاطئ أو السطحي غالباً ما يقود إلى حلول ترقيعية لا تنتج أصلاحا ولا تبني بلدا ولا تحقق أمنا ورخاء واستقرارا ، وثانيهما وضع الحلول على أساس رؤية إستراتيجية ومراحل زمنية مدروسة وعلى وفق جداول واليات عمل وقوانين داعمة وساندة".
واكد أن هذين المعطيين خرج منها ثلاثة أسس أولهما أن العراق يجب أن يدار بروح الفريق الكفوء المتجانس القادر على فهم المشكلات والاتفاق على الحلول والسير بالحل من دون إهدار الوقت بالمماحكات والأزمات والتشنجات السياسية ، وثانيهما وضع خارطة قانونية واضحة تعالج الخلل في هيكلة الدولة العراقية وتنهي التفسيرات والتأويلات المتضاربة للنصوص الدستورية والقانونية وتقطع الطريق أمام معظم الأزمات التي نتفق جميعاً على أن أصولها قانونية ، وثالثهما ثورة إدارية حقيقية وشاملة تعيد هيكلة مؤسسات الدولة في كافة المجالات وتنهي حالة الترهل والتراخي وعدم الكفاءة وإهدار المال العام والفساد ، مضيفا أن هذه الأسس مترابطة ببعضها فمن دون حل سياسي واتفاق واضح الملامح على تصفير الأزمات ليس بالإمكان تشكيل فريق عمل متجانس ومن دون فريق عمل لا يمكن تمرير عشرات القوانين الأساسية لإحداث النهضة الشاملة ومن دون قوانين يتبناها الجميع لن تتحقق الثورة الإدارية التي ستقود العراق بمراحل متسارعة إلى تحقيق أهدافه " .
ودعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الكتل إلى التنافس بشرف ، مذكرا المرشحين بان الشعب اليوم ينظر إليكم ويستمع منكم فاسمعوه برامجكم وجنبوه الاستماع إلى مشاكلكم ! فواجبكم أن تقدموا حلولاً وليس مشكلات ، حاثا إياهم إلى جعل سلوكهم بمستوى الواجب الذي يسعون إليه ، مؤكدا ان الشعب وصل إلى مرحلة النضج والتمييز فلا تقللوا من تقييمكم لنباهة هذا الشعب لانه يتحمل لكن لا ينسى ، مشددا على ضرورة تحدث البرامج لا الشتائم ، موضحا ان الانتخابات هي التجسيد الحقيقي للديمقراطية وأنها تستند إلى القدرة على تشخيص الخلل ومعالجته والتشخيص يمتد إلى كافة مراحل العمل السياسي ويتحول إلى أفكار وبرامج وأسلوب للخطاب يحترم إرادة الناخب ويتفاعل مع طموحاته وأهدافه " .
واكد السيد عمار الحكيم أن " المرجعية الدينية هي الأب وكلمتها واحدة ليس فيها تأويل أو تفصيل وإنها على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات ولا يمكن للمرجعية الرشيدة إلا أن تكون على مسافة واحدة ، مبينا ان المرجعية الدينية علمتنا ان العدل هو أساس النجاح وهي تقدم انموذجاً يقتدى به في الواقع الاجتماعي ، مشيرا إلى أن المرجعية تتعامل مع الثوابت لا المتغيرات والمبادئ لا الاتفاقيات وتنأى بنفسها عن المغريات".
وشدد على ان المرجعية ترى ان الواجب الوطني الأكبر هو المشاركة في الانتخابات ، داعيا الى جعل يوم الانتخابات تاريخياً ملحمياً في حياتنا لأنه يوم قرارنا وتحديد مصيرنا وحريتنا ، موضحا ان الفارق الأكبر بين الدكتاتورية والديمقراطية هو الانتخابات ، مشددا على ان المرجعية مع الحق وتدعو للحق ولا تقف على مسافة واحدة بين الحق والباطل ولا تقف على مسافة واحدة بين الناجح والفاشل ولا تقف على مسافة واحدة بين من يحمي حقوق الناس ومن يعتدي على تلك الحقوق ولا تقف على مسافة واحدة بين النزيه والفاسد ولا تقف على مسافة واحدة بين الصالح والطالح ، مذكرا بان المرجعية قالت أنها تقف على مسافة واحدة من الكتل السياسية التي تشارك في الانتخابات وعلى المواطن ان يشارك فيها ويغير نحو الأفضل وان لا يجرب المجرب وان لا يعطي صوته لكل من لم يقدم له خدمات ولكل من لم يراع حقوقه ولكل من لم يحقق الأمن للناس ، مشيرا إلى أن كلام المرجعية واضح وصريح وهي تدرك مسؤولياتها أمام الله والشعب والتاريخ " .
واشار السيد عمار الحكيم الى ان " العدل مرتبط بالقضاء النزيه العادل الذي لا يميل لأي اتجاه ، مبينا أن أي حكم مقبول أساسه العدل ، مؤكدا ضرورة اللجوء إلى وزارة العدل كي تمنح العدل للناس وتوفر قضاء عادلاً وكذلك مجلس القضاء الأعلى ، محذرا من مصيبة كبرى أذا ما ساورت الشكوك تجاه القضاء لان العدل أساس الحكم والقضاء أساس العدل ، مبينا انها سلسلة مترابطة متواصلة لا تقبل التفكيك ولا التأويل ، داعيا الجميع الى تحمل مسؤولياتهم في حماية القضاء من التأثير والضغوط وتوفير بيئة قانونية سليمة له ، محذرا من غياب نجاح الدولة إذا فقد القضاء استقلاليته ولا ديمقراطية من دون قضاء مستقل ولا عدل وحرية ومساواة من دون قضاء مستقل ، مشيرا إلى إن العراق سيخسر كل شئ إذا خسر القضاء " .
وبين رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم أن " الأزمات والصراعات المستمرة سببها انقطاع الحوار بين القوى السياسية من جهة ، والطبقة السياسية والمواطنين من جهة أخرى ، عادا إياها ظاهرة خطيرة تتطلب الوقوف عندها بشكل مسؤول ، مشددا على اعتماد منهجية الحوار لانها مؤشر قوة لا ضعف ، فالبناء يحتاج إلى أشداء قادرين على الحوار الصريح مع بعضهم وشعبهم وتجنب التصريحات النارية وكيل الاتهامات للآخرين والتقسيط المتبادل الذي لا يساعد على تحقيق أي هدف ، داعيا إلى اعتماد حوار الأقوياء الواثقين المؤمنين بوحدة الهدف".
واشار إلى إن الأعوام الماضية أثبتت فاعلية هذا المنهج ومتبنياته السياسية القائمة على أساس الحوار ، مؤكدا أن تيار شهيد المحراب تجمعه مع كافة الكتل السياسية ومن دون استثناء علاقات وروابط تمكنه من فتح حوار صريح وشفاف ومعالجة الأزمات بعيداً عن التسويف والمماطلة ، معللا تلك العلاقة الى عدم ربط تيار شهيد المحراب علاقاته السياسية بأهداف وصراعات انتخابية ، لافتا إلى أن إيمان التيار بقدرته على قيادة المرحلة المقبلة ترتبط بامكانياته على تقديم الحلول من دون حاجة إلى تهديد بنية الوطن او تقويض امن المواطن ".
، وتسائل ؟ عن سبب منع اللقاءات المباشرة لحل الأزمات ؟ وما الذي يتسبب بانقطاع الحوار السياسي لأشهر طويلة ؟ ، مذكرا بان كتلة المواطن كانت تفتح أبواب الحوار للشركاء على الرغم من أن بعضهم لم يكن يتفاعل معها بالشكل المناسب ، لافتا إلى أن السياسة هي ميدان الحلول والخيارات ، عازيا وصول الأزمات إلى مرحلة كسر العظم والتنكيل والتسقيط لغياب أبواب الحوار بين إطراف الأزمة ، مشددا على نصر المواطن لأنه يستحق النصر ، موضحا ان الشعوب لا تهزم ولا طريق أمام العراق سوى النصر ، واصفا النصر بإعلاء كلمة العراق وتجسير الروابط بين أبناء الشعب وتحقيق التعايش على أساس التاريخ والمصلحة الوطنية " . انتهى