{بغداد: الفرات نيوز}.. تقرير.. رانيا المكصوصي.. ميسان، هي المحافظة العراقية التي ما إن ذُكرت تبادر الى الذهن الطيب، والكرم، والمبادئ، والأهوار، والجهاد، الذي تركز جنوب شرق العراق حيث حضارة سومر ومنبع العلم وتأريخ الامم، كما ان ذكرها يدفع شريط الذكريات الى استرجاع مآسيها وما قارعته من ظلم والم جفف منابعها وهجر ساكنيها .
انها محافظة الاصالة، التي احتضنت دروع الحق في عام 1991 واطلقت صرختها ضد الدكتاتورية وانتفضت وقدمت من الشهداء ما استحقت به ان تتوج بإكليل الصبر، اذ احتضنت اهوارها ابناء العراق الغيارى من المجاهدين الذين قدموا دماءهم نذرا لحرية البلاد، الامر الذي دفع النظام البائد الى محاربتها ومصادرة طاقاتها وتجفيف منابعها وتركها تعاني من الاهمال.
وعلاوة على كل ما تقدم، فلا يخفى ان ميسان العراق الجديد {ما بعد 2003} لاتزال حتى يومنا هذا بين ازقة الاهمال، مركونة على رف البيروقراطية وتداخل الصلاحيات الذي حال دون تطورها وتعويضها واهاليها عمّا لاقوه من حرمان وأذى، فبالرغم من انها تطفو على بحر من الذهب الاسود الا ان اراضيها مازالت موهوبة الى مخلفات الحروب التي ما تنفك ان تحصد ارواح الابرياء بين الحين والاخر، اضافة الى تردي الخدمات والبنى التحتية الامر الذي يجعلها مهددة بالغرق بكل موسم امطار، والاخطر من ذلك انتشار الامراض بين ابنائها نتيجة لما تقدم ذكره.
وفي مجال العلم الذي هو اللبنة الأولى لبناء المحافظة والسمو بها نحو العُليا، لاتزال المدارس الطينية التي انتشرت في زمن النظام البائد وبإعداد كبيرة وتم استبدال العديد منها بعد سقوط النظام من تخصيصات تنمية الأقاليم وإنعاش الأهوار حيث بلغ عدد المدارس الطينية لغاية سقوط النظام البائد {171} مدرسة منتشرة في مناطق الاقضية والنواحي، وبحسب إحصاءات مديرية تربية ميسان وقد تم استبدال {111} مدرسة منها، وقد تبقى من هذه المدارس لحد الآن {60} مدرسة طينية بحسب إحصائيات دائرة المباني في تربية ميسان، علاوة على بعد المسافة التي تفصل قرى المحافظة واقضيتها عن المؤسسات التعليمية الواقعة في مركز المدينة.
اما الاراضي الزراعية فقد نالت نصيبها هي الاخرى من سياسات الابادة اذ لم يكتف النظام الدكتاتوري على ابادة ارواح الابرياء من المواطنين بل عمد ايضا الى ابادة الاراضي والزراعة والقضاء على ربيعها، فبعد ان جفف الاهوار سرعان ما تمكن العطش من اراضي ميسان وفقدت خضارها لتتحول الى اراضِ جرداء تغزوها الملوحة غير صالحة للاستثمار الزراعي بعد ان كانت تسمى بارض الخير والسواد.
وفيما يتعلق بمستقبل ميسان، وبرنامج ائتلاف المواطن المُعد لها، قال النائب عن كتلة المواطن والمرشح في ميسان بالتسلسل {1}، حسن الساري لوكالة {الفرات نيوز} "اننا دائما نطالب بتفعيل المبادرات التي اطلقها السيد عمار الحكيم، والمطالب التي تخدم الشعب، وفي المرحلة القادمة اذا ما اصبحنا كتلة كبيرة وتمكنا من ترشيح رئيس الوزراء من كتلتنا وتكون لنا مشاركة كبيرة في مجلس النواب والحكومة التنفيذية، سنقوم حينها بتنفيذ البرنامج الانتخابي الذي قُدم من قبل الخبراء والمختصين علاوة على المبادرات التي اطلقت وخاصة مبادرة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بخصوص تأهيل محافظة ميسان، واستصلاح الاراضي وتأهيل الاهوار اضافة الى تطهير المناطق الملغومة، واستقطاع {15%} من واردات شركة نفط ميسان لتطوير المحافظة".
واوضح ان "المطالب التي قدمت الى الحكومة بشأن الخمسة دولار للمحافظات المنتجة للنفط، فكان لنا دور به باعتبار ان لجنة المحافظات في البرلمان اكدت على هذا الموضوع ودون في القانون ولكنه لم يطبق حتى الان"، مؤكدا "اننا سنقوم مع الاخرين بتفعيل كل المبادرات التي تخص محافظة ميسان ومن شأنها تطوير المحافظة الى الافضل فعلى الرغم ان المحافظة منتجة للنفط وام الخيرات الا انها لم تتمتع بخيراتها".
وتابع الساري ان "مشروعنا الذي بدأنا فيه لتطوير مناطق الاهوار ولكن عند الوصول الى نصف المشروع الغيت وزارة الدولة لشؤون الاهوار، وبالتالي فان مناطق الاهوار منذ اكثر من ثلاثة سنوات لم ينفذ فيها أي مشروع والمشاريع التي كانت قائمة فمنها ما نفذ ومنها ما تلكئ تنفيذه بسبب عدم المتابعة".
فيما اكد مرشح ائتلاف المواطن عن محافظة ميسان بالتسلسل {5} هاشم داخل حسين الدراجي، ان "ائتلاف المواطن طرح برنامج انتخابي يتكون من {350} صفحة، وهذا البرنامج سيتحول الى واقع عمل ملموس في شتى المجالات كالتربية والتعليم والقطاع الصحي، والنفطي وغيرها من القطاعات الاخرى، وهنالك تفاعل واضح من الجمهور مع هذا البرنامج لان ائتلاف المواطن هو اليوم الكتلة الوحيدة التي طرحت برنامجا انتخابيا".
واشار الى ان "هناك خزين من المشاريع الخاصة بمحافظة ميسان، وقد تضمنتها الخطوط العامة للبرنامج فهناك الكثير من المشاريع المعلنة في ميسان، معامل انتاجية كانت تنتج سابقا اليوم تحولت الى ركام فاذا ما اعدنا هذه المعامل الى الحياة فإننا نكون قد أنعشنا الاقتصاد الميساني الذي يحوي على الكثير من الجوانب اذا ما استثمرت استثمارا صحيحا يمكن ان يتحول واقع المدينة الى اخر".
ومن الجدير بالذكر ان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، كان اول من طالب بتعويض ميسان عمّا لاقته وعانته، ومنحها حقوقها التي سُلبت منها، حين اطلق في ايلول 2012، مبادرة {إعادة تأهيل ميسان} والتي تتمثل بثلاثة محاور وهي استصلاح الأراضي التي جففت زمن النظام الديكتاتوري، وإزالة الألغام التي زرعت أبان الحروب التي شهدتها المحافظة، علاوة على استقطاع نسبة {15%} من إيرادات شركة نفط ميسان من اجل إنصاف هذه المحافظة المُضحية .
ونالت مبادرة السيد عمار الحكيم رضا واستحسان العراقيين كافة كونها تصب في صالح الوطن والمواطن وتنطوي على مضامين مهمة ترتبط بحياة العراقيين ومستقبلهم.
وها هي محافظة ميسان اليوم تعدُ تنازليا، وتشخص ابصارها ترقبا لعرسها الانتخابي، املة بتولي البارين بالوطن لأمرها وامر البلاد، ليمسحوا عن جبينها عرق التعب ويُتَوجون بفخر خدمتها، والعمل على تطويرها ورفع الحيف عنها ومنحها حقوقها لتكون بمصاف المدن التي تفتقر لأقل ما تمتلكه ميسان من الخيراتِ والعطاء . انتهى