{بغداد:الفرات نيوز} تقرير:وفاء الفتلاوي.. ذي قار مهد الحضارة وبوابة الجنوب وبيت نبي الله إبراهيم {ع}.. وعند الحديث عنها يتبادر إلى الأذهان حضارات العراق الأصيلة على مدى الاف السنين.. بدأت ببابل وأشور وأكد وانتهت بسومر وأور ولكش، وهي الأشهر بين المناطق العربية لاحتوائها على معالم أثرية بارزة منها معلم {زقورة اور} الواقع على بعد 40 كم غرب مدينة الناصرية.
وفي ذي قار الحضارة السومرية التي كانت الأولى في الشعر والأدب والفنون التشكيلية من فخار ورسم ونحت وفنون العمارة، وفيها أول عزف موسيقي وآلة موسيقية وهي القيثارة السومرية، والتي ترتبط بالمقبرة الملكية السومرية في أور، وهي أحد مقتنيات المتاحف العالمية اليوم، وواحدة من مفردات جعلت بلاد الرافدين تسبق اليونان والرومان بثقافاتهم قبل آلاف السنين.
كما تحتضن ذي قار أهوار مائية عملاقة تحبس لمناظرها الأنفاس اذ يحج اليها السائحون من دول بعيدة وقريبة عربية واجنبية للتمتع بمنظرها الخلاب والسير بين بيوتها القصبية البسيطة التي أضافت جمالية فوق جمال الخالق الوهاب لهذه الارض الطيبة، وتشتهر ايضا باكلات تطيب لها النفس كالرز والماش والدهن الحر والدبس والشلة الا ان اكلة {المصموطة} الاشهر بينها والمفضلة لدى اهالي ذي قار.
وعلى الرغم من اهمية المحافظة وعراقة تاريخها الا انها عانت الإهمال والدمار والخراب والنظرة العنصرية الطائفية للجنوب ولذي قار بالأخص على يد النظام السابق لمعارضتها إياه طوال سنين حكمه.
ولم تصلح الحكومات المحلية كثيراً بل منهم من زاد فساد النظام السابق فساداً أكثر حيث الإهمال وقلة الخدمات وتلكؤ المشاريع والبطالة والتصحر وتردي الواقع الصحي والتعليمي الأمر الذي يجعلها أمام تحديات كبرى في مجال المشاريع الخدمية والاستثمارية والصحية والتعليمية، اذ تعاني الأمرين في عملية تنفيذ المشاريع بسبب قلة التخصيصات وعدم تلبية الموازنة المالية لحاجة المحافظة من المشاريع.
اذ عزا محافظ ذي قار يحيى محمد باقر الناصري أسباب تلكؤ المشاريع الاستثمارية إلى عدم تمكين المحافظة من مراقبة المشاريع التي تتم المصادقة عليها بسبب عدم فهم النصوص القانونية فيما يخص القانون رقم 21 قانون المحافظات غير المنتظمة باقليم وهو القانون الذي أعطى المحافظ دورا رقابيا بالإضافة إلى دوره التنفيذي وعدم السيطرة عليها ومتابعتها نتيجة الآلية التي تعتمدها الوزارات المعنية والتي لا تسمح للمحافظة بالإشراف على مشاريعها، فيما عزا بعض المسؤولين في المحافظة هذا التلكؤ الى قلة التخصيصات بالإضافة إلى تداخل الصلاحيات بين المحافظ ورئيس والحكومة الاتحادية.
حيث كشفت الحكومة المحلية في ذي قار إنها تلقت تعليمات جديدة من الحكومة الاتحادية تقضي بتقليص حصتها من الموازنة العامة لعام 2014 بما نسبته 15% ، اذ اكد رئيس اللجنة الفنية في مجلس المحافظة حسن الاسدي إن" المحافظة تلقت تعليمات جديدة من وزارة التخطيط في الحكومة الاتحادية تقضي بتقليص موازنة المحافظة للعام 2014 من 522 مليار دينار الى 446 مليارا.
من جهة اخرى تعاني اهوار ذي قار من التصحر فقد تعرضت للتجفيف في التسعينيات من القرن الماضي وتحديدا بعد انتفاضة عام 1991عقابا لسكان الأهوار الذين تمردوا على نظام الرئيس المقبور، ولم يتبق سوى 4% من اجمالي مساحتها بعد تجفيف 96% منها، وبعد سقوط النظام البائد استبشرت اهوار الجبايش خيرا بقدوم الحكومات الجديدة التي من المؤمل ان تعيد الحياة لها، الا ان بيئة ذي قار قد اكدت ان التصحر مازال قائما في الاهوار على الرغم من المشاريع الكثيرة التي سجلت لها ولم تنفذ او نفذ القليل منها.
حيث اعلن مدير بيئة ذي قار راجي نعيمة ان "محافظة ذي قار تعاني من {التصحر} و{ندرة المناطق الخضراء} وقال نعيمة انه ناشد الحكومة المحلية من اجل الإكثار من زراعة الأشجار في الأرصفة والشوارع فضلا عن تفعيل موضوع الحزام الأخضر للقضاء على هذه المشكلة".
كما تعاني مدن ذي قار ترديا ملحوظا في واقعها الصحي حيث وصفه البعض بـ{الكارثية}، منتقدين بطء عمل مديرية الصحة بالمحافظة في رصد ومعالجة الظواهر التي تهدد صحة المواطن خاصة في مناطق العشوائيات التي تكثر فيها الأمراض والأوبئة مما يشكل تهديدا خطيرا على حياة الناس في تلك المناطق.
حيث اكد محافظ ذي قار السابق والمرشح عن ائتلاف المواطن {273} النائب عزيز العكيلي صاحب التسلسل {1} ان "اغلب مناطق ذي قار تعاني واقعا صحيا مترديا جدا خاصة مناطق العشوائيات التي لا تصل لها الفرق الطبية حيث تكثر الأمراض والأوبئة مما يسبب تهديدا حقيقا على ارواح المواطنين".
واوضح ان "مدن ذي قار تحتاج الى مستشفيات جديدة وأجهزة طبية متطورة تساعد في رفع الواقع الصحي فيها كما تحتاج المناطق العشوائية الى مراكز صحية متنقلة لمساعدة المواطنين والحيلولة دون انتشار الأمراض والأوبئة بينها"، مشيرا الى ان "المحافظة تحتاج ايضا الى مشاريع خدمية وتعليمية تنهض بها وتعيد الحياة الى مدنها".
من جانبه اكد مرشح ائتلاف المواطن عن ذي قار {273} النائب محمد اللكاش صاحب التسلسل {3} ان "محافظة ذي قار تعاني اليوم أزمة سكن كبيرة حيث يحتوي البيت الواحد على أربع او خمس عوائل على الرغم من توفر الأراضي الصالحة للسكن بالإضافة الى قلة عدد الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس في المحافظة اذ يوجد ما يقارب {126} مدرسة من القصب والطين والبردي ويبلغ عدد الطلاب في الصف الواحد اكثر من {80} طالبا حيث تفتقر هذه المدارس الى ابسط الخدمات".
واضاف "كما ان هناك ازمة كبيرة في القطاع الزراعي بعد كانت تعرف ذي قار بارض السواد اليوم بدأ بعض المسؤولين الحكوميين بتجريف الأراضي والبساتين"، داعيا الى حماية هذه الأراضي والبساتين لما لها من أهمية وخصوصية في المحافظة"، مبينا ان "المحافظة تعاني ايضا أزمة في القطاع الصناعي الذي أصابه شبه شلل كمصنع الناصرية وبعض المصانع التابعة لوزارة الصناعة والمعادن بالاضافة الى تلوث البيئة بالإشعاع حيث سجلت اكثر من {6000} الاف حالة سرطانية في المحافظة ولا توجد مستشفى لمعالجة مثل هذا المرض في المحافظة".
واشار الى ان "ائتلاف المواطن برئاسة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي اطلق مشروعا كبيرا سمي {مشروع ذي قار بوابة الجنوب ومهد الحضارات} الذي يتضمن النهوض بالمحافظة من جميع جوانبه سواء كانت خدمية او زراعية او صناعية او صحية او تعليمية الذي لو نفذ لتغير حال المحافظة من جذورها"، لافتا الى ان "بعض الكتل السياسية حالت دون اقرار هذا المشروع في مجلس النواب العراقي".
واكدت المرشحة عن ائتلاف المواطن {273} منى قاسم باقر صاحبة التسلسل {4} ان" محافظة ذي فيها ثروات كثيرة لكن لم يستفد منها ابدا"، مبينة ان"برنامج ائتلاف المواطن يحمل بين طياته الكثير للنهوض بالواقع المتردي للمحافظة ذي قار واستثمار جميع الثروات في المحافظة لخدمة المواطن".
واضافت انه" علينا اليوم النهوض بواقع المحافظة من ناحية الخدمات والنفط والزراعة والصناعة والصحة والتعليم بالاضافة الى الاثار السياحية التي بدأت تندثر بسبب الاهمال المتعمد من قبل الجهات المعنية في الحكومة المحلية".
وكان لرئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم نظرة ثاقبة حيال محافظة ذي قار حينما اطلق في الخامس من شهر نيسان 2013 خلال برنامج ائتلاف المواطن مبادرة مشروع {ذي قار مهد الحضارات وبوابة الجنوب} للنهوض بواقعها الخدمي والصحي والتعليمي والزراعي والصناعي والتي تضمنت أنشاء صندوق مالي خاص للمشاريع التي توضع ضمن هذا المشروع يمول هذا الصندوق باستقطاع {15% } من واردات النفط التي تنتجها المحافظة، بالإضافة الى إنشاء هيئة المناطق الحرة في ذي قار فضلا عن إنشاء مدينة الجنوب الطبية والتي تكون أكبر مدينة طبية في جنوب العراق وتشمل كافة التخصصات الطبية واحدث المختبرات وجامعة طبية مختصة.
كما تضمن المشروع إنشاء مجمع متكامل للصناعات النفطية والبتروكيمياوية يحتوي على مصفى للنفط بطاقة 300الف برميل وإعادة تأهيل اهوار المحافظة وانتاج الثروة السمكية وتنظيف اراضيها من الالغام بالتعاون والتنسيق مع محافظة ميسان، وانشاء مجمع الحبوبي الثقافي وتكثيف الاختصاص في جامعات ذي قار لإنشاء المزيد من الكليات والمعاهد المتخصصة بالاضافة الى تنظيم حركة السياحة وبناء الفنادق لاجتذاب السواح، وتنفيذ مشروع طريق بوابة الجنوب السريع وأنشاء مدينة بوابة الجنوب السكنية وبسعة 100 الف وحدة سكنية والتي ستساهم في توفير السكن اللائق لابناء المحافظة وخصوصا اصحاب الدخل المحدود والمحرومين.
الى ان مشروع {ذي قار مهد الحضارات وبوابة الجنوب} تم إهماله وحبسه في ادراج الدولة كما فعل بمشروعي {البصرة وميسان} التي حوربت وعطلت وجمدت لأسباب خاصة وخشية ان تحسب لصالح جهة معينة لأنها تخدم أهل الجنوب ولأنها ترفع من مستواهم وتعيد لهم ثرواتهم.
وتبقى آمال أبناء ذي قار معلقة بالقادم من الزمان، كلما تشرق شمس عام جديد فهم يحملون بين قلوبهم أمانٍ وتطلعات ليس ثمة من يوقفها خاصة مع قدوم برنامج ائتلاف المواطن الذي يحمل بين طياته فجر جديد ملؤه الأمل والحياة الكريمة والعيش الرغيد.انتهى2