{النجف الاشرف:الفرات نيوز} اكثر من الف عام والنجف الاشرف ضاربة جذورها في تاريخ الحضارة فمنذ ان حط رحاله فيها الشيخ الطوسي سنة 448 هجرية واسس الحوزة العلمية فيها حتى اضحت ملاذا لطالبي شتى انواع العلوم والثقافة والادب ومقصدا من مختلف بقاع الدنيا اخذت النجف الاشرف مكانتها المقدسة من أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب علية السلام .
وتقع النجف الاشرف على حافة الهضبة الغربية من العراق، جنوب غرب العاصمة بغداد وعلى بعد 160 كم عنها. وترتفع المدينة 70م فوق مستوى سطح البحر ، وتقع على خط طول 44 درجة و19 دقيقة ، وعلى خط عرض 31 درجة و59 دقيقة. يحدها من الشمال والشمال الشرقي مدينة كربلاء التي تبعد عنها نحو 80 كم، ومن الجنوب والغرب منخفض بحر النجف، وابي صخير الذي تبعد عنه نحو 18 كم، ومن الشرق مدينة الكوفة التي تبعد عنها نحو 10 كم.
والنجف بلدة واسعة واقعة على رابية مرتفعة، فوق ارض رملية فسيحة ، تطل من الجهة الشمالية الشرقية على مساحة واسعة من القباب والقبور منها الدارس ومنها لم يزل بارزاً للعيان، وهذه المقبرة العظيمة تدعى وادي السلام، وتشرف من الجهة الغربية على بحر النجف الجاف، ويشاهد القادم من مسافة بعيدة مرقد الامام علي بن أبي طالب {ع} الذي يقع في وسط المدينة تتجلى فوقه قبة كأنها قطعة من ذهب الإبريز تطاول الشمس لمعانا.
وتبلغ مساحة المدينة نحو 1338 كم2 ومن المزارت الدينية الأخرى بالمدينة وفي الكوفة عدة مراقد منها {مسجد الكوفة ومسجد السهلة ومسجد الحنانة ومرقد مسلم بن عقيل {ع } ومرقدي هاني بن عروة وميثم التمار ، ومرقد المختار بن أبي عبيدة الثقفي ومرقد الصحابي كميل بن زياد {رضوان الله تعالى عليهم}.
وعلى الرغم من الكم الهائل من المعالم التأريخية والاثرية والعلمية والثقافية في هذه المدينة المقدسة الا انها عانت الاهمال والتهميش على مر عقود مضت ابان حكم النظام المقبور وحتى بعد ازاحة الغمة عن صدور العراقيين بسقوط الصنم كون اهلها لم يهنؤوا الا هنيئة سرعان ما سرقت منهم ابتسامتهم ونغصت عليهم فرحتم بسبب عدم ادارة المحافظة بشكل يتناسب مع ارثها الكبير.
فقد اكد رئيس لجنة النزاهة في مجلس محافظة النجف الاشرف السابق خالد النعماني لوكالة {الفرات نيوز} ان "من يتولى زمام الامور في ادارة المحافظة حرموا النجف الاشرف من اعظم استحقاق الا وهو ان تتوج عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2012 بعد ان سرقوا اغلب ما خصص لهذا الاستحقاق من ميزانيات ضخمة بسبب الفساد المالي والاداري الذي تصدرت في حينها النجف الاشرف ملف الفساد لمحافظات البلاد".
واضاف ان "هناك مشاريع نفذت بمبالغ خيالية وبأسماء شركات وهمية"، مؤكدا ان "هذه المشاريع لم تكتمل ومنها قصر الثقافة ومعرض الكتاب وعدد من الفنادق والطرق وغيرها"، مشيرا إلى ان "المحافظة تعيش واقعا ماساويا في عموم مناطقها خصوصا القرى والارياف والاقضية والنواحي في حين ان المحافظ يحاول ان ينمق صورة الشوارع الرئيسية ليخفي فشل ادارته لهذه المدينة".
اما الخبير الاقتصادي عبد الرحيم الحمراني اكد من جانبه ان "كل معام النجف الاشرف اضحت متوقفة بشكل جزئي اوكلي مما اصابت الحركة الصناعية بالشلل وكثرت البطالة بين ابنائها".
وأكد في حديثه لوكالة {الفرات نيوز} ان "معمل الصناعات الجلدية في الكوفة متوقف عن العمل ومعمل الاطارات ايضا متوقف عن العمل ومعمل اسمنت النجف والكوفة لايسد حاجته وحتى رواتب عماله".
وقال أستاذ الحوزة العلمية السيد محمد الطالقاني لوكالة {الفرات نيوز} ان "مدينة النجف الاشرف مدينة امير المومنين وهي مقصد للزائرين من شتى بقاع العالم الا ان ما نشهده اليوم هو استخفاف بهذه المدينة المقدسة كون النفايات والازبال متراكمة في الازقة والشوارع والساحات وامام الفنادق"، مبينا ان "هذا لا يليق وارث هذه المدينة العلمية المقدسة، كما ان الشوارع المؤدية الى المرقد المقدس لامير المؤمنين غير مؤهلة تعلوها الانقاض".
المواطنون ايضا اكدوا ان المشاريع التي تنفذ في النجف الاشرف قد اثبتت فشلها خصوصا مشارع المجاري ومشاريع تصريف المياه، مؤكدين انه خلال فتر الشتاء اصبحت شوارع وساحات عموم المحافظة مجرد برك ماء.
مرشح ائتلاف المواطن عن النجف الاشرف بالتسلسل رقم 7 هاشم الكرعاوي اوضح ان "القطاع الزراعى في عموم النجف الاشرف يعاني الاهمال والتهميش"، مبينا انه "لا توجد هناك مخازن للاسمد او للتمور وحتى مخازن الحبوب قليلة وغير صالحة لخزن الحنطة او الشلب وعدم دعم الفلاحين بالبذور والمبيدادت والاسمدة والفلاح يجهز هذه المواد من السوق التجاري باسعار خيالية وهذا بطبيعة الحال يسبب خسائر كبيرة للمزارعين".
واوضح في حديثه لوكالة {الفرات نيوز} ان "اسعار شراء المحاصيل الزراعية قليلة وغير مشجعة وان اغلب الازاضي الزراعية تتحول تدريجيا الى اراضي غير صالحة للزراعة بسبب الملوحة وكذلك لتركها من قبل المزارعين الذين هجروا مهنة الزراعة لعدم الفائدة منها".
واكد هاشم الكرعاوي ان "برنامج ائتلاف المواطن يسعى الى توفير البنى التحتية والخدمية للمناطق الريفية وجعلها مناطق استقرار وجذب"، مضيفا "كما ان برنامج ائتلاف المواطن سيعمل على انشاء مشروع اكثار البذور الذاتي لدعم المزارعين مع احالة نشاط الشركة العامة لتجارة الحبوب الى ما يشبه البورصة العالمية لتجارة الحبوب وتأسيس هيئة التنمية الزراعية التي ستسعى الى اصلاح الاراضي الزراعية ووتوفير القروض الميسرة للفلاحين وتمليك الاراضي الزراعية".
فيما بينت مرشحة ائتلاف المواطن عن النجف الاشرف تسلسل رقم 4 الدكتورة بان عبد الرضا دوش ان "الائتلاف سيلبي طموح فقرائنا بتوفير مستلزمات الحياة والسكن الملائم لهم، وقد اعددنا برنامجا سيحقق جميع امال وطموحات ابناء الشعب العراقي ومن ضمن حلقات البرنامج السكن والمدن والبنية التحتية لتوفير سكن امن ووطن امن".
واضافت لوكالة {الفرات نيوز} ان "اهداف البرنامج المتمحورة بخصوص مشاكل السكن وهي اعادة تخطيط المناطق العشوائية في اطراف المدن عوضا عن اجراء تعديلات على المناطق المركزية وزيادة كثافتها السكانية ،والتسريع من جهة اخرى في تخطيط المناطق المجاورة للمدن .وبينت ان قضية الفقراء هي قضيتنا سنعمل على تشريع القوانين التي تنهي مشاكلهم وتوفر لهم الحياة السعيدة".
واوضحت ان "برنامج الائتلاف سيشكل خريطة طريق واضحة وشاملة تستند الى رؤية منهجية وفكر منفتح وايمان كبير بروح العمل الجماعي من اجل التغلب على هذه المشكلات، وتحقيق السلام والامن والرفاهية للمواطنين، ودفعهم نحو النظر بثقة الى مستقبلهم".
وبينت "اننا في الائتلاف نستهدف بقوة القضاء على السلبيات التي تخرب مجتمعنا وتعرقل تطورنا كدولة وقد حددنا السلبيات بوضوح للقضاء على الفساد والمحسوبية وانعدام المساواة وعدم تكافؤ الفرص والبروقراطية الكسولة والقوانين القديمة المتضاربة والهدر في المال العام والسلبية في العمل والتعامل الحكومي وقلة كفاءة موظفي الدولة ،عدم وجود تخطيط حقيقي وعلمي".
من جانبها اوضحت الخبيرة الاقتصادية مرشحة ائتلاف المواطن عن النجف الاشرف تسلسل رقم 24 الدكتورة سلام سميسم قائلة ان "ائتلاف المواطن يسعى الى التنمية الاقتصادية من خلال الاصلاح الاقتصادي واعادة بناء البنى التحتية والمشاريع الارتكازية والقطاعات الخدمية وتوفير البيئة الاستثمارية الصحيحة ومحاربة الفساد والاحتكار وتطوير عمل اقتصاديات السوق وفق حزمة من الاجراءات والخطط الاستراتيجية التي تهدف في مجملها الى تغيير اسلوب التنمية وانجاز التخويل الاقتصادي واصلاح الاختلالات البنيوية والهيكلية فية مؤكدة ان الانسان هواساس التنمية وعلية يكون الاهتمام بالموارد البشرية هدفنا للنمو الاقتصادي المستدام مشيرة كما ان ديمومة النمو مصدرها الكوادر المؤهلة والمدربة فالانسان هو المصدر والهدف في استراتيجية النمو الاقتصادي".
وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم قد اطلق في وقت سابق مشروع { النجف عاصمة العراق العلمية} والذي تضمن تخصيص ميزانية سنوية للنجف بأعتبارها عاصمة علمية للعراق بحدود 500 مليون دولار سنويا وانشاء مجلس أعلى يُمثل فيه مجلس المحافظة والحكومة المحلية والشخصيات الدينية والعلمية والثقافية والاكاديمية والاجتماعية لادارة مشروع النجف عاصمة العراق العلمية، اضافة الى تكليف مكاتب استشارات هندسية عالمية بتحديث التخطيط المدني والحضري والعمراني للمدينة وانشاء مدينة الامام علي العلمية والتي تحتوي على مراكز الابحاث المتخصصة ومدينة النجف الطبية وبسعة { 1000 سرير}.انتهى21