{بغداد : الفرات نيوز} اكد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ان ملحمة الامس البنفسجية ما كانت ان تحصل في البلاد لولا تضحيات الشهداء جميعا ، فرضوان الله تعالى عليهم وسلام ورحمة .
وجاء ذلك في كلمة للنجيفي بالحفل التابيني في يوم الشهيد العراقي ذكرى استشهاد شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم {قدس} والذي اقيم في مكتب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ببغداد اليوم السبت ، والتي بداها بالاية الكريمة " ولا تحسبن الذين قتلوا امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " .. وقال مرة اخرى نجتمع لنؤبن رجلا من رجالات العراق ، اجتمعت فيه خصلتان طيبتان ، الايمان العميق بالله جل وتبارك في علاه ورسالته الاسلامية السمحاء ، وبالعراق وطنا واحدا لكل بنيه على اختلاف مشاربهم ومللهم ونحلهم ، والعراق شعبا فذا قادرا على قهر الجبروت مهما تجبر والطغيان مهما طغى ، ولا شك ان هاتين الخصلتين كانتا الدافع وراء جريمة اغتياله النكراء ، ذاك هو الشهيد السعيد المجاهد السيد محمد باقر الحكيم رحمة الله على روحه الفادية الابية .
واضاف " واننا اذ نستذكر رحيل فقيدنا العزيز فانما نستذكر كافة الشهداء الكبار الذين عطروا بدمائهم الزكية ارضنا الطهور من اجل ان يتمكن شعبنا من تحقيق سلطته الكاملة على وطنه وخياراته الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وان لا يكون العراق جرما صغيرا يدور في فلك غيره من افلاك الهيمنة الدولية " .
وتابع " وبكل يقين اقول ان ملحمة الامس البنفسجية ما كان لها ان تحصل في العراق لولا تضحيات الشهداء جميعا فرضوان الله تعالى عليهم وسلام ورحمة " .
واردف " لقد ابى شعبنا الا ان ينتصر لنفسه وتاريخة شعبا رائدا في تاسيس الحرية مضمارا خلاقا لصناعة الحياة ومبدعا اولا لقوانينها ومبتكرا فذا لحقوق الانسان ، وابى شعبنا الصابر الا ان يدفع عنه بالامس غاشية محاولة رميه في بحر لجوج لا تدرك اوائله ولا تعرف اواخره ، تلك هي غاشية الانفراد بالقرار ومصادرة القرار الوطني الذي وضع الشراكة الوطنية ناصيته بيد جميع الكتل التي امنت بالشعار هدفا ووسيلة ورمت بكل اثقالها وجهودها المخلصة لانجاحه كيما يكون سبيلا من سبل انقاذ العراق من ازماته " .
واسترسل " لكن وللاسف الشديد نقول ان البعض اختار ان يحيد عن طريق الشراكة الوطنية وان ينتبذ له عرشا قصيا عن شركائه ممن لولا حسن صنيعهم لما تمكن من نيل عرشه واختار له مكانا نائيا عن القاعدة الديمقراطية الرصينة السليمة الصحيحة التي تؤسس لمجتمع صحيح سليم ، ومن دون العودة الى التذكير بالماسي والكوارث التي حلت بشعبنا جراء هذا الشطط ".
واضاف اقول ان شعبنا الذي خرج بالامس عن بكرة ابيه متحديا صنوفا عدة من التحديات الامنية والتهديدات الارهابية والعوارض المصنوعة كاغراق بعص المدن والنواحي والقصبات وترويع غيرها ومحاولات ثنيه عن فرض ارادته ، يضعنا جميعا ونحن قاب قوسين او ادنى من التغيير المنشود امام مسؤولة وطنية وشرعية وتاريخية واخلاقية تتمثل في تثمين الملحمة النفسجية وانزال اناسها رجالا ونساء شيبا وشبابا المنزلة الكريمة الرغيدة التي يستحقون ، وهذا لن يتحقق الا من خلال شراكة الاقوياء الذين لاتغرهم قوتهم ولا تشتط بهم الى مهاوي الزلل والخطر ، شراكة الحكماء العقلاء الذين لا تتمكن العصبية والطائفية والعرقية والجهوية الحزبية والفئوية منهم فيصيروهن لها اداء عرجاء ينال من سوء ادائها شعبنا اربع سنوات اخرى من الضيم والقهر والاستبداد والطغيان ، شراكة الامناء على ثروات البلاد والعباد فلا يسخرونها الا لبناء الوطن والانسان ، فبناء اي حجر لا يقترن الا ببناء البشر مصيره الى زوال وخراب ، شراكة الاتقياء الذين لا يتصرفون ببيت مال الشعب الا من اجل شعب ارغد واسعد لا وجود فيه لعاطل او فقير او عائل او شخاذ ولا يكونوا الا اداة من ادوات بناء الشعب ، فمن العار علينا جميعا ان يبقى شعبنا بعد اكثر من عشر سنوات ومئات المليارات من الدولارات شعبا مستهلكا مستوردا حتى خضار مائدته من الخارج ، ومن المؤكد ان الشعب المطمئن ليومه وغده هو شعب امن منيع يصعب اخراقته من قبل اي كان ، وان الامن المجتمعي والوطني ليس ببناء الاجهزة الخاصة وعسكرة المجتمع ، بل ببناء المجتمع المستقر نفسيا واقتصاديا واجتماعيا ، ففي ذلك وحده لن تجد القوات المسلحة واجبا طارئا لها غير حماية الحدود والاجواء والمياه الوطنية " .
ومضى قائلا " اننا اذ نقول هذا فانما نقوله بعد ان وصل الالم الى عمق لا عمق بعده فلنتق الله جميعا بشعبنا ولنبدا مشورا جديدا نجعل فيه الاعوام الاربعة المقبلة اعوام تالف وتكاتف وتازر وشد الزند للزند والقلب للقلب والارادة للارادة من اجل انهاء ازماتنا الامنية الاقتصادية والسياسية ، ومن اجل اعادة الدور الريادي للعراق العظيم بشعبه وتاريخه ، ومن اجل سياسة لا اهواء فيها وميول ، واقتصاد ينمو يتطور لا ان يكبل ويتخلف ، ومن اجل انهاء الارهاب والميليشيات وكل خفافيش الموت والظلام " . انتهى