• Thursday 7 November 2024
  • 2024/11/07 23:38:42
{النجف الاشرف:الفرات نيوز} طالب المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم، السياسيين بتوحيد صفوفهم وتوجيه الطاقات نحو هدف واحد يتمثل في بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة، مؤكدا على ضرورة معالجة مشكلة النازحين وتخفيف معاناتهم .
وقال السيد علاء الدين الحكيم، في كلمته التي ألقاها نيابة عن المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم، في المؤتمر الـ{27} للمبلغين والمبلغات في محافظة النجف الاشرف، ان " ائمة اهل البيت {عليهم السلام} اكدوا بأحاديث كثيرة يعصب احصائها على إحياء واقعة كربلاء، واقعة الايمان والعطاء تلك التي انتصر بها الحق على الباطل، مع قله العدد وبذلك صارت رمزا لانتصار الدم على السيف، فقد أراد الطغاة بإغراء المال وبطش السيف على أن تموت هذه الأمة وتنسى دينها العظيم وتعاليمه القويمة، وترجع في غفلتها نحو جاهليتها لتتخذ من الطغاة أصنام تعبدهم من دون الله وتجعل منهم أئمة يقودونهم إلى النار ".

وأضاف إن " سيد الشهداء {ع} كان على علم بما ستؤول إليه الأمور، ومع ذلك سار إلى الموت بخطى ثابتة وعزم راسخ، موضحا أهدافه السامية "، مشيرا الى ان " واقعة الطف كانت صرخت أيقظت الأمة ونبأتها إلى ما هي عليه من سوء بل هزت عروش الظالمين وسلبتهم شرعيتهم التي تستروا بها وصبت عليهم اللعنة ابد الآبدين ".

وأشار السيد الحكيم " إذا كان سيد الشهداء {ع} قد تحدى الطغاة والمنحرفين، وقدم نتيجة لذلك الدماء الزكية والتضحيات العظيمة فان شيعته واصلوا التحدي منذ الأيام الأولى، من وقوع الفاجعة والى يومنا هذا بإصرارهم على إحياء تلك الذكرى المقدسة بإبعادها المأساوية وتذكير الأمة بها وبرموزها الشامخة وبجرائم الطغاة ملبين نداء نصرتهم واستغاثتهم ".

وأوضح إن " شيعة أهل البيت {ع} تحملوا في سبيل ذلك والى يومنا هذا من المصائب والمآسي والفجائع ونزف الدماء مالا يحيط به وصف ولا يحصيه بيان وقد عشنا فصلا تاريخيا من فصول تلك المآسي حيث مرت على المؤمنين ظروف عصيبة بدأت منذ الأيام الأولى للنظام البائد والى حين سقوطه وركوب موجات من الإرهابيين والتكفيريين، حيث تميز نهج النظام البائد والتكفيريين باستهداف الشعائر والتجمعات الحسينية، بالقتل والإبادة الجماعية، ناهيك عن السجون والمعتقلات وقد واجه المؤمنون تلك المآسي ولا يزالون على ذلك ".

وبين انه " كان للمد الإلهي والكرامات المتعاقبة والعصور المختلفة التي رآها المؤمنون بعيونهم وعاشوها في واقعهم، أعظم الأثر بشد عزائمهم وشحذ هممهم مما زادهم بصيرة في أمرهم وثبات على عقيدتهم وهكذا صدق الوعد الإلهي ".

وتابع المرجع الحكيم " ننتهز هذه الفرصة لنؤكد على الخطباء والمبلغين إلى ملاحظة، البحث عن واقع تلك النهضة المقدسة وإبعادها العقائدية وأهدافها السامية ويدرسوها دراسة موضوعية من اجل أن يتعرفوا عليها ويثقفوا عموم المؤمنين بها ليزدادوا بصيرة بدينهم واعتزاز بواقعهم وثبات عليه، وان يعرفوا المؤمنين أهمية إحياء هذه الذكرى المقدسة في حفظ الدين الحنيف وقيام كيانه وثباته أمام القوى المعادية الهائلة "، مشيرا إلى انه " ينبغي بيان ما ورد عن الأئمة في ذلك والتذكير به لا ن في كلامهم {ع} موقعها الخاص في نفوس المؤمنين وتأثيرها العظيم عليهم ".

واشار الى ان " ما يقوم به المؤمنون من مراسيم تطبيق وامتداد لما امر به الائمة {ع} شيعتهم "، داعيا المبلغين الى ان " يستفيدوا من هذا الموسم الشريف ببث الثقافة الدينية العامة في العقيدة والسلوك والتعريف برموز الدين ورفيع مقامهم ورموز الانحراف، وتنبيه المؤمنين إلى ما يجب عليهم من التعرف على واقع دينهم والاعتزاز برموزه والعمل بتعاليمهم والبراءة منهم، ومراعاة الغرض الأهم من هذه المواسم والذي أكد عليه الأئمة {ع} في احاديث كثيرة وهو عرض ظلامة سيد الشهداء خاصة، وظلامة أهل البيت عامة والتفجع لها واثارة الجوانب العاطفية بالأساليب المختلفة نحو مصائبهم وما نزل بهم "، مشيرا الى إن " في ذلك أداء بحقهم وتعبرا عن موالاتهم ولتكون مصائبهم {ع} مدعاة لتأسي شيعتهم بهم وسببا لثباتهم على ما يمروا به من مصائب ومآسي ".

ولفت المرجع الحكيم إلى إن " الشعب العراقي يتعرض وشيعة أهل البيت {ع} خاصة إلى هجمة إرهابية شرسة أدت إلى استشهاد وجرح مالا يحصى من الأبرياء وتهجير مئات ألاف من العوائل الآمنة وكادت البلاد أن تقع ضحية بيد المجرمين لولا الرعاية الإلهية وتدخل المرجعية الدينية من خلال فرض الدفاع عن المقدسات والأرواح وكان عموم المؤمنين بالاستجابة لنداء الواجب الشرعي والدخول المباشر في الميدان اثر عظيم في صد تلك الهجمة التي تستهدف الجميع ".

وأشار " إننا إذ نثمن تلك الوقفة الشجاعة والإيثار الذي لا يوصف للمؤمنين ندعو المبلغين للتواصل مع المدافعين الأبطال، وشحذ هممهم وتقوية عزائمهم وإعانتهم في أمرهم "، مطالبا " المتصدين للشأن العام مطالبة مؤسسات الدولية بالتعامل مع هذه العمليات الإجرامية على أنها جرائم ضد الإنسانية وملاحقة من يدعمها ويساندها من خلال منظمات دولية ".

وطالب المتصدين للشأن السياسي بـ " توحيد صفوفهم وتوجيه كافة الطاقات نحو هدف واحد يتمثل في بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة لتمارس دورها في القضاء على المجاميع الإرهابية "، مؤكدا " على " ضرورة معالجة مشكلة النازحين وتخفيف معاناتهم من خلال وضع الميزانية المناسبة والاستفادة من خبرات ودعم المنظمات الدولية بهذا لمجال "، منوها إلى إن " الفتن والمحن لا يخلو منها زمان فان الدنيا دار بلاء وامتحان ". انتهى

اخبار ذات الصلة