{كربلاء المقدسة:الفرات نيوز} تقرير..مآثر طالب: وسط اعمدة الدخان المتصاعد من بين اكداس النفايات المتراكمة في مقلع النضال بأطراف مركز مدينة كربلاء تجتهد اكثر من عشرين عائلة رصدتها الفرات نيوز في يوم واحد في البحث عن ضالتها ، التي غالبا ما تتمثل بمواد غذائية منتهية الصلاحية تتغذى عليها او علب معدنية تبيعها الى بعض المتاجرين فيها بأسعار بخسة لاتتناسب وعناء جمعها من اجل سد رمق عيشها وتسيير حياتها اليومية .
ابو عبد الله {35عاما} اعتاد يوميا هو واسرته المكونة من 6 افراد معظمهم اطفال دون سن التاسعة من العمر ومعهم زوجته على التواجد في مكب النفايات بوقت مبكر ، وتحديدا عند الساعة الخامسة فجرا ، وفي كل المواسم من الصيف الى الشتاء من اجل البحث عن بعض الاشياء في اكداس النفايات والهدف الاساس لعملية البحث يتركز على العلب المعدنية وقطع الغيار المصنوعة من معادن تنشط تجارتها في المدينة كالصفر والخارصين او ما يعرف {بالفافون} شعبيا .
وعلل عبدالله {للفرات نيوز} الاسباب التي دفعته لامتهان هذه المهنة بالرغم من مخاطرها الصحية والبيئية وتعرض اطفاله الصغار لامراض جلدية مختلفة الى " قلة فرص العمل في المدينة وارتفاع معدلات البطالة وغياب المبادرة الراعية والمشجعة للعاطلين عن العمل " ، مبينا ان " اطفاله الصغار سيواجهون ذات المصير بسبب عدم تمكنه من امتلاك اموال تكفي لاصدار هوية الاحوال المدنية لهم وحرمانهم من الدراسة مستقبلا بناءً على ذلك ، مؤكدا ان هذا العمل الشاق يستمر يوميا منذ ساعات الصباح الاولى وحتى الخامسة عصرا " .
من جهة قال الطفل علي احمد {13} عاما ان " مرض والده الشديد وافتقار الاسرة لمعيل بدلا عنه دفعه لترك دراسته التي كان يطمح ان يتفوق بها واللجوء الى امتهان نبش النفايات " ، مشيرا الى انه " وبعد عناء طويل يجمع عددا من العلب المعدنية من مكب النفايات ويتوجه بها الى السوق ليبيعها بمبلغ يتراوح يوميا من 5 الاف دينار الى 10 الاف تخصص جميعها لتلبية متطلبات اسرته من المواد الغذائية والخضار " .
من جانبها اكدت عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة كربلاء زهرة مطر ان " العوائل التي تعتاش على مكب النفايات في حي النضال داخل مركز كربلاء ازداد عددها بنسبة كبيرة ؛ نتيجة لارتفاع معدلات الفقر والبطالة حتى انها اصبحت ظاهرة تؤرق الكثير من المعنيين في كربلاء ، بالاضافة الى ان مقلع النفايات في حي النضال اصبح محاذيا لبعض الاحياء السكنية الجديدة في المدينة نتيجة للتوسع السكاني " .
واضافت " وبالتالي اصبح لزاما على الحكومة المحلية بالبحث عن موقع بديل ، سيما بعد ان تحول حرق النفايات ورائحة الدخان المنبعثة من المقلع ليلا الى ظاهرة بيئية سلبية بدأت تزعج الكثير من المواطنين لاسيما فصل الصيف ، داعية الحكومة المحلية في كربلاء الى ضرورة اعادة النظر بالعروض التي قدمت سابقا الى الحكومة من قبل بعض الشركات الاستثمارية لانشاء معامل لتدوير النفايات في كربلاء والعمل على تفعيلها نظرا لحاجة المدينة الى معامل من هذا النوع ، خاصة في وقت الزيارات الدينية وانتشال اطنان من النفايات من المدينة عقب انتهاء مراسمها " .
اما عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في مجلس محافظة كربلاء هناء الحسناوي اوضحت قائلة ان " احد ابرز اسباب هذه الظاهرة هو تراجع المبادرات والخطط الراعية للعاطلين عن العمل من قبل وزارة العمل والشؤؤن الاجتماعية وتوقف القروض الخاصة بهم ، داعية الوزارة الى انتشال هذه الطبقات من واقعها المعيشي المرير وايجاد فرص عمل اكثر ملائمة لهم ، باعتبارهم مواطنين عراقيين يتعرضون للاهانة داخل بلدهم ولابد من انصافهم وخضوعهم لفحص طبي متكامل نتيجة لتعاملهم مع انواع النفايات يوميا " . انتهى21 ح