والجميع يعلم ان التقشف بالمعنى العام يقصد به صعوبة العيش وخشونته، بسبب عدم كفاية حاجيات الإنسان والحد من الإسراف من زيادة الإنفاق على السلع الاستهلاكية؛ وتشجيع الادخار، علاجاً لأزمة اقتصادية، وحالة التقشف الذي تمر بها البلاد.
سناء بنت الـ37 ربيعا وام لخمسة اولاد وهم كل من {رحاب وكرار وصادق وتقى وعباس} تسكن في منطقة الطالبية ببغداد، تمكنت من كسر قاعدة المرأة التي تحب اقتناء الاشياء لمنزلها والتخلي عنها وتدبير امور عائلتها في ظل الازمة الاقتصادية الكبيرة التي اثرت على دخل الفرد العراقي ومنهم زوجها الذي يعمل عامل بناء باجر يومي.
سناء ، ام كرار؛ قالت {للفرات نيوز} " استغنيت عن اشياء كثيرة على الرغم من اهميتها لمنزلي بسبب وضع زوجي المادي الذي تاثر كثيرا بالازمة الاقتصادية وحالة التقشف التي طالت حتى شوارع بغداد ومحافظاتها، اذ حاولت جاهدة ان البي حاجات المنزل والاولاد بالاموال القليلة التي يكسبها زوجي، فهو يعمل في البناء ، وانتم تعلمون ان العامل اجوره يومية، هذا ان وجد عمل في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها فاحيانا يجلس في البيت اسبوعا كاملا دون عمل".
وتابعت" انني والحمد لله تمكنت من تدبير كل مايلزمنا للعيش انا وعائلتي بحياة كريمة خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك، وانتم تعلمون اننا كعراقيين لانكتفي بطبق واحد على المائدة الرمضانية الا انني ارتات ان اكون مثل امي التي كانت انذاك تمارس حالة التقشف التي مررنا بها، حتى مكنتنا من ان نعيد الكرة ونستطيع الوقوف على اقدامنا من جديد".
رئيسة لجنة المرأة والاسرة والطفولة انتصار الجبوري ترى ان المرأة العراقية صاحبة الملاحم الكبيرة والبطولة هي قادرة اليوم على تحمل جميع الظروف الامنية والاقتصادية بما فيها التقشف.
حيث اكدت الجبوري لوكالة {الفرات نيوز} قائلة ان" المرأة العراقية عرف عنها من اجيال وسنوات قديمة انها اقتصادية، وتربي اولادها من الاشياء البسيطة جدا، وكانت هي من تعمل لاعالة اسرتها وتوفير لقمة العيش لابنائها، ولو نعود الى الخلف لـ40 او 30 عاما كانت المرأة العراقية في الحروب هي المرأة والرجل في البيت، وكانت تعمل وتقتصد وتوفر، ثم جائنا الحصار وتحملت المرأة العراقية مالم تتحمله اي امرأة في العالم، فالرواتب قليلة جدا والسيولة المالية تكاد تكون معدومة، الا انها كانت مدبرة عظيمة وقد تجاوزت تلك الفترة بجدارة".
واضافت" ومن ثم جاءت سنوات الاحتلال، واثبتت المرأة العراقية عبر تجربتها العظيمة في الاقتصاد انها مدبرة من الدرجة الاولى في جميع الامور الاسرية".
واشارت الى انه" اليوم وجب على المرأة في شهر رمضان المبارك، بالذات يترسخ في راسها حالة التقشف التي يعيشها العراق، وحالة النازحين، اذ ان اللقمة التي ترميها فان النازح اولى بها وهم بحاجة اليها وكذلك ابنائنا في الحشد الشعبي هم ايضا بحاجة الى ابسط الاشياء والكثير منهم بدون رواتب، وغذائهم هو التمر، اذا عليها ان تضع بين اعينها هذه الامور قبل ان تبدأ بعملية التبذير".
واشارت الى" انني واثقة كل الثقة بان المرأة العراقية متحملة مسؤولية التقشف وسوف توفر لاسرتها بما هو موجود من امكانية لديها ولزوجها".
يذكر ان العديد من الدول مارست سياسة التقشف ومن أبرز تلك الدول هي {إسبانيا وفرنسا وبريطانيا والمغرب والجزائر والسودان واليونان}، ولكن تبقى سياسة التقشف هي الحل الوحيد أمام أي دولة تعانى من مشكلة اقتصادية مثل العجز في الموازنة وانخفاض الايرادات مقارنة بالنفقات العامة للدولة إلى ان تقوم تلك الدول بزيادة الإنتاجية وبالتالي زيادة إيراداتها حتى تخرج من تلك الأزمة.
من جانبها رأت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم ان الازمة الاقتصادية والمالية والتقشف سببه غياب العقلية الحاكمة، والمرأة العراقية قد اثبتت للعالم اجمع انها قادرة على تحمل المسؤولية.
واكدت سميسم على ان" العقلية الحاكمة التي اثلقت كاهل العراق بالترهل الاداري وجيوش من الحمايات والوظائف الكبيرة غير المنتجة هي سبب مانوجهه اليوم من ازمة مالية، لذلك من هذه المناطق يبدأ التقشف".
واضافت" ثم ننتقل الى دور المراة فقبل يومين اعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين {unhcr} ان النازحين في العراق قد بلغ عددهم نحو اربعة ملايين نازح، اغلبهم من النساء، وقد رأى العالم كم هي كبيرة وعظيمة قدرة المرأة العراقية على التحمل وهي تنتشل اسرتها لتلوذ بهم في مكان امن خوفا عليكم من بطش يد الارهاب والتكفيريين".
وطالبت بـ"تفعيل العمل بقرار مجلس الامن 1325، والذي يكفل العناية بالنساء والاسر الناجحة والاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة".
وتابعت قائلة" ومن جانب اخر اثبتت المرأة العراقية للعالم اجمع انها تتحمل المسؤولية وتتحدى الحصار والحروب منذ الازل ،واليوم اثبتت ايضا في ضل الازمة المالية والتقشف تحمل جميع الاعباء والمسؤولية في الحفاظ على المورد المالي رغم ضعفه وقلته داخل الاسرة العراقية"، عادة شهادة نجاح المرأة العراقية بتحمل المسؤولية في اي زمان ومكان" وساما تفوق للنساء العراقيات".
وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة اعلنت في وقت سابق ارتفاع عدد النازحين جراء أعمال العنف المستمرة في العراق عتبة الى اكثر من ثلاثة ملايين شخص اغلبهم من النساء، نزحوا من محافظتي نينوى والأنبار حيث تدور فيهما المعارك ضد داعش وسيطرة الارهابيين على مناطق فيها.
ميسون احمد واحدة من بين الاف النسوة اللواتي نزحن الى المحافظات العراقية هربا من بطش عصابات داعش الارهابية، تحملت صعوبة الحياة ومرارة العيش في ضل التقشف الذي يعشيه العراق عامة، اذ تمكنت رغم حرارة الموقف من ترشيد الحاجيات الضرورية لـ7 اولاد لوحدها، والدهم قد اغتالته داعش التكفيرية، مشيرة الى ان" هذا حال جميع النساء النازحات فهن مثالا لكل نساء العالم على موقفهن وقوتهن في تحمل المسؤولية".
انتهى و