{بغداد : الفرات نيوز} حوار : علاء كاظم العقابي
ينفرد مستشفى الرشاد التخصصي للامراض النفسية والعصبية باستقبال المصابين بالامراض النفسية فهو الوحيد من نوعه في العراق ، ويضم نحو الف و 300 مريض يعانون امراضا نفسية مختلفة ، تضاف اليهم معاناة قلة الخدمات والعلاج والمستلزمات الاخرى عزتها ادارة المشفى الى حالة التقشف التي يمر بها البلد .
ولمعرفة اهم المعوقات والمشاكل التي تواجه المشفى حاورت وكالة {الفرات نيوز} مدير مستشفى الرشاد للامراض النفسية والعصبية الدكتور جبار مجيد الذي اكد في بداية حديثه ان " المستشفى تضم نحو الف و300 مريض من مختلف محافظات العراق ، وهذا العدد كبير بالنسبة لما موجود من كوادر طبية وخدمية في المستشفى ، فضلا عن حالة التقشف التي اثرت على المستشفى بصورة سلبية ، ونعمل ضمن ما متوفر من مبالغ والامكانيات المتاحة ، حيث ان المستشفى ملزمة بتوفير 3 وجبات طعام للمرضى وادوية اساسية وملابس ، فضلا عن صيانة المستشفى والاجهزة وغيرها ، وبدأنا نعتمد على الجهود الذاتية ، والجهد الهندسي التابع للمستشفى في صيانة الاجهزة والبنى التحتية المستهلكة " .
الفرات نيوز : هناك معلومات تشير الى وجود نقص كبير في الادوية والملابس والاغذية الاساسية للمرضى في المستشفى ما صحة هذا الامر ، فضلا عن حالة التعري لدى البعض نتيجة تمزق ملابسهم لقدمها ؟
مجيد : لايوجد مرضى عراة والمستشفى توفر الملابس لهم بشكل دوري ، فضلا عن وجود تبرعات من المواطنين يزودون المستشفى بالملابس والاحتياجات الاخرى .
الفرات نيوز : رغم الظروف الصعبة ونقص الكثير من المستلزمات في المشفى وردت انباء من مصادر ان المستشفى ارجعت نحو خمسين مليون دينار الى دائرة صحة الرصافة ، عادةً اياه بشرى سارة ؛ لتوفيرها المبلغ واعلام حالة التقشف ؟
المدير : المستشفى لم تسترجع اي مبالغ الى دائرة صحة بغداد الرصافة ، ونعمل ضمن التخصيصات المالية ولدينا سقف لابواب الصرف ، مؤكدا وجود شحة بالسيولة النقدية ، وعدم منح المستشفى التخصيصات بشكل كامل فكيف يتم استرجاع مبالغ ؟!
الفرات نيوز : هناك نقص في مياه الشرب والغسل في المستشفى نتيجة تجاوز المناطق العشوائية القريبة من المشفى على الانبوب الرئيسي للمياه ، و تنقطع المياه لساعات نتيجة هذا التجاوز ، لماذا لم تتخذ ادارة المستشفى اي اجراء لمعالجة النقص ؟
مجيد : نعم لدينا مشكلة في توفير المياه وتنقطع على المستشفى ، والسبب نقطة المياه التي تزود المشفى ، ولقد سعت المستشفى من خلال مخاطبة الجهات المعنية بتحويل مصدر مياه المستشفى الى المشروع الياباني الجديد ، وجار العمل على هذا الامر ؛ لانهاء مشكلة المياه ، في حين تعتمد المستشفى حاليا على مصدر مياه عن طريق منطقة الشماعية ، وعند عطل المضخة الرئيسية في المنطقة تنقطع المياه عن المستشفى ، ونضطر بتوفير المياه عن طريق السيارات الحوضية " .
الفرات نيوز : معلومات افادت بوجود نقص بالادوية ، وعدم توفرها للعيادة الخارجية وللراقدين ؟
مجيد : المستشفى تعمل على توفير العلاج للمرضى الراقدين داخل المستشفى ، اما توفير الادوية للعيادة الخارجية فنعتمد على مايتم تزويدنا من المخازن والحصص المتوفرة ، مؤكدا عدم وجود شحة في الادوية للمرضى الراقدين .
الفرات نيوز : هل المبالغ المخصصة للمستشفى كافية لشراء الادوية ؟ وهل تم استرجاع مبالغ من دون استثمارها لتوفير المستلزمات الضرورية ؟
مجيد : لايوجد استرجاع للمبالغ المخصصة لشراء الادوية ، مبينا ان " المبلغ الذي يخصص للمستشفى هو 400 مليون دينار لمدة عام كامل ، وتم رفع المبلغ مؤخرا الى 600 مليون دينار، وهي كافية لادوية المرضى الراقدين وعدد من مرضى العيادات الخارجية " .
الفرات نيوز : سجلت المستشفى بحسب مصادر مطلعة حالات وفاة لمرضى نتيجة امراض غير نفسية ، ومن بين الحالات مريض اصيب بمرض {البواسير} وتوفي نتيجة النزف من دون احالته الى مستشفى اخرى لعلاجه ؟ ؛ وذلك لعدم وجود مرافق من ذويه ، ماهي الاجراءات المتبعة لعلاج المرضى في مستشفيات اخرى ؟
مجيد : ان المستشفيات تطالبنا بوجود مرافق من ذوي المريض من اجل استقباله ومعالجته وعند قيامنا بالاتصال بذوي المريض يرفضون المجيء لمساعدته ، وحتى عندما يتوفى المريض ونتصل بذوي المتوفي يرفض استلام الجثة ونضطر الى دفنه بالتنسيق مع المكتب المخصص لدفن المتوفين ، مشيرا الى وجود نحو 1300 مريض غالبية ذويهم قد تخلوا عنهم ، وقسم منهم مجهولي الهوية " .
واضاف ان " المستشفى سعت الى وضع حلول مناسبة لمعالجة الامراض غير النفسية من خلال توفير ادوية للضغط والسكر وتنظيم كارتات عيادات للامراض المزمنة وتوفيرها من العيادة الطبية الشعبية ، وندفع مبالغ العيادات عن طريق التبرع ؛ لعدم وجود باب صرف في موازنة المستشفى ، وفاتحنا مديرية الصحة بضرورة ايجاد ابواب صرف للادوية غير النفسية للمرضى ، ومعالجة الحالات المرضية الاخرى " .
الفرات نيوز : غياب التنسيق بين مستشفى الرشاد والمستشفيات الاخرى حال دون علاج المرضى ، ووفاة البعض منهم بأمراض غير نفسية ، ما ردكم ؟
مجيد : تم التنسيق مع المستشفيات الاخرى لكن موظفي الدوائر الاخرى لايلتزمون بالاوامر والتعليمات بشأن معالجة المرضى رغم صدور توجيهات من قبل مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة بمعالجة مرضى مستشفى الرشاد المصابين بأمراض اخرى غير النفسية من دون مرافق ، لكن المستشفيات تعتذر عن استلام المرضى ، عازية الامر الى انه في حالة تهيج المريض نفسيا لايمكن السيطرة عليه ، ولا يوجد كادر يستطيع التعامل معه ، مشيرا الى ان دائرة صحة بغداد نسبت للمستشفى طبيب اختصاص لمعاينة المرضى لمدة شهر كامل " .
الفرات نيوز : هل تستخدم الصدمات الكهربائية لتهدئة المرضى في المستشفى ؟
مجيد : ان المستشفى لاتتعامل مع المرضى بالصدمات الكهربائية ، ونتعامل بأدوية الحالات الطارئة ، مضيفا ان " هناك مرضى مصابين بالشيزوفرينيا ، ونسبة كبيرة منهم يتشافون من دون علاج ونسبتهم 20 % ، في حين هناك نسبة من 20 الى 35 % يتشافون بالعلاج وتمكنوا من العيش من جديد ضمن المجتمع لكن هناك 20 %الى 35% من المرضى تتم معالجتهم لكن تبقى الاعراض ، في حين هناك نسبة 17 % من المرضى لايتشافون ويبقون هادئين ، لكنهم فاقدوا الارادة والسيطرة ، مشيرا الى ان " معدل أعمار اغلب المرضى في المستشفى 40 عاما " .
الفرات نيوز : كيف يتم التعامل مع المتوفين من المرضى ، ومَن المسؤول عن دفنهم خصوصا هناك معلومات تشير الى اعتماد المستشفى على المتبرعين ؟
مدير مستشفى الرشاد : هناك مكتب متعهد بدفن المرضى مجهولي الهوية او الذين تخلوا عنه ذووهم ، مؤكدا ان " عدد مجهولي الهوية الذين لايزورون ذويهم كبير ، ومن بينهم من المناطق الساخنة من تكريت ونينوى ، مبينا ان " المستشفى تستقبل المرضى من جميع انحاء العراق " .
الفرات نيوز :هناك اقسام خاصة في المستشفى تأتي بمردودات مالية جيدة ، لماذا لا يتم استغلال هذه الموارد لدعم المستشفى ، خصوصا لما يمر به البلد من حالة تقشف ؟ وهل حصة الكوادر التمريضية والادارية في دائرة صحة بغداد من هذه الايرادات تقف حائلا دون تطبيق هذا الامر ؟
مجيد : هناك نحو 50 سريرا في القسم الخاص بالمستشفى 20 منها للنساء ، و 30 للرجال والمبلغ الذي يتقاضاه المستشفى عن كل مريض 300 الف دينار ، واذا يتم احتساب المصروفات نجد ان المريض يكلف نحو 700 الف دينار والمبلغ الذي نتقاضاه لايسد المصروفات من غذاء وادوية ، وهذه المبالغ تذهب الى دائرة صحة بغداد ، ومن ثم الى دائرة العيادات الشعبية وتوزع نسب منها للجهات المعنية ، ونحن قدمنا مقترحا لدائرة صحة بغداد الرصافة ؛ لتكون هذه المبالغ لتطوير المستشفى وتستخدم ضمن التمويل الذاتي ، ولايتم ارسالها الى دائرة الصحة ؛ لتستخدم في تطوير وتأهيل بعض الاقسام في المستشفى " .
الفرات نيوز : هناك حالات مزرية للكثير من المرضى باتساخ ملابسهم وافتراش الارض ؟
مجيد : ان طبيعة المرض النفسي يجعل المريض غير قادر على ضبط تصرفاته ، وغير واعٍ وينام في اي مكان ويمزق ملابسه ، وهي ضمن علامات المرض " .
الفرات نيوز : من المسؤول عن ظاهرة انتشار المرضى النفسيين في الشوارع ؟
مجيد ان : معالجة هذه الظاهرة من اختصاص وزراة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، وهناك مرضى لايرجى شفاؤهم ؛ لأن مرضهم منذ الطفولة ، اما هناك مريض عقلي يصاب بعد 18 عاما وهذه الحالات يمكن علاجها ، واعادتها الى المجتمع ، ولا توجد لدينا تعليمات للخروج الى الشارع ونجمع المرضى منه " .
وتابع " لاتوجد تعليمات بإخراج مفرزة من المستشفى لجمع المرضى ، وانما هو من اختصاص وزارة الداخلية ، حيث تقوم بجمع المرضى وجلبهم الى المستشفى ، وبعد ذلك يتم فحصهم في الطب النفسي العدلي ، ومن ثم يتم ادخالهم الى المستشفى او هناك متخلفون عقليا يتم ادخالهم او ارسالهم الى دور رعاية الدولة الاخرى " .
الفرات نيوز : اين تضعون مستشفى الرشاد بالنسبة الى مستشفيات دول العالم بالنسبة لمستوى الخدمات المقدمة للمرضى ؟
مجيد : اعتبر مستشفى الرشاد من اكبر المستشفيات في الشرق الاوسط ؛ لأنه لايوجد مستشفى يستوعب عدد 1300 مريض مع قلة الكادر التمريضي الموجود ، حيث هناك ثمانية اطباء فقط في المستشفى ، ومستوى الخدمة المقدمة هي ضمن الامكانية المتوفرة ، وهناك جهود مضنية من قبل الممرضين للاعتناء بالمرضى " .
ونوه الى ان " هناك تقليصا في عدد الموظفين في الشركة المسؤولة عن التنظيف ؛ وذلك نتيجة تقليص المبالغ المخصصة ، مبينا ان " المرضى الذين يقومون بتنظيف اماكنهم يعد من ضمن تأهيل المرضى ، وذلك عند خروجهم للمجتمع باستطاعتهم ان يمارسوا حياتهم الطبيعية " .
الفرات نيوز : ما حجم المبالغ التي تصرفها المستشفى على الارزاق والادوية ، وهل هي كافية وتتناسب مع مايخصص ؟
مجيد : ان المبالغ المطلوبة متغيرة ومنها المصروف على الارزاق ، حيث تم تقليص المبلغ من 250 مليون دينار سنويا الى 200 مليون ، وتم الغاء الكثير من المواد ، كما اثر هذا الامر على توفير العلاج للعيادات الخارجية " .
واشار الى ان " دائرة الصحة تخصص لنا مبالغ اكثر من المستشفيات الاخرى لكنها لاتكفي ؛ لأن الادوية النفسية باهضة الثمن .
وحول أعمار المرضى الذين يتم استقبالهم قال إن " اصغر الأعمار تأتي بين 18 عاما و 20 عاما ؛ لأن المريض يصاب بالمرض بعد 18 سنة ، من بينها مرض الشيزوفرينا " ، مؤكدا عدم وجود اي اعتداءات على المرضى والمريضات داخل المستشفى " .
الفرات نيوز : هل صادفتك قصة او موقف لأحد المرضى توقفت عندها ؟
مجيد : نعم ان الاكثر ما اثر بداخلي وهو ترك ذوي المرضى لمرضاهم وينكرون ابناءهم ، حيث هناك ابناء تركوا آباهم ، وهناك آباء تركوا اولادهم وتخلوا عنهم نهائيا وهذا الامر مؤثر جدا ، كما ان هناك مريضة وابنها وكلاهما مصابان بمرض نفسي ، وكل منهما في ردهة بعيدة عن الاخرى ، والمؤثر في الامر ان الام تقوم بزيارة ابنها يوميا ؛ لتقوم بغسله واطعامه رغم انها مصابة بمرض نفسي قد لاتعي هذا الامر لكن غريزة الامومة دفعتها للقيام بواجبها ؛ وذلك لوجود ترابط روحي ، خصوصا ان هناك اصحاء لايزورون ابناءهم . انتهى ح