{بغداد : الفرات نيوز} دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم جميع العراقيين الى التعامل بجدية كاملة مع الإخطار التي تهدد حياتهم جراء الخطاب المؤلب والمحرض الذي يزرع الحقد والكراهية في النفوس ، عادا الكلمة " مسؤولية "، مؤكدا ضرورة الاحتكام الى لغة المنطق والاعتراف بالواقعيات والتسامح والتعايش لينال الجميع حقوقهم في ظل القانون الالهي والقوانين المبنية على اساس الدستور . وذكر السيد عمار الحكيم بالمؤتمر العام السادس عشر لحزب الدعوة الاسلامية الذي عقد ببغداد اليوم الخميس ان " الجميع اليوم امام مقطع واختبار تاريخي ، وان النجاح في هذا الاختبار هو مسؤولية الجميع والاجيال القادمة ستحكم على ادائهم لمسؤولياتهم " ، مشددا على ان " المعالجة الصحيحة للازمات ليس بعبورها بل بمعالجة جذورها " ، مشيرا الى " حاجة العراق الى الاستقرار السياسي والذي هو مسؤولية الجميع". وبين ان " الحل لجميع المشكلات التي تواجهنا يجب ان يكون حلا عراقيا فالحلول المستوردة لا تحقق الامن والاستقرار في البلاد وانما تزيد النار اشتعالا ، مؤكدا على ضرورة بناء عراق قوي بشعبه وثقافته وعلمه واقتصاده ، ومشددا على العراق يجب ان ينطلق الى الامام ، ليس فقط لاداء دوره التاريخي في الحياة البشرية بل ايضا من اجل كرامة الانسان فيه ونيل حقوقه الكاملة ، لافتا الى ان تجارب العراق تشير الى ان الاستقرار الامني والسياسي هما عاملان اساسيان في تحقيق التقدم وبناء البلدان ، موضحا ان العراق بلد متعدد الاعراق والمذاهب والاديان ، داعيا الى " بناء قاعدة رصينة للتعايش السلمي تستند الى تعاليم السماء التي اكدت على الاخوة البشرية والانسانية والى القانون الذي يحرم الاعتداء ونشر الكراهية " . واشار السيد عمار الحكيم الى ان " الاستثمار واستقدام رؤوس الاموال ومعالجة البطالة وتوفير فرص العمل ومعالجة مشكلات الخريجين الشباب وتشييد البنى التحتية والخدمات والنهضة العلمية والتقنية والتنمية المستدامة والشاملة وبناء الثقافة الوطنية والاسلامية هي كلها مسائل ترتبط بشكل وآخر بالاستقرار السياسي والامني في البلاد "، عادا ترسيخ مبدأ الانتخابات الحرة المعبرة عن ارادة الانسان وحريته في الاحزاب والتجمعات " مظهر من مظاهر العافية "، مشيرا الى ان " الانتخابات داخل الاحزاب والتجمعات ممارسة تنسجم تماما مع واقع النظام السياسي في البلاد" ، مبينا ان " الممارسة الديمقراطية وممارسة الانسان لحريته في التعبير والاختيار داخل التنظيمات الحزبية والسياسية يتيحان لهذه التنظيمات الاستمرارية والقوة على عكس نظرية الاستبداد التي تؤدي الى الانكماش التدريجي والاضمحلال "، موضحا ان " الاختلاف في الرؤى والافكار بين البشر من سنن الحياة " ، مؤكدا ان " قدرة التنظيم السياسي تتجلى في جمع الآراء المتعددة وتحريكها باتجاه تحقيق اهدافه وطموحاته المشروعة وتلك هي فلسفة الانتماء " ، محذرا من " مصادرة الافكار او تهميشها لصالح فكرة واحدة متزعمة باعتبار ان هذه المصادرة تقود التنظيم الى سلطة الفكر الواحد". واوضح ان " مؤتمر حزب الدعوة ينعقد في ظروف صعبة تمر بها البلاد " ، معربا عن ثقته بان " المؤتمرين يدركون حجم التحديات التي يواجهها النظام السياسي في البلاد " ، مؤكدا الحاجة الماسة الى العمل من اجل ترسيخ الممارسة الديمقراطية في البلاد وتحويلها الى ثقافة راسخة عند ابناء شعبنا " ، عادا " التعددية قدر العراقيين وعدم الاعتراف بها هو ما قاد الانظمة السابقة الى الحاق المظالم بالانسان العراقي والاعتداء على هويته ومصادرة حقوقه المشروعة " .واشاد السيد عمار الحكيم " بحزب الدعوة الاسلامية باعتباره حزبا عريقا قدم قوافل الشهداء وقاوم انظمة الاستبداد والدكتاتورية وسعى لتحقيق الحرية والاستقلال والعزة والكرامة الوطنية وتربى في كنفه ثلة من المجاهدين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة الله والانتصار للوطن" , داعيا الى "التمسك بنهجهم وتبنيه جيلا بعد جيل "، معربا عن امله من " الجيل الجديد من الدعاة الجدد النهوض بالواقع الرسالي وبناء النفوس والبلدان على نهج الرعيل الاول ".انتهى