{بغداد:الفرات نيوز} عزا امام وخطيب جمعة كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي تفجيرات الاربعاء الماضي الى وجود دول اقليمية تمول هذه العمليات وإلى وجود ثغرات في اداء الاجهزة الامنية محملا الصراع السياسي قسم من مسؤوليتها . وقال الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف إن " تدخل الدول الاقليمية في البلاد وضعف الجهد الاستخباري اسهما ايضا في استمرار العمليات الارهابية التي لا يلوح في الافق اي بوادر لانهائها او انخفاضها ". واضاف أن " "هناك ثغرات في الاداء الامني ادىت الى حصول تفجيرات الاربعاء الماضي وهذه الثغرات ناشئة من وجود فساد لدى بعض افراد القوى الامنية وعدم كفاءة من البعض الاخر وعدم وجود محاسبة على المقصرين ". وأضاف ان " هذا لا يعني عدم وجود مجاميع امنية تتحمل مسؤوليتها بمستوى عال من الوطنية وتضحي بنفسها اذ ان التفجيرات الارهابية كثيرا ما يروح ضحيتها بعض العناصر الامنية وهذا مؤشر على المستوى العالي من الشعور بالمسوؤلية ". وتابع "لكن تكرار العمليات الارهابية كل 30 او 40 يوما يؤشر على وجود حالات فساد وعدم كفاءة في الاجهزة الامنية وكذلك يشير الى عدم وجود محاسبة للقوات الامنية التي تتولى حماية المناطق التي تشهد تفجيرات ". وأوضح " كما ان الصراع السياسي المحتدم كان له اثرا في استمرار العمليات الارهابية لانه يعطي املا للقوى الارهابية بالوصول الى مأربها السياسية وغير السياسية مما يشجعهم على الاستمرار باعمالهم الاجرامية "، محملا "الساسة جزءا من المسؤولية العمليات الارهابية ". دعا الى " وضع حلول لتكرار الخروقات الامنية باسرع وقت لانهاء معاناة العراقيين في استمرار رؤية منظر الدم وهو يصطبغ الطرقات والمساجد ". وأوضح ان " المرجعية الدينية تشكر زوار الامام موسى بن جعفر {ع} والهيئات التي تقوم بالخدمة وكذلك تتقدم الى ذوي الضحايا باسمى ايات الثناء والشكر لموقفهم المتسم بالشعور العالي من المسؤولية من خلا ضبط انفسهم تجاه العمليات الاجرامية لا سيما وان الاستهداف في اغلبه كان ضد مكون معين وفي مناطق تكتظ بزوار الامام الكاظم عليه السلام ". واردف الكربلائي ان " المستوى العالي لذوي الضحايا من ضبط النفس ازاء العمليات الاجرامية على الرغم من انهم قادرون على الرد الذي قد يؤدي الى تمزيق وحدة البلاد يكشف عن شعورهم العالي بالمسؤولية الدينية والوطنية بان عليهم الحفاظ على وحدة البلاد ". وتطرق الى موضوع الفساد المالي والاداري داعيا الى "وضع خطة لمعالجة الفساد على الرغم من المبررات التي يقدمها بعض المسؤولين صحيحة لكن يجب العمل على انهاء الفساد المالي والاداري في البلاد ". واشار الى ان "هناك ثلاث مراحل لمعالجة الفساد تتمثل باتخاذ تدابير وقائية وتشخيص الفساد ومن ثم وضع اليات العلاج ". وتابع ان "التدابير الوقائية تتمثل بتعيين ماهية المعايير الملائمة في اختيار المسؤول ووضع ضوابط على المهام التي يؤدوها والتلويح لهم بالعقوبات في حال اساؤا استخدام مهامهم "، لافتا الى ان " مرحلة تشخيص الفساد تكمن بوضع اليات سريعة للكشف عنه وعن الفاسدين ". وأكد ان " العلاج يجب ان يكون سريعا وهو غير موجود بالعراق حاليا ويجب ان يكون العقوبة مادية ومعنوية من خلال التشهير بالشخص لفاسد ليكون رادعا لمن تسول له نفسه بانتهاج الفساد ". كما تطرق امام جمعة كربلاء الى الواقع الاجتماعي قائلا "ما تطلعنا عليه وسائل الاعلام من حالات انحراف لدى المراهقين ووصلت الى حد القتل يدعونا الى التعامل مع هذه الفترة بحذر شديد لحساسيتها البالغة ". وبين ان "من الاسباب التي تؤدي الى هذه الممارسات هي العوز المالي اذ توجد عوائل فقدت معيلها مما جعل اطفالها تنزل للاسواق طلبا للعيش ولكن بعضهم يقع فريسة للمنحرفين مما يؤدي الى سقوطهم في شباك الفساد والاخلاقي والجريمة ". وتابع "كما ان فقدان الاشراف من قبل الاسرة والمدرسة اسهم في نشوء بعض حالات الانحراف لدى المراهقين "، مشددا على ضرورة ان تكون "هناك مراقبة على الحياة اليومية للمراهقين وتفحص هواتفهم والتعامل معهم باحترام وبطريقة توحي لهم انهم كبار كونهم يشعرون خلال هذه الفترة بعدم احقية سيطرة الاهل والمدرسة على ممارساتهم ".انتهى