{بغداد:الفرات نيوز} دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى تحويل وزارة الدولة لشؤون المرأة الى وزارة فعلية ليتسنى لها تحسين خدماتها للمرأة العراقية . وقال السيد الحكيم في كلمة له في الملتقى السنوي الرابع في مناهضة العنف ضد المرأة الذي اقيم في مكتبه اليوم إن " اننا عندما نتحدث عن العنف الموجه ضد المرأة علينا ان نستذكر ظلامة اخرى وهي التجاوز على الدين من خلال اتهامه بانه السبب في التجاوز على حقوق المرأة ". وأضاف إن " العنف الموجه ضد المرأة يقوم به بعض ممن يدعي التدين من المتشددين والطالبانيين وممارساتهم بعيدة كل البعد عن روح الدين ". وتابع " اننا اذا اردنا فهم نظرة الدين للمرأة علينا ان نذهب الى النصوص الشرعية وليس النظر الى ممارسات بعض ادعياء التدين "، مشيرا الى ان " الكثير ممن يدعي التدين ليس بمتدين كما الذين يدعون الوطنية وهم ليسوا بوطنيين ". وأوضح السيد الحكيم ان " النظرية الاساسية للدين الاسلامي في المرأة هي التمايز وليس التمييز بين الرجل والمرأة فالتمايز يعني ان هناك واجبات مناطة بالرجل وواجبات اخرى مناطة بالمرأة فالرجل يكلف بمهام تختلف عن مهام المرأة ولكن لا يعني ان الرجل افضل من المرأة او العكس"، مشيرا الى ان " الاسلام يرى ان الرجل والمرأة احدهما يكمل دور الاخر ". ولفت الى ان " الاسلام ينظر الى المرأة والرجل على اساس الشراكة وتكامل الادوار بعيدا عن وجود افضلية لجنس على آخر كما الطبيب والمهندس فكلاهما يؤدي مهاما مناطة به دون ان يعني ان هذا افضل من الاخر". وأكد ان "التجاوز على حقوق المرأة مرتبطة بسببين هما غياب الواعز الديني عند المجتمع وكذلك عند الاديان الاخرى إذ ان الثقافة الدينية للبعض ثقافة مغلوطة والسبب الثاني هو الموروث الثقافي والعادات التي هي بعيدة عن الشرائع الدينية ". واشار الى ان "اتهام الاسلام بانه ينتقص من المرأة هو انتقاص من المرأة نفسها كونها تعتز بدينها كما الرجل لذا فان هذا الاتهام يعد ظلما بحق ديننا الحنيف". وعن دعوة عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم بتحديد الاول من صفر يوما لمناهضة العنف ضد المرأة قال السيد الحكيم إن " الاول من صفر والذي يعد ذكرى دخول سبايا اهل بيت النبوة الى الشام حيث تعرضن الى ابشع واشد مظاهر التعنيف غير ان المواقف البطولية للسبايا وعلى رأسهن السيد زينب عليها السلام اثبتت ان الحقوق تؤخذ بالتوكل على الباري عز وجل "، مبينا ان " التاريخ والى اليوم ينظر لمواقف السيدة زينب عند السلطات المتشفية بانها رمز للشموخ الانساني". وتابع ان " تحديد هذا اليوم اخذ بنظر الاعتبار ظلامة المرأة والدين الاسلامي وآل النبي ليكون منطلقا حقيقيا لنبذ العنف ضد المرأة واستعادة حقوق المرأة ". ونوه الى ان " احصائيات عالمية تثبت وجود استهداف للمرأة في جميع المجتمعات الانسانية ونحن كمسلمين لسنا بمعزل عن هذه الاحصائيات مما يتطلب من القيادات الدينية العمل على رفع هذه الظلامات عن المرأة". واشار الى ان " عزيز العراق عندما أطلق هذه المبادرة كان حريصا على ان لا تنسب لفئة او جهة سياسية او ان تنحصر باطار معين كونها مسائل تهم جميع فئات الشعب العراقي ". واكد " ضرورة اتخاذ ظلامة اهل البيت انطلاقا لنبذ العنف وهذا يبرر اطلاق المرجعيات الدينية بيانات بتحديد ذكر دخول سبايا اهل البيت الى الشام يوما لنبذ العنف ضد المرأة ". وشدد على ان " تحديد الاول من صفر يوما لمناهضة العنف ضد المرأة لا يتقاطع مع اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الـ 25 من شهر تشرين الثاني وانما سيكون بمثابة تكامل الادوار فسنستذكر مع دول العالم في اليوم العالمي حقوق المرأة وكذلك سنستذكر في الاول من صفر هذا الشيء ايضا ". ودعا الى "العمل على تحويل شعارات مناهضة العنف ضد المرأة لمعالجة الواقع المرير الذي تعاني منه المرأة العراقية ". وتابع ان " المرأة تعرضت الى المزيد من الضغوط التي سلبت كرامتها وحقوقها واشيعت ثقافة خاطئة في مجتمعاتنا عن التصرف معها كما تعرضت الى الكثير من الظلم في الفترة الدكتاتورية السابقة "، مبينا ان " الفترة التي تلت سقوط الدكتاتورية لم تستطع تحقيق ما تطمح اليه المرأة وما يزال امام القوى السياسية مشوارا طويلا في سبيل تحقيق ذلك ". واوضح ان " المرأة التي دعمت العملية السياسية والتي لم تنسجم مع العملية السياسية فقدت كلا منها ابنا وزوجا في ظل ظروف البلاد التي مرت بها في الفترة السابقة ". واكد "حاجة البلاد الى مبادرة تسترجع للمرأة حقوقها بشرط ان لا تسمى باسم جهة سياسية ليضمن لها النجاح ". ودعا السيد الحكيم الى " انشاء مجلس وطني للمرأة ليقوم بدور المراقبة على القوانين والتشريعات التي تخص المرأة وكذلك العمل على قيام حملة وطنية شاملة لتوعية المرأة بحقوقها ". وتابع ان " من الخطوات الكفيلة ايضا للاهتمام بالمرأة هي انشاء معاهد متخصصة في جميع المحافظات لتدريب النساء للارتقاء بالمستوى المعاشي للمرأة "، داعيا الى انشاء وحدات في جهاز الشرطة خاصة بالنساء لتعنى بشؤون المرأة ". ولفت الى "ضرورة ان تقوم المصارف والبنوك بتقديم سلف للمرأة دون فوائد لرفع مستواها الاقتصادي ". وأكد ان " على الدولة ان تتحمل مسؤلياتها في رعاية الارامل والنسوة اللواتي فقدن معيلهن بشرط ان يكون الدعم انتاجي لتكون المرأة منتجة "، مشيرا الى ان "المجلس الاعلى سيطلق في هذا الخصوص مشاريع صغيرة للارامل ستوفر لمجموعة من ارامل العراق فرصة للاعتماد على انفسهن ". ودعا الى " انشاء مراكز للخدمة الاجتماعية لتقديم المشورة للنساء ". وختم السيد الحكيم قوله باستذكار شهيدات العراق وعلى رأسهن الشهيدة بنت الهدى آمنة الصدر وسلوى البحراني وغيرهن من شهيدات قضن في سجون النظام السابق ". ونظم مكتب السيد عمار الحكيم اليوم الملتقى السنوي الرابع لمناهضة العنف ضد المرأة تحت شعا "رفقا بالقوارير وكان المرحوم الفقيد السيد عبد العزيز الحكيم اطلق في سنة 2008 مبادرة اعتبار الاول من صفر يوما اسلاميا لمناهضة العنف ضد المراة و دعا المنظمات والمؤسسات الدولية الى القيام بدورها في حماية المرأة مما تعانيه من ظلم واضطهاد في بعض المجتمعات . كما دعا الحوزات العلمية والمؤسسات الإعلامية إلى الدفاع عن المرأة وكرامتها وإبراز حقائق الدين الإسلامي الداعي إلى صيانة المرأة وحفظ مكانتها وإعطائها دورها المناسب في المجتمع . كما أشار إلى ان اختيار اليوم الأول من شهر صفر يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة يأتي استذكاراً للظلامة التي تعرضت لها السيدة زينب ابنة علي عليه السلام، ونساء آل بيت رسول الله في دخولهم الى الشام سبايا.انتهى