جاء ذلك خلال لقاء موسع مع نخب وكفاءات محافظة البصرة، بحضور محافظ البصرة أسعد العيداني وعدد من أعضاء مجلس النواب عن المحافظة.
وفي مستهل حديثه، هنأ السيد الحكيم أبناء البصرة بذكرى الولادة الميمونة للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، واستذكر الانتفاضة الشعبانية التي قال إنها كان لها الأثر الكبير في تشكيل الواقع العراقي الحالي. كما أعرب عن إشادته بمستوى التنمية والإعمار الذي تشهده محافظة البصرة، معتبرًا إياها "قصة نجاح من قصص العراق".
شدد السيد الحكيم على أهمية الخروج من الاقتصاد الريعي الأحادي الدخل، مؤكدًا أن العراق يمتلك إمكانات كبيرة في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار والتكنولوجيا. وأشار إلى أن الأمية القادمة ستكون أمية التكنولوجيا، داعيًا الجميع إلى دعم هذه التوجهات وتحمل مسؤولياتهم في هذا الإطار.
وحذر من خطورة الاعتماد الكامل على النفط كمصدر رئيسي للدخل، خاصة في ظل تقلبات الأسعار العالمية، داعيًا إلى التخطيط بما يتناسب مع الزيادة السكانية وتعزيز القطاع الخاص لحل المشكلات الاقتصادية.
أكد السيد الحكيم على ضرورة اعتماد نظرية اللامركزية باعتبارها ثابتًا دستوريًا يعزز وحدة البلاد، مشددًا على أهمية مبدأ "المضاعفة لا الإضافة". كما دعا إلى تبني نظرية الاحتواء وتوسيع مساحة المشتركات بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية، وتغليب منطق المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى.
دعا السيد الحكيم إلى تحريك القطاع الخاص واعتماده كشريك استراتيجي في حل المشكلات الاقتصادية والخدمية، مؤكدًا أهمية استلهام التجارب الإدارية الناجحة في إدارة المؤسسات الخدمية.
كما أبدى تأييده لإنفاق الضرائب التي تُجبى في المحافظات داخل حدودها لما له من دور في تحريك عجلة الخدمات وتشجيع المواطنين على دفع المستحقات.
وشدد على ضرورة إصلاح النظام المصرفي وإزالة المخلفات الحربية والتلوث البيئي، مؤكدًا أن توفير الخدمات الأساسية للأراضي السكنية يمثل أولوية لتحسين مستوى الحياة للمواطنين.
اعتبر السيد الحكيم أن البصرة، باعتبارها العاصمة الاقتصادية للعراق، تمتلك فرصًا كبيرة للنمو والتطور إذا ما تم تطبيق الشروط العقدية المتعلقة بتوفير فرص العمل للشباب العراقي. كما دعا إلى تدريب الشباب عبر معاهد فنية متخصصة تسهم في بناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم.
على الصعيد الخارجي، أعرب السيد الحكيم عن أمله في تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، مشيدًا بدور العراق في التعاطي مع الأحداث الجارية في لبنان وفلسطين على جميع المستويات.
اختتم السيد الحكيم كلمته بالتأكيد على أهمية السعي لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة العراق على الساحتين الإقليمية والدولية، داعيًا الجميع إلى تحمل المسؤولية الوطنية في بناء مستقبل أفضل للبلاد.