إليكم الكلمة الكاملة للسيد عمار الحكيم في المؤتمر ١٣ لمناهضة العنف ضد المرأة :
-تم توقيت هذا المؤتمر سنويا في الأول من صفر يوم دخول سبايا آل الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى الشام حيث تعرض فيه النساء والأطفال وكبار السن والأسرى والجرحى من أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) إلى التعنيف والتنكيل والجور ما مثل جريمة بحق الإنسانية وحقوقها بشكل عام، وبحق المرأة بوجه خاص.
-إنّ كربلاء تمثل النموذج الصارخ في الذاكرة البشرية للظلم والطغيان والجرائم الإجتماعية والسياسية كافة، التي يمكن أن تطال جماعة بأكملها في توقيت واحد، و أية جماعة؟ حين تتمثل فيها كافة الشرائح والفئات والمستويات من حيث : ( التنوع العمري، والجندر من الرجال والنساء، والشباب والشيوخ، والمدنيين والمقاتلين، والجرحى والمرضى والأسرى، وغيرهم) ، مما يجعلنا نتوقف طويلاً عند هذا الحادث المرعب لتجريمه بإستمرار أولا، وللحيلولة دون تكراره ثانيا، معتقدين بأن ذلك أحد أهم رسائل كربلاء.
-لقد مثلت السيدة زينب بنت الإمام علي بن ابي طالب "عليهما السلام" في كربلاء نموذج المرأة القيادية الشجاعة الصامدة التي لم تتوقف عند حدود الجرائم التي ارتكبت بحقها وأسرتها وذويها بل تمكنت من فك الحصار المفروض عليهم لتوصل صوتها ومظلوميتها ورسالتها إلى العالم أجمع.
-وفي هذا اليوم الخالد يجب الإقتداء بسيرة هؤلاء العظام والعمل على ترجمة رسالتهم النبيلة على مستوى المجتمع والحياة والسلوك الفردي، فالمرأة النبيلة والصبورة والوفية لأسرتها وأبنائها ووطنها كانت ولا تزال تمثل هذا الإمتداد الطيب من زينب الشموخ الى عصرنا الراهن وستبقى كذلك باذن الله.
-ما علينا الا أن نكون العقل الواعي والسند الدائم والمدافع الحقيقي عن حقوق مجتمعنا بأكمله وبكل فئاته وشرائحه وفي مقدمتهم النصف الأساس من المجتمع (المرأة الكريمة المبجلة) التي لولا صمودها وصبرها وتضحياتها لما كتب لهذا الشعب البقاء والتاريخ المشرق.
-المرأة الأم.. والأخت؟؟ والزوجة.. والبنت.. هي رمز الحياة والأمل والإستقرار، ومن أراد مجتمعا سالما ومنعما بالطمأنينة والسكينة، فما عليه الا أـن يكون واعيا لهذه المكانة ومناصراً لهذه الحقوق ومدافعا عنها في كل حين .
-إنَّ النفوس المريضة والمتخلفة وحدها التي تستحقر المرأة وتستخف بمكانتها في أوساطها، وأوضح أوجه هذا الإستخفاف هو إضعاف المرأة وإستضعافها وإتهامها والتشكيك بها وبقدراتها ومكانتها وإستهداف من يدافع عنها ويهتم بتمكينها ويدعم أدوارها في الحياة.
-بعد مرور ما يقرب من عقدين من التجربة والخيار الديمقراطي في بلادنا، يجب أن لا نكتفي بمناهضة العنف ضد المرأة بل علينا أن نسعى الى تمكينها ودعم مكانتها وأدوارها.
-يجب التركيز على قصص النجاح وكل ما من شأنه إعلاء مكانة المرأة في مجتمعاتنا، فديننا يوصينا بذلك ويقدم لنا أسمى النماذج الإنسانية النسائية: يقدم ( آسية ومريم وآمنة وخديجة وفاطمة وزينب ) والمئات الأخريات من النساء القدوة في التاريخ، و ضمائرنا وإرادتنا في بناء الأمة والدولة تدفعنا بهذا الإتجاه.
-وفي هذا السياق نوكد على الأمور التالية..
نشر ثقافة الجندر بما تتضمنه من تفاصيل، كمعالجة الظروف البيئية والموروث الإجتماعي والتفاسير الخاطئة للنصوص الدينية كتاباً وسنة، ومساعدة الجهات المعنية في القيام بدورها المنشود لحماية المرأة من العنف الذي تتعرض له .. فلا تنمية شاملة ومستدامة للبلاد دون رعاية المرأة والحد من العنف الذي تتعرض له وهي التي تمثل اكثر من نصف المجتمع.
-إقرار إستراتيجية وطنية شاملة للنهوض بواقع المرأة.. وتعريف المرأة بحقوقها والقوانين الراعية لها وتعريف المجتمع بهذه الحقوق والقوانين عبر المناهج الدراسية ووسائل الإعلام.
-تمكين المرأة إقتصادياً وتسهيل دخولها لسوق العمل وتدريبها في الممارسة الإقتصادية والتمييز الإيجابي لها في القروض الميسرة والمنح والدعم الإقتصادي الحكومي.
- الإهتمام بالمرأة اعلامياً ومواجهة الصورة السلبية التي تعكسها بعض وسائل الإعلام عن ضعف المرأة وإنشغالها بالأمور الهامشية، ومنع العنف الرقمي الموجه ضد المرأة بهدف التقليل من قيمتها ضمن عمليات الإبتزاز الأليكتروني والمساومة ونشر المعلومات الخاطئة.. وإستثمار الجهد الجامعي من أطاريح ودراسات، وتطوير المناهج التعليمية وإستثمار الإعلام والدراما وغيرها لتغيير الرؤية السلبية تجاه المرأة.
- إستثمار الجهد المبذول من منظمات المجتمع المدني الداعمة لمناهضة العنف ضد المرأة.
- تطبيق قانون الناجيات الإيزديات الذي يوفر التسهيلات الضرورية من رواتب وقطع أراضٍ وتأهيل نفسي للناجيات، وتعديل القانون ليشمل الناجيات من كافة المكونات .
أيها االحضور الكريم...
إن الإنتخابات العراقية على الأبواب وكل المناهج والبرامج والمشاريع على المحك لتحقيق ما يتطلع اليه شعبنا العراقي من تطور وإزدهار وإستقرار، فهي فرصة ثمينة لفرز ثلاثية هامة يجب أن تؤخذ بنظر الإعتبار
اولا : مساءلة المشاريع والشعارات التي ترفع قبيل الإنتخابات وهل إنها تمثل حقا إرادة الجهة المتبنية أم إنها وليدة اللحظة والحاجة الإنتخابية فحسب ؟
فقد بات أبناء شعبنا على دراية ورؤية واضحة بين من يمتلك المصداقية والتراكم في المشاريع الخيرة ومن يراكم الشعارات مرحليا وآنيا ومصلحيا من أجل الحصول على الصوت الإنتخابي!
ثانيا : هل يمكن لمن يحمل أفكاراً جامدة أو متطرفة أن يصبح في يوم وليلة حِملا وديعا ومعتدلا يعمل على تحقيق ما كان يعارضه في السابق ؟
فلا يجب أن نقع فريسة الشعارات الفارغة والعبارات البراقة بشكل متكرر، بل يجب الفرز بين ما هو راسخ ومتجذر وبين ما هو مرحلي ومتبدل .
إنَ عراقنا يصارع الزمن ليواكب الأحداث المتسارعة والتطورات الإيجابية العالمية وليس لدينا وقت نهدره أو طاقة نزهد بها، المطلوب منا جميعا هو التكاتف والتعاون والتضامن لتحقيق الأهداف والمصالح العليا بنهضة إقتصادية وعمرانية وخدمية وإدارية.
تبنينا بوضوح مشروع ( الإعتدال والوسطية والتدبير ) في البلاد لبناء دولة مستقلة ومستقرة ومزدهرة، وسنكون أول المطالبين بتمكين حقوق الشباب والمرأة في الحكومة القادمة، وسنشترط على أي رئيس وزراء قادم أن يكون داعماً لتمثيل الشباب والمرأة و الكفاءات في كابينته الوزارية والمؤسسات الحكومية.
Hazem