ولأهمية تلك الولاية، ظهر ترامب مساء أمس بكل حماسة في أيوا ليحس محبيه على النزول بقوة للتصويت.
وفي رسالة نارية وججها أمام تجمع انتخابي حاشد، قال الرجل السبعيني المثير للجدل:" إذهبوا وصوتوا حتى لو كنتم مرضى بأشد المرض."
وأردف ممازحا:" لا يمكنك الجلوس في المنزل حتى لو كنت مريضا كالكلب...اخرج وانتخب حتى لو أدليت بصوتك ثم توفيت لاحقاً فالأمر يستحق ذلك".
فيما أثارت دعوته هذه كما تعل العديد من تصريحاته جدلاً على مواقع التواصل، بين من رآها من محبيه رسالة تحفيز قوية، وبين من وجه سهام الانتقاد له.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يكسب الرئيس السابق بسهولة ترشيح الولاية الواقعة بالغرب الأوسط الأميركي في أول اقتراع على مستوى البلاد، لخوض الانتخابات أمام الرئيس الحالي جو بايدن في نوفمبر المقبل، لاسيما مع تقدمه الواضح في استطلاعات الرأي.
إلا أن عدة تحديات تواجهه، في مقدمتها صقيع لم تشهده البلاد منذ عقود.
إذ سيتعين على ناخبي أيوا تحدي طقس هو الأكثر برودة في العصر الحديث، وسط توقع عواصف ورياح ثلجية وحرارة تصل الى 32 درجة دون الصفر.
ما اضطر ترامب ومنافساه الرئيسيان نيكي هايلي ورود ديسانتيس لإلغاء تجمعاتهم في ولاياتهم، في وقت تضاف التساؤلات حول حجم المشاركة اليوم.
إذ أطلقت بحقه إجراءات عزل أربع مرات منذ ترشحه الأخير، كما يُحاكم في نيويورك بدعوى مدنية بتهمة الاحتيال المالي.
وفي السياق، قال المحلل السياسي أليكس أفيتوم الذي عمل ضمن حملة الجمهوري جون ماكين للانتخابات الرئاسية في 2008 "إذا تمكنت جهود ديسانتيس الميدانية الكبيرة، يضاف إليها تقدم لنهايلي مؤخرا، من دفع ترامب دون 50 بالمئة بعدة نقاط، فسيكون ذلك أول مؤشر ذي معنى الى إمكانية هزيمته "، حسب ما نقلت فرانس برس.
وأضاف "لكن واقع تحول النمط، أي هزم ترامب، لن يحدث إلا إذا اتحد الآخرون في الساحة خلف مرشح واحد مناهض له".
لكن رغم كل الحديث عن مفاجآت، فإن انتخابات أيوا بعيدة من كونها تنافسية. فقد أظهر استطلاع جديد أجرته شبكة إن بي سي نيوز/دي موين ريجستر/ميدياكوم حصول ترامب على تأييد 48 بالمئة من المشاركين المحتملين في المجالس الشعبية (كوكس)، وتقدم هايلي إلى المركز الثاني لكن مع نسبة تأييد لا تتعدى 20 بالمئة فقط.
ويشارك في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أيضا عدد من المرشحين الذين حصلوا على نسب تأييد منخفضة في الاستطلاعات، من بينهم رجل الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية فيفيك راماسوامي، الذي وعد بأن يحل في المركز الثالث لكنه لم يتأهل للمناظرة التلفزيونية الثالثة.
وسيحضر الديموقراطيون في ولاية أيوا أيضا الإثنين المجالس الشعبية (كوكس)، وهي الاجتماعات التي يحضرها الأعضاء المحليون في حزب سياسي لتسجيل مرشحيهم المفضلين، لكنهم سيصوتون بالبريد في الفترة من كانون الثاني/يناير حتى آذار/مارس.
ومن المتوقع أن يهزم بايدن بشكل مريح الكاتبة ماريان وليامسون وعضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس.