• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 09:47:20
{دولية:الفرات نيوز} قال خبراء ووسائل إعلام يونانية اليوم الإثنين إن أثينا تواصل حملتها الدبلوماسية لمواجهة اندفاعة تركيا وراء الغاز والحد من تأثير الاتفاق الذي أبرمته في تشرين الثاني/نوفمبر مع حكومة الوفاق في ليبيا لتوسيع حدودها البحرية.

وقام وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس أمس الأحد بزيارات خاطفة الى شرق ليبيا ومصر وقبرص، سعيا وراء الحصول على دعم بمواجهة الاتفاقية العسكرية والبحرية الموقعة أواخر الشهر الماضي بين أنقرة وحكومة الوفاق.
ودعت اليونان الأمم المتحدة إلى إدانة الاتفاقية التي تسمح لأنقرة بالمطالبة بحقوق في المناطق الغنية بالمحروقات في البحر المتوسط، خاصة قبالة جزيرة كريت.
وقد أثار اكتشاف حقول غاز عملاقة في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة شهية العديد من الدول، من بينها تركيا التي تتولى سفنها التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص؛ ما أسفر عن توتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
وبعد جولة وزير الخارجية اليوناني مباشرة، أعلنت أثينا أنه سيتم توقيع اتفاقية بشأن خط أنابيب ”ايستميد“ بين اليونان وقبرص وإسرائيل في الثاني من كانون الثاني/يناير.
ومن المتوقع أن يجعل خط الأنابيب البالغ طوله 2000 كيلومتر الدول الثلاث حلقة وصل مهمة في سلسلة إمدادات الطاقة في أوروبا، وأن يعرقل محاولات تركيا توسيع سيطرتها على شرق البحر المتوسط.
من جهته، قال سوتيريس سربوس، أستاذ مساعد في قسم السياسة الدولية بجامعة ديموقريتس في تراقيا لإذاعة أثينا: ”هذه هي المرة الأولى منذ 20 عاما التي نلاحظ فيها مثل هذا النشاط“ الدبلوماسي لليونان.
وأثارت الاتفاقية التركية الليبية غضب أثينا التي طردت السفير الليبي في السادس من كانون الأول/ديسمبر.
ويقول محللون إن التقارب بين تركيا وليبيا هدفه تأمين دعم أحد حلفائها القلائل في المنطقة، حكومة الوفاق الليبية وعدم استبعادها من الاندفاعة نحو الغاز.
وقد أدت الهزائم العسكرية للحكومة الليبية بمواجهة الرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر، الذي تقترب قواته من طرابلس، الى الإسراع في توقيع الاتفاقية.
بدوره، قال أنتونيس كلابسيس، أستاذ مساعد في قسم الدبلوماسية بجامعة بيلوبونيز للتلفزيون اليوناني العام ان ”التحالفات تؤدي الى أحلاف مضادة“.
وتتخذ اليونان التي عادة ما تتجه إلى الاتحاد الأوروبي في القضايا الرئيسية، مبادرات هذه المرة من خلال إقامة تحالفات مع مصر وإسرائيل.
كما أن أثينا تعمل حاليا على تسريع المحادثات مع مصر بهدف تشكيل منطقة اقتصادية خالصة.
وتوقع أليكسيس باباخيلاس، رئيس تحرير صحيفة ”كاثيميريني“ من يمين الوسط، أن تكون ”الأشهر الأولى من عام 2020 صعبة بالنسبة للعلاقات اليونانية التركية“.
وكتب في مقالة اليوم الإثنين أن ”لحظة الحقيقة باتت أمامنا منذ أن بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصمما (…) على المضي قدما في مطالب أنقرة في بحر إيجه وفي شرق البحر المتوسط“.
وسيقوم رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس بزيارة رسمية للبيت الأبيض في السابع من كانون الثاني/يناير.
وقد أدان الدبلوماسيون الأمريكيون الاتفاقية التركية الليبية، لكن موقف الرئيس دونالد ترامب الذي عارض مواقف وزارة الخارجية في الماضي، لا يزال مجهولا.
وأضاف باباخيلاس ”إنه نوع من المواقف حيث تكتشف من هم أصدقاؤك وحلفاؤك الحقيقيون“.
وكان ستيليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة اليونانية قد صرح الأحد أنه ”من المهم للغاية أن تظهر دول هذه المنطقة عضلاتها في مواجهة استفزازات تركيا“.
كما قال أردوغان، الذي طالب مرارا بمراجعة المعاهدات الإقليمية السارية منذ عقود مع اليونان إن تركيا ”ليس لديها ترف“ الصمت حيال هذه القضية.
وتابع أردوغان: ”إن اليونان والدول التي تدعمها، اتخذت منذ فترة طويلة ترتيبات حتى لا تستطيع تركيا التمدد في البحر“.
وحذر قائلا: ”نحن الدولة التي لديها أطول ساحل على البحر الأبيض المتوسط، ونحن مصممون على حماية حقوقنا حتى النهاية وبكل الوسائل المتاحة لنا“.انتهى

اخبار ذات الصلة