المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
إذ كانت هذه السنة هي أطول سنة في التاريخ البشري، فقد استمرت 445 يومًا، أي أطول بـ 80 يومًا مقارنة بالسنوات المعتادة.
سنة غير اعتيادية
كيف حدث هذا؟ الجواب يكمن في التقويمات القديمة. في تلك الحقبة، كانت السنوات تُحدد وفقًا لمدة الدورة التي يقطعها كوكب الأرض حول الشمس، لكن نظم التقويم كانت تختلف بدرجة كبيرة عن التقويمات الحديثة.
كان التقويم الروماني قبل التقويم اليولياني مختلفًا بشكل كامل، حيث كانت السنة تتكون من أربعة أشهر فقط (مارس، يوليو، أكتوبر، ومايو)، وكل منها يحتوي على 31 يومًا، بينما كانت الأشهر الأخرى أقصر، تحتوي على 29 يومًا، مع استثناء غريب لشهر فبراير الذي كان يحتوي على 28 يومًا.
ونتيجة لذلك، كان التقويم يبتعد تدريجياً عن دورة الأرض حول الشمس، مما جعل بعض الأحداث الفلكية تحدث في تواريخ غير دقيقة، مثل حدوث كسوف شمسي في مارس 14 الذي تم تسجيله في يوليو 11.
وكان الحل المتبع لإصلاح هذا الاختلال هو إضافة "شهر بيني" يسمى "ميرسيدونيانوس" كل بضع سنوات لضبط التقويم، لكن هذا كان عرضة للاستغلال السياسي، حيث كان يمكن للمسؤولين تعديل السنة لأغراض سياسية، مثل تمديد فترة ولاية المسؤولين.
محاولة لتصحيح المسار
وفي عام 45 قبل الميلاد، حاول يوليوس قيصر إصلاح هذا الوضع من خلال إدخال التقويم اليولياني، الذي ضم يومًا أو يومين إلى نهاية الأشهر القصيرة، باستثناء فبراير. هذا التعديل جعل السنة تتكون من 365 يومًا، وهو ما أصبح معروفًا كقاعدة زمنية حتى العصر الحديث.
ومع ذلك، لم يكن العام 46 قبل الميلاد في مساره الصحيح بعد. لذلك، قام قيصر بإضافة أشهر إضافية إلى السنة لتصحيح هذا الاختلال، مما جعلها تمتد لمدة 445 يومًا، وهي أطول سنة في التاريخ. ولذا، أصبح عام 46 قبل الميلاد يعرف بـ "عام الفوضى" (Annus Confusionis).
