• Friday 26 April 2024
  • 2024/04/26 18:56:57
{تقارير: الفرات نيوز} من بابل أنبثق ورسالته القانون والسلام وطموحه الشعب والسيادة، فكان تحالف قوى الدولة الوطنية.

بابل كانت إختياراً لرمزية الدولة والحضارة والتاريخ والتنوع فالعراقيون يعرفونها جيدا كما يعرفها العالم كله فهي محطة التاريخ الإنساني المتنوع ومنها أشرقت بواكير المعرفة والحضارة وكانت مسلة حمورابي وشريعته عنواناً لها.

قوى الدولة أكثر من مجرد تحالف انتخابي بشعارات مرحلية وغايات انتخابية فهو من وإلى الدولة أمام اللادولة وخصم للسلاح المنفلت ومن فوق القانون.

ترأسه السيد عمار الحكيم سليل أسرة آل الحكيم بزعامة جمعت بين الحداثة والأرث الديني والمجتمعي العريق فهو شاباً بأفكاره وحكيم بأفعاله مع رؤية واعية للحاضر ومدركة للمستقبل ومستفيدة من الماضي.

تحالف منطقه الدولة فهو يقوى بها وينبذ من يقوى بضعفها، هدفه عبور المكونات كمساحة للتغيير وتعدد الخيارات من داخل النظام، ويكون العقد الإجتماعي مقدمة لعقده السياسي مع الحاجة الى من يشرك فئات المجتمع من الشباب ويعدل الدستور ويطوره بما يتناسب مع المرحلة.

قوى الدولة الوطنية آمن وأيقن تماماً بالتطور في فهم دول الإقليم لطبيعة الدور الذي يلعبه العراق فميله بإتجاه أي من المحاور سيغير معادلات المنطقة وهو خلاف ما يطمح له بلاد النهرين من علاقة منفتحة ومتزنة مع الجميع وهذا ما بات مفهوما من الكل بما فيهم فرقاء المنطقة.

الدولة القوية تنتج حكومة قوية وهي نتيجة محتومة للتحالف ولكل عاقل يحمل هم وطن مثخن بالجراح والهموم لكنه اليوم أمام مشهد ومرحلة سياسية جديدتان ومعطيات إقليمية ودولية مختلفة تبدأ من انتخابات نيابية مبكرة لا تفصلنا عنها سوى بضعة أيام.

وأمام هذه المتغيرات والتحديات الجسيمة أنطلق في 31 آب 2021 تحالف باسم قوى الدولة الوطنية الإنتخابي، فهو بلا شك – وفق محللين- سيكون رقما صعباً ومهماً في تحقيق أي توازن للعملية السياسية بل حتى في تشكيل الحكومة بغض النظر عن أرقام المقاعد النيابية وحساب التكتلات السياسية والأثنية وربما حتى الطائفية لاسيما مع استمرار التجاذبات وتشتت الشعارات والبرامج وتواصل الخصومات بين فرقاء العمل السياسي منذ 2003 وحتى اليوم.

أنه تحالف وعلى لسان رئيسه السيد عمار الحكيم "لتعزيز السيادة الوطنية والإرادة الجماهيرية الخالصة، بعيداً عن المحاصصة الحزبية والأجندات الفئوية الضيقة، وبعيدا عن الصفقات المشبوهة، والإتفاقات الوقتية المشلولة".

وبعين فاحصة للبعيد قبل القريب وللخصم بعد الصديق فان تحالف {قوى الدولة الوطنية} يتميز بتمثيله لقوى الإعتدال والوسطية والتدبير، والمتمسكة بالمواطنة والقانون والدولة التي ترفض التشدد والتطرف والتعنصر والإنغلاق.

فهو من القوى المنفتحة على جميع المكونات والشرائح والتوجهات ويشكل حلقة الوصل بينها والمؤمن بتمكين الشباب والكفاءات وحقوق المرأة فضلا عن امتلاكه تاريخاً مشرفاً يقود المساعي الجادة والمبادرات والمنجزات الواضحة والمشاريع الناضجة لبناء الدولة.

إنه تحالف لا يؤمن بعسكرة المجتمع والدولة، ولا بأجنحة موازية او منافسة للدولة.

وكغيره من التحالفات والكيانات والأحزاب له أهدافه الواضحة لكنها تختلف شكلاً ومضموناً فهو يدعم تقوية مسار الدولة وتطبيق القانون على الجميع وحصر السلاح بيد القوات المسلحة النظامية والوقوف بشجاعة بوجه الفساد وهدر المال العام وإبعاد العراق عن التخندقات الإقليمية والدولية وتعزيز السيادة الوطنية وإعادة الإعمار وتمكين الكفاءات الوطنية في مفاصل المؤسسات كافة.

ومن أهدافه أيضاً تحقيق النهضة الإقتصادية والعمرانية والتنموية الكبرى وتطوير النظام المصرفي وإقامة تحالف إقتصادي وثيق بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.

وكان تطوير التعليم والتعليم العالي وتفعيل دور النقابات المهنية والإتحادات ومنظمات المجتمع المدني في التنمية وبناء الدولة والنهضة الإقتصادية والعمرانية والخدمية واحدة من أبرز اهداف التحالف.

تحالف يدرك أهمية وبنظرة واعية في تصفير الأزمات والملفات العالقة مع دول الجوار والمنطقة والعالم وفق مبدأ الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة والأمن المستدام وأبرزها مشكلة المياه وترسيم الحدود وإنتهاك السيادة.

ولم تغب عنه أيضاً الإهتمام بقضايا العالمين العربي والإسلامي ولاسيما القضية الفلسطينية العادلة ليكون بذلك تحالفاً طموحه يتجاوز الهموم الداخلية - رغم أهميتها- ليسجل بصمة عراقية ثاقبة للأحداث المحيطة ببلاد الرافدين.

تحالف قوى الدولة لا يتوقف اليوم على نتائج الإنتخابات فحسب فما فائدة إمتلاك كتلة او تحالف كبير مع عدم إجادة الإدارة السياسية الواعية والمسؤولة، وما الفائدة المرجوة من تكتل سياسي او إنتخابي لا ينظر الى الأفق بروحية وطنية وعقل إستراتيجي مخطّط؟.

وبات لدى الجميع أمراً مؤكداً بانه لا يمكن مواجهة التحديات والأزمات وحفظ الحقوق وصون الحرمات ومنع الفساد وقطع أيدي السراق والمجرمين من دون دولة قوية شاء من شاء وأبى من أبى.

وحدد السيد عمار الحكيم رؤية وشروط تحالف قوى الدولة في دعمه لأي رئيس وزراء للحكومة المقبلة بعد الانتخابات المقررة في 10 تشرين الأول المقبل بغض النظر عن الأسماء والعناوين والهويات.

وأبرز هذه الشروط أن، يمتلك الشجاعة في إتخاذ القرار ومتابعة التنفيذ، ويتميز بالوطنية الجامعة لكل الإنتماءات فضلا عن إمتلاكه الخبرة السياسية والإدارية اللازمة لتحقيق الإنجازات وتكون لديه خطة ناجحة وواقعية بسقوف زمنية واضحة ومحددة وقادر على معالجة الأزمات بروح وطنية مسؤولة.

ولتحقيق تطلعات الشعب والناخب على حد سواء قدم التحالف الذي يمتلك رصيدا كبيراً من التاريخ والخبرة التي تؤهله لهندسة المرحلة المقبلة برؤية وطنية ودراية،  فقدم مرشحين لمجلس النواب من ذوي قوة وعزيمة وإرادة، كونه أدرى بالتحديات والفرص وأعرف بإمكانيات من حوله في المشهد السياسي العراقي.

وأعرب قوى الدولة - مهما كانت النتائج الإنتخابية- عن تطلعه وجهوده الى تشكيل حكومة قوية مقتدرة برجالها ومشروعها الخادم للشعب وللعراق، قادرة على مواجهة التحديات وإستثمار الفرص بلا مهادنه أو مجاملة على حساب الشعب أبداً.

ويبقى تحالف قوى الدولة الوطنية يمثل ضرورة في المرحلة القادمة للفرص التي يملكها في إحداث التغيير النوعي وإستعادة ثقة الجمهور بالنظام السياسي بعد الهزة الشعبية في ثقته بالانتخابات والعملية السياسية برمتها وتجسدت في انتخابات 2018 حيث سجلت أدنى مشاركة شعبية بعد سقوط النظام البائد في 2003 وتترجمت هذه النقمة الشعبية على الطبقة الحاكمة والقوى السياسية في خروج تظاهرات في تشرين 2019 التي أثمرت عن انتخابات مبكرة بتأييد ودعم من المرجعية الدينية العليا.

وستبقى الأيام القادمة حبلى بالأحداث لكنها لن تخرج عن توقعات وطموحات قوى الدولة في إستعادة الدولة لأحضان شعبها مهما كانت التحديات والصعاب.


عمار المسعودي

اخبار ذات الصلة