وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد موسى العبادي، في تصريح صحفي، أن منظومة الكهرباء الوطنية شهدت تراجعاً ملموساً في معدلات الإنتاج، بفعل انخفاض كميات الغاز المورَّد من الجانب الإيراني، ما أدى إلى تقييد عدد كبير من الوحدات التوليدية وخفض الإنتاج بنحو أربعة آلاف ميغاواط، فضلاً عن فقدان نحو ألف ميغاواط إضافي بسبب توقف الخطوط الأربعة الناقلة للطاقة الكهربائية من إيران.
وأشار العبادي إلى أن الوزارة، وعلى الرغم من هذه التحديات، لم تتلقَّ حتى الآن أي إشعار رسمي من الجانب الإيراني بشأن وقف الإمدادات، مؤكداً أن الانخفاض الحاصل في كميات الغاز يجري التعامل معه من خلال إجراءات فنية وتوزيعية تهدف إلى تقليل الضرر على المحافظات.
وبيّن أن معدلات الإنتاج تتأثر بشكل مباشر بتوفر الوقود، وأن الوزارة تواصل العمل على تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على الغاز الوطني كبديل ستراتيجي، مؤكداً أن الحكومة تمضي بخطوات عملية لاستغلال حقول الغاز المحلية، إلى جانب التوجه نحو نصب منصات عائمة لاستيراد الغاز عن طريق الموانئ العراقية.
كما أشار إلى أن الوزارة اتخذت سلسلة من الإجراءات الفنية والإدارية استعداداً لذروة الأحمال خلال الصيف الحالي، تمثلت بتحديث البنى التحتية في قطاعات النقل والتوزيع، وإنشاء محطات تحويلية جديدة، فضلاً عن معالجة الاختناقات وتوسيع الشبكات وتحسين أداء المنظومة بشكل عام. وأضاف أن هذه الجهود تصطدم بعائق رئيس يتمثل في تذبذب الإمدادات الغازية، ما يجعل استقرار الإنتاج مرهوناً بالوفرة الفعلية للوقود.
وفي هذا السياق، كشف العبادي عن خطوات متقدمة لإتمام الإجراءات الخاصة باستيراد الغاز من تركمانستان، في إطار السعي إلى إيجاد بدائل دائمة تضمن استمرار تشغيل المحطات الكهربائية بعيداً عن الاعتماد شبه الكلي على الغاز المستورد من جهة واحدة.
ويأتي هذا التراجع في وقت يتصاعد فيه الطلب على الطاقة مع دخول موسم الصيف، ما يعيد إلى الواجهة أهمية التسريع في مشاريع الغاز المحلي وتنفيذ خطط الحكومة لتنويع مصادر الطاقة وتأمين أمنها المستقبلي.