• Saturday 5 October 2024
  • 2024/10/05 14:18:50
{بغداد: الفرات نيوز} برزت الصين في العقود الأخيرة كقوّة اقتصاديّة تمثّل نقطة ارتكاز مالي لاقتصادها الثابت، إن كان محلياً، أو كقوة قطبية واجهت الأنظمة الرأسمالية والعقوبات التي فرضت عليها وقارع اليوان في كثير من الأحيان الدولار.

وبعد الحروب التي لحقت في بعض الدول في الآونة الأخيرة، وماخلفته من كوارث اقتصادية أدت لانحدار المخطط البياني في عملات هذه البلدان إلى أدنى المستويات، وخصوصاً سوريا واليمن والعراق ولبنان، برزت الصين كمساعد أول من خلال فتح طريق التجارة متحدية في ذلك كل العقوبات التي فرضتها أمريكا.

فهي قدمت المساعدات الإنسانية لسوريا والعراق من خلال إرسال المواد الغذائية اللازمة لسد حاجات الشعب، وأيضاً عمقت سبل التبادل التجاري مع العرب.

وارتفعت تدريجياً معدلات التجارة بين الصين والدول العربية خلال العقد الماضي، لتصل إلى 1190  مليار دولار في العام2012، حيث تتّجه فيه الصين إلى تكريس نفسها كدولة قطبيّة عظمى.

العراق كان له النصيب الأكبر من الشراكة الصينية، حيث سعت بكين إلى زيادة التقارب مع بغداد من خلال الدخول في شراكات تجارية ضخمة معها، فالعراق يمثل سوقًا ضخمة للبضائع والصناعات الصينية.

ليس فقط ذلك، بل وفي نفس السياق، تقوم الصين بتقديم الدعم للعراق في العديد من المجالات، ومنها التعليم، حيث تعهدت الصين بتقديم دورات تدريبية للمعلمين، وإرسال المساعدات الكبيرة في محاولة للضغط على واشنطن لرفع التصعيد على بغداد.

وبعد العراق وسوريا يأتي اليمن ولبنان والعديد من الدول العربية التي كانت بمثابة السوق الأكبر الذي وسعت الصين بواسطته تجارتها من خلال طرح منتجاتها، وحافظت من خلاله على قوامها الإقتصادي كقوى مالية عظمة واجهت الحصار الأمريكي.

إلى أن بدأ وباء كورونا بالانتشار، والخوف الكبير الذي انتشر في العالم من مجرد السماع بكلمة "الصين"، وبعد أيام قليلة انخفض اليوان مقابل الدولار، وصدر في أحد المواقع الأمريكية أن هذا الفيروس سوف يطيح بالإقتصاد الصيني، وخصوصا مع امتناع آلاف الناس من السفر إلى الصين، وأيضا كما قرأت من تقارير اقتصادية كثيرة أن التجار قرروا الإستعاضة عن المنتجات الصينية بمنتجات أخرى حتى لو كان على حساب المربح (على اعتبار أن هناك فروق كبيرة بينها وبين المنتجات الأخرى من ناحية السعر وحتى الجودة).

حتى أنه ومن خلال الإطلاع على معدل طلبات موقع علي بابا الصيني، للتسوق عبر الإنترنت، نجد أنه منذ الإعلان عن الحالة الأولى فقد انخفض الطلب لأكثر من 80%، وهي نسبة كبيرة جداً ومع قادم الأيام ستكون هناك كارثة اقتصادية للصين إذا اعتبرنا موقع علي بابا مجرد مثال ليس أكثر.

ويرى باحثون ومختصون أنه من الخطأ أن يحدث هكذا، أولاً إن هذا الفيروس هو فيروس تاجي لاينتقل عبر الملابس أو القطع الإلكترونية، ويموت أثناء الطهي بدرجات حرارة مرتفعة، مثل كل الفيروسات التي من نفس مواصفاته، وهذا ما أكده عبر مواقع التواصل الدكتور فهد الحضيري، المتخصص في الخلايا السرطانية، وأوضح أن تعميم فكرة انتقال الفيروس من خلال البضائع القادمة من الصين "وسوسة ومعلوماتها خاطئة".

كما يجب أن يكون هناك حملة توعية على درجة عالية من الحرفية، حيث أفادت رويترز في هذا الصدد أن "مقياس الخوف" لدى المستثمرين الأوروبيين، وصل لأعلى مستوياته منذ الثالث من ديسمبر كانون الأول، مما أدى إلى تراجع الأسهم الأوروبية 2% اليوم الاثنين وهو معدل كبير نسبيا.

ويعتبر للعامل النفسي دور كبير إما بإنخفاض الإقتصاد الصيني أو إثبات أن الناس على خطأ من خلال التركيز على طرق ردع الخوف لديهم، وبالتالي المحافظة على أكبر شريك للعرب اقتصادياً. انتهى

محمد المرسومي

اخبار ذات الصلة