• Friday 11 October 2024
  • 2024/10/11 11:25:10
{بغداد:الفرات نيوز} حير أساتذة الجامعات والمدارس كلمة "الوحش" التي اطلقها مجموعة من الطلبة على نظام التعليم الالكتروني بعد اعلان وزارتي التربية والتعليم العالي العمل بموجبه طيلة فترة الحظر الوقائي جراء جائحة كورونا والاستمرار عليه في السنوات المقبلة.

وألقت أزمة الوباء بظلالها على قطاع التعليم؛ إذ دفعت المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية لإغلاق أبوابها تقليلا من فرص انتشاره، وهو ما أثار قلقا كبيرا لدى المنتسبين لهذا القطاع، وخاصة الطلاب المتأهبين لتقديم امتحانات يعدونها مصيرية كالصفوف المنتهية والمراحل المنتهية في الجامعات فضلا عن الدراسات العليا؛ في ظل أزمة قد تطول.
كل هذا دفع بالمؤسسات التعليمية للتحول إلى التعلم الإلكتروني (E-Learning)، كبديل طال الحديث عنه والجدل حول ضرورة دمجه في العملية التعليمية؛ خاصة بعد أن تأثرت العملية التعليمية بشكل مباشر بأتمتة الصناعة وتطور تكنولوجيا "الذكاء الصناعي"، وكذلك ثورة تكنولوجيا المعلومات التي اقتحمت معظم أشكال حياة الإنسان وأصبحت جزءا أصيلا منها.
وبحسب الدراسات والبحوث العالمية فان التعليم الالكتروني اثبت انه وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات، ويجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم، حيث تستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها.
وهذا ما أكدته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بأن تبني اسلوب التعليم الإلكتروني جاء نتيجة للظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق، معتبرة انه بديل مؤقت عن التعليم الاعتيادي.
واوضحت الوزارة في بيان لها ان الهدف من تبني التعليم الالكتروني في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العراق والعالم لتواصل ربط الطلبة والأساتذة مع العملية التعليمية وهذا يتوافق مع ما قامت به جميع المؤسسات الاكاديمية العالمية، مؤكدة ان المنظمات الدولية كاليونسكو والاسيسكو عدته خياراً ناجحاً.
ولاشك ان التعليم في العراق مر بأزمة تشمل كافة مقوماته من الكادر التدريسي والطلبة إلى النظام التعليمي والمناهج الدراسية ووسائله والمستلزمات إلى الأنظمة الإدارية وغيرها، ولتطوير الواقع التعليمي في العراق نجد الحاجة ملحة لهكذا نوع من التعليم، وبحسب دراسات وتجارب من الجامعات والمؤسسات التي استخدمته فان التعليم الالكتروني سوف يوفر الوقت والجهد والمال بصورة كبيرة جدا.
لكن طلبة الجامعات والمعاهد لم يتقبلوا فكرة التعليم عن بعد حتى اللحظة، فيما وصف البعض منهم التعليم الالكتروني بـ"الوحش" لعدم استيعاب المواد الدراسية من خلاله وهذا ما أكدته الطالبة شهد ليث في جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة اذ قالت {للفرات نيوز} ان" اغلب الطلبة يواجهون صعوبة بالغة في التعامل مع هذا البرنامج وآلية تنصيبه، وحتى بعد تنصيبه لا نعرف ما الذي يريده الأستاذ ولا نفقه شرح المواد"، كاشفة عن" عزوف الكثير من الطلبة عن تلقي الدروس من خلال هذه المنظومة".
فيما أعربت ليث، عن" استغرابها من تحديد بعض المواد الامتحانية بعد منتصف الليل، علماً ان بعض الطلبة لا يمتلكون خدمة الانترنيت في منازلهم، ويستعينون بالجيران لغرض المواصلة في تلقي الدروس"، واصفة إياه بـ"الوحش الذي لا نعلم ماذا يريد ومتى ينهي علينا!".
د.ورود ناجي العارضي استاذة بجامعة بغداد كلية اللغات ردت على هذا الوصف بعجز الطلبة على تقبل واقع هذه البرامج والية التعامل معها وأوضحت، ان" تطبيق البرامج الخاصة بالتعليم الالكتروني يختلف من أستاذ الى آخر فانا استعمل عدة برامج لتسهيل استيعاب الطلبة للمواد جميعها تصب في قالب واحد وهو التعليم، واعمل على تصوير المحاضرات على اليوتيوب ومن ثم التقي معهم على برنامج ميت {صوت وصورة} بعدها اجري الامتحان اليومي للطلبة".
وأشارت الى ان" الأساتذة لهم دور كبير في تقبل الطلبة الدروس عبر هذه البرامج فالبعض منهم لا يعمل سوى على تقديم محاضرة ورقية على CIassroom وينهي واجبه المكلف به".
من جانبها اعتبرت طالبة الهندسة آية حسين التعليم الالكتروني "فاشل" نسبة للمواد التي يحملها هذا التصنيف من الجامعات وتقول" التعليم الالكتروني يعد من الانظمة الفاشلة في العراق بسبب ضعف شبكة الانترنت وفضلاً عن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر، اذ يواجه طلبة الهندسة معضلة في مواصلة التعليم عبر الانترنت لصعوبة المواد التي تحتاج الى شرح دقيق، ونخشى ضياع الخيط والعصفور {مثل عراقي يقال عن الشخص الخاسر}".
وهذا ما أكده الأستاذ الجامعي في محافظة النجف الاشرف، عادل الجباري، عند حول نسبة نجاح هذا المشروع مقارنة مع الظروف المؤثرة على واقع الطالب العراقي" انها تجربة جديدة وكل تجربة خاضعة للنجاح والفشل، وهناك تهديدات تتعلق بإمكانيات نجاح المشروع منها ضعف النت والامكانيات المالية للطلبة بالإضافة الى عدم حصولهم على تكنولوجيا مناسبة للتعليم عن بعد مثل تخلف بعض أجهزة الطلبة".
وزاد الجباري" بعض الأساتذة وأثناء تسجيل محاضراتهم في منازلهم تعرضوا لضوضاء المحيط مثل بائع {ماء RO} الذي التصق صوته مع شرح المحاضر وظلت صرخاته على طول المحاضرة او موسيقى بائع الغاز، مما اضطر بعضهم لتسجيل المحاضرة في الليل مع مشاكل اضطراب الانارة".
من المستغرب ان تشكو الكوادر التدريسية التابعة لوزارة التربية من الامر ذاته بعد اعلانها إطلاق منصة "نيوتن" للتعليم الالكتروني، مشيرةً إلى أن المنصة ستقدم دروساً تفاعلية بشكل مجاني لجميع الطلبة وسوف تحد من التدريس الخصوصي بالإضافة الى تعويض الطلبة والتلاميذ عما فاتهم من الدروس، لاكمال المنهاج.
وصفت المعلمة ميسون الخالدي من بغداد المنصة بـ"الفاشلة لطلاب مراحل الابتدائية كون التجربة جديدة عليهم ناهيك عن الظروف التي مر بها العراق من حروب ودمار فمن الصعوبة البالغة استيعاب هذه الشريحة للمواد عبر هذه المنصة، قائلة" كان الاجدر بالوزارة انهاء الدوام المزدوج وبناء مدارس جديدة وايفاء حق الطالب بتوفير ابسط المستلزمات المدرسية كالرحلة والقرطاسية وغيرها من الأمور التي أصبحت في طي النسيان".
ومن المؤكد أن الأزمة التي واجهت القطاع التعليمي -بسبب تفشي فيروس كورونا- دفعت التعلم الإلكتروني نحو الواجهة، فغدا خياراً لا بديل عنه (إلا في حالة انعدام البنى التحتية)، وسيواجه المعلمون تحديات كبيرة لمواكبة هذا التحول المفاجئ، إلا أنه بالتخطيط المناسب يمكن التغلب على كثير من العقبات.
يبقى هناك سؤال مهم يدور في خلد الكثيرين، ألا وهو: هل سيستمر زخم التعلم الإلكتروني فيما بعد كورونا، أم إنه سيخبو وتعود الأمور إلى مسارها السابق؟ تتعدد الآراء هنا بين من يظن -أو ربما يتمنى- أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، ومن يعتقد أنه لا رجعة عن التعلم الإلكتروني الذي طال انتظار التحول إليه بشكل أكبر. انتهى
وفاء الفتلاوي

اخبار ذات الصلة