{بغداد : الفرات نيوز} دعا المرجع الديني السيد محمد تقي المُدرّسي، القيادات السياسية في العراق وعموم بلاد المسلمين، الى مراجعة ومحاسبة ومراقبة انفسهم حتى تكون سياستهم ومواقفهم مبنية على بصيرة ورؤية واضحة تصب في مصلحة البلاد والشعب، محذرا اياهم من الوقوع في مطب {الولاء والقاء المودة} الى اعداء الله والوطن، وربط انفسهم وتكتلاتهم ومواقفهم بمصالح واجندات خارجية تبحث عن مصالحها على حساب مصالح العباد والبلاد. وقال المرجع المدرسي، في كلمته الاسبوعية التي القاها بجضور حشد من الوفود والاهالي بمكتبه في كربلاء المقدسة والتي افتتحها بالتدبر في مطلع سورة {الممتحنة} ، بحسب بيان له تلقت وكالة {الفرات نيوز}اليوم الاحد، نسخة منه ان "هذه السورة المباركة هي سورة الامتحان الصعب و تبين مسائل مهمة ومحورية على الانسان الحذر واليقظة والانتباه فيها، وهي قضية الحب والبغض والمودة والتولي والتبري، حيث ان على الانسان أن يراقب نفسه ويحاسبها، فيمن يحب وفيمن يبغض، وفي اتجاه يكون حبه وبغضه، وممن يتبرء ولمن يتولى". واوضح في هذا السياق أن "علينا كمسلمين أن "نُتُبُصّـر و نعرف زماننا وحالة واوضاع العالم اليوم وسياساته مواقفه حتى لانقع في المحظور، وذلك لأن {العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس} كما يقول الحديث عن أهل البيت عليهم السلام، فمن يفتقد هذه المعرفة بزمانه يتيه". وفي هذا السياق وبشأن الاوضاع في العراق قال المدرسي "نقول لأخواننا في العراق اجمعوا كلمتكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ، اجتمعوا ، اتركوا حالة أنًّ كل مجموعة سياسية او أحد منكم يتصل ويرتبط بدولة خارجية ويحصل منها على بعض الدعم وإلامكانات ثم يفرق بين ابناء الشعب ويضرب الشعب بعضه ببعضه، فهكذا ارتباطات ودعم تعرفون انها لاتتم بلا مقابل، بل لمصالح وغايات، فأحذروا وعودوا ، هكذا تكتلات لا تنفع بلدنا ولا احدا منكم، ارجعوا الى رشدكم ارجعوا الى قضاياكم وشعبكم ، اجتمعوا على مصلحة البلد، نعرف ان هناك بلدان واطراف في هذا العالم وكل واحد عنده رأي و مصلحة له يسعى دائما لتحقيها، ولكن لماذا هذا او ذاك يكون اسير رأيهم ومصالحهم ؟!،انتم يجب أن تكون عندكم مصلحة واستراتيجية بلدكم العراق هي الاولى". وتابع المرجع الديني ان "البلد بحاجة الى عقلاء يجلسون، يفكرون،يخططون لبناء ومصلحة شعبهم وبلادهم قبل كل شيىء ، والناس حينها يثقون بهم ويسمعون كلامهم "، واضاف متسائلا " فيااهل العراق اليس فيكم رجال حكماء، علماء ، تسمعون كلامهم ، ترجعون اليهم؟ يكفينا هذه التوترات والاضطربات، نحن بحاجة الى استقرار ، شعبنا بحاجة الى أن يتذوق طعم الحياة والامن والراحة، حتى لا نصبح كما حال الجزيرة العربية قبل الاسلام، شعارنا الخوف ودثارنا السيف، كما يقول الامام امير المؤمنين سلام الله عليه، يكفي هذا التشتت والتخبط و عدم وضوح الرؤية والخلخلة الأمنية". واستطرد مؤكدا أن "الحل الامني صحيح أنه مهم ولكنه وحده لا يكفي لأي بلد من البلاد و في اي مكان في العالم، هناك حلول سياسية، حلول لجمع الكلمة تشارك بها فئات المجتمع ومؤسساته، دينية مرجعية وحوزوية، ثقافية وعشائرية، ومفكرين واساتذة جامعات وغيرهم، والعراق فيه ركائز قوية ذلك، فلماذا دورها مُغيب، اين حكماء هذا البلد اين المفكرون والمصلحون؟ هل انقرضوا مثلا؟! كلا طبعا، هم موجودون وبوفرة ولكن للاسف هناك نوع من الفصل بينهم وبين اصحاب القرار في الامور السياسية والاقتصادية وغيرها، واصحاب القرار هولاء لانقول عنهم مثلا انهم خبثاء والعياذ بالله، انما هم اشبه بالمصابين بالدوار والصداع وهناك من عمل ويعمل على جعلهم كذلك بطرق واسباب عدة بحيث جعلوهم امام قضايا وعُقد ومشاكل يومية ،وباتوا كأنهم يملكون حلول واضحة موجودة لكن لا ينتبهون اليها.. لذا عليهم أن ينتبهوا و يراجعوا انفسهم ويتوكلوا على الله تعالى ويجلسوا ويخططوا ويفكروا بجد .. وهذه الايات القرآنية مصابيح هدى وضياء لمن استضاء بها ، فنسأل الله تعالى ان يمنحهم البصيرة و الرؤية الصحيحة ويستفيدوا من اهل البصائر والعلماء والعقلاء جميعا في هذا البلد ليوحدوا صفوفهم ويجمعوا كلمتهم ويتخذوا القرارات الصائبة وليضعوا استراتيجية واضحة لهذا البلد".انتهى.
- الوقت : 2012/02/06 03:55:26
- قراءة : ١١٬٩٠٠ الاوقات