تثير العبارات المخطوطة على السيارات من قبل اصحابها والتي تحمل طابعاً هزلياً استغراب المواطنين ، وتركت آثاراً سيئة لدى البعض وتكون لدى البعض الآخر مضحكة ومثيرة للسخرية ، وأضحت سمة الغرابة متفاعلة مع كل من كانت هوايته جلب انتباه الآخرين واستراق النظر حول مركبته بغض النظر عن مخالفته القانونية فضلا عن الاخلاقية .
البعض يدافع ويروج لمثل هذه العبارات ، فيما رأى اخرون استغربوا الحالة وعدوها أخلالاً بالذوق العام بالاضافة الى الجانب القانوني لها.
إذ قال مهيمن الانباري يعمل سائق في احد الحافلات إن " اوضاع البلاد متذبذبة وما يكتبه البعض على مركباتهم نابعة من تصوراتهم وميولاتهم بموازاة المتغيرات في البلد ، فأنا على سبيل المثال كتبت عبارة (الفراري احسن من حالي ) على مركبتي نتيجة لما امر به من معاناة في الشارع والعيش في بطالة مقنعة جعلت ظروفي اشد حرجاً مما كنت عليه قبل عام 2003".
ونوه مهيمن بالقول الى إن" أغلب العبارات المخطوطة على السيارات ليست صحيحة ، ولكن الانسان يحتاج الى المزاح تارة والى الهدوء تارة أخرى ، وقد تجبرنا الظروف على إفساح المجال لدخول مثل تلك المسائل الى معتركنا الحياتي ".
ياسر شاكر ’ صاحب مركبة طويلة كتب على جانبها الخلفي عبارة "گلب گلب وين وين" سألناه عن ماذا تعني تلك العبارة ولماذا يروج لها ، فأجاب " هذه العبارة مستوحاة من أمثال او أغاني تعني بالحب والشوق ، وعند رؤية تلك العبارات تبعث بنفس المشاهد نوع من البهجة فضلاً عن انها لاتخدش بذوق الاخرين".
سائق آخر كتب عبارة "الغيارة .. اصيدج .. اصيدج" على مركبته "الكيا" ، ذكر إن "تلك العبارة تجعلني اتسابق مع بقية السيارات ، ولا احد يستطيع اللحاق بي ، وإن هذا الامر قد يثير استغراب البعض لكن لا يعني الاساءة لهم بأي حال من الاحوال" .
ولم تقتصر تلك العبارات على مسائل العشق والغرام فحسب بل تعدت الى امور ارتبطت بالهاجس العراقي ، وبدلاً من أن تكتب عبارة "سترك يارب" او "يا الله دخيلك" ، كتبت عبارات تتناغم مع أمزجة وخواطر تشير الى حالات الغرام وطول الامل .
ابو سارة (محمد الجوراني) سائق "متقاعد" وصف العبارات الحالية على السيارات بأنها ابتزازية وتخل بالذوق العام ، وشدد على ضرورة محاسبة مروجيها قانونياً ،إذ قال " كنا في السابق نكتب عبارات تحفظ المركبة وسائقها من الحوادث او الحسد ، ولكن في هذه الايام نرى اصناف العبارات خصوصاً التي تخدش بالذوق العام موجودة على السيارات ، وهذا ما يدعو الى الخجل لما وصلت اليه بعض الاذواق التي لا تراعي اذواق الآخرين ".
ودعا ابو سارة مديرية المرور العامة بوضع الضوابط واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تلك الظاهرة ، ومحاسبة كل من لا يلتزم بالتعليمات وتغريمه".
ولم ينتاب الشعور بالخجل او الامتعاض كل من رأى العبارات المكتوبة على السيارات فحسب بل أنتقل الى النساء ، وأصبحن يتحاشن المركبات ذات الكتابات "غير المألوفة" .
مريم أحمد طالبة في كلية التربية ابن الهيثم جامعة بغداد انتقدت تعاطي سائقي المركبات مع العبارات الموجودة في مركباتهم ، وقالت " كنا نأمل من آثار التغيير الذي طال الحياة العراقية بعد سقوط النظام السابق أن يصحح الاذواق ويثير حالة من الوعي والنضوج لدى البعض ، ولكننا وجدنا الحرية قد انحرفت عن مسارها الصحيح لدى بعض الأشخاص ، ليترجم فهمها الخاطئ حرفياً على خلفيات المركبات بالعبارات المسيئة للذوق العام ".
وأشارت مريم الى إن " عبارات (أكبر واصير همر ) و(صايرة كتل على ابو الحلاوة) و(اموت بكية ولا اعشك بنية) ، وغيرها الكثير من العبارات (المتدنية) دفعت الكثير من النساء الى الحذر من أصحاب تلك المركبات".
و سألنا الباحث الاجتماعي نصير جلوب الخزعلي عن ظاهرة انتشار العبارات الغريبة على السيارات وتأثيراتها على المتلقي فأجاب إنه " مجرد مشاهدة تلك العبارات على خلفيات السيارات ينتاب المتلقي نوعاً من الضحك للأول وهلة ومن ثم يشعر بالتذمر والامتعاض من هكذا أفعال تبعث على السخرية ، بل وان بعض العبارات المخطوطة على السيارات تخدش بالحياء ، لذلك فأن على الأجهزة المختصة محاسبة كل من يروج لتلك العبارات تجنباً من الدخول في ظواهر أخرى لاتنسجم مع عادات وتقاليد المجتمع العراقي ".
من جانبه أكد مدير اعلام مديرية المرور العامة العميد نجم عبد جابر إن " الكتابات الموجود على نوافذ وأبواب السيارات هي مخالفة للقانون كونها تلهي السائق وتشغل بقية السواق الآخرين فضلاً عن أنها السياق الأخلاقي والقانوني".
ولفت الى إن " تنفيذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين متوقفة بالوقت الراهن ، ومن المؤمل تطبيقها في المستقبل".
وأخيرا ًفأن ما فهمناه من خلال استطلاعنا لآراء الجهات الرسمية والمواطنين عن تلك العبارات التي حرص أصحابها على الاعتزاز بها ليس في أنفسهم فحسب, بل على خلفيات مركباتهم هو الاخلال بالذوق العام ، وإثارة جملة من التساؤلات حالما أعين الناظرين تقع على تلك العبارات المثيرة للاستغراب والاستهجان في ذات الوقت ./انتهى
- الوقت : 2011/11/04 20:56:28
- قراءة : ٤٧٬٧٢٣ الاوقات