وقال الكاظمي في كلمته خلال قمّة جدّة للأمن والتنمية: "نلتقي اليوم وسط تحدّيات إقليمية ودولية حساسة، وأيضاً وسط آمال وتطلعات أن تثمر جهود التعاون ومدّ جسور الثقة وتغليب لغة الحوار".
واضاف: "كان للعراق بتعاون جيرانه وأصدقائه وأشقائه دور أساسي في محاربة الإرهاب والانتصار على تنظيم "داعش"، ولكن لا يزال أمامنا طريق إضافيّ لاقتلاع جذور الإرهاب".
وتابع: "ينبغي تعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوضع ستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله عبر التعاون الأمنيّ المشترك وتبادل المعلومات والخبرات"، مبيناً أن "تداعيات الأزمة في أوكرانيا تتطلب تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد الحلول السـريعة، وتوحيد المساعي لضمان الأمن الغذائي لشعوبنا وتأمين إمدادات الطاقة".
ولفت الكاظمي الى ان "منطقة الشـرق الأوسط تضررت بصورة ملموسة من تبعات؛ التغيير المناخيّ، وأزمة المياه، ومخاطر التصحّر، مضافاً إلى ذلك كلّه التحديات الصحية إثر ظهور وانتشار الأوبئة مثل جائحة كورونا".
واشار الكاظمي الى ان "عمر النظام الديمقراطي الدستوري في العراق يقترب من العقدين، عقب عقود من الدكتاتورية، وهذه الديمقراطية الناشئة لا تزال تتقدم رغم التحديات والأزمات الكبيرة".
واكمل الكاظمي: "لا تزال هناك مصاعب سياسية بعد الانتخابات، وهي تؤكد الحاجة للحفاظ على مبادئ الديمقراطية في الحياة العامة، وهو مسار يستلزم المزيد من الوقت وتراكم الخبرات".
واضاف: "بعد أن تجاوزنا مرحلة طرد تنظيم "داعش" من أرضنا، أمسكت قواتنا العسكرية والأمنية بالملف الأمني، وهي تتطور بشكل مستمر لحفظ أمن العراق ومقدرات شعبنا"، مبينا أن "العراق يسعى إلى تعزيز بيئة الحوار في الشرق الاوسط، ويعتبر أن أجواء التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين جميع الأشقاء في المنطقة تخدم بشكل مباشر مصالح شعبنا كما تخدم مصالح كل شعوب المنطقة".
واوضح ان "اللقاءات والمؤتمرات الثلاثية التي جمعت العراق بجمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية قد انتجت رؤيةً مشتركةً لفتح مديات التعاون والتكامل في مجالات مختلفة".
وتابع: "كان مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة معبراً عن الروابط التأريخية التي تجمع بين كل دول المنطقة. وقد خطى العراق ودول مجلس التعاون الخليجي خطوات مهمةً لتمتين علاقاتهم الرامية إلى تحقيق التكامل في مختلف المجالات".
ولفت الى انه "من هذا المنطلق، أبرمنا اتفاقين للربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية ومع دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن ماضون في الربط الكهربائي مع الأردن ومصر".
وبشأن الحوار والشراكة في المنطقة بين الكاظمي ان "العراق ماض بهذا المنهج بما يصب في مصلحته الوطنية ومصلحة المنطقة بشكل عام"، كما اكد دعم "العراق مسار الحوار والمفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن المنطقة، وجعلها منطقةً آمنة بما يصبّ في مصلحة دول المنطقة والعالم بأسره".
وبشأن القضية الفلسطينية اكد الكاظمي انه "تبرز أولوية إيجاد حلّ شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يلبّي الطموحات والحقوق المشـروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة وقف جميع الإجراءات العدوانية والانتهاكات والاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني".