• Saturday 23 November 2024
  • 2024/11/23 15:53:07
{بغداد: الفرات نيوز} حللت خلية الخبراء بمجال الأمن أوجه الشبه بين انفجار مرفأ بيروت الكارثي يوم الثلاثاء الماضي وبين انفجار وقع في قاطع عمليات سامراء جنوبي محافظة صلاح الدين عام 2015 خلال معارك التحرير ضد عصابات داعش الارهابية.

وذكر بيان للخلية تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه، "على الرغم من إنَ جميع الادلة تؤكد ان انفجار مرفأ بيروت كانَ بسبب احتواء العنبر 12 على كمية كبيرة من مادة نترات الامونيوم وهذا مايؤكده فعلاً بخار أكاسيد النيتروجين الذي ظهر في الانفجار الثاني على شكل دخان كثيف احمر الى بني محمر".
وأضاف "بالإضافة إلى المصادر الرسمية التي تؤكد تفريغ 2750 طن من هذه المادة كانت على متن سفينة متوجهة الى افريقيا عام 2013 ، لكن يجب معرفة أمر هّام، مادة نترات الامونيوم مادة غير قابلة للانفجار!، فلماذا غير قابلة للإنفجار".
وتجيب الخلية عن هذا السؤال بالقول "تنقسم المتفجرات الى قسمين فئة أولية تنصعق بالاشتعال بلهب أو شرارة أو صدمة أو أي مصدر أو وسيلة تعطي حرارة كافية وفئة ثانوية تحتاج إلى صاعق وإلى معزز خبراء المتفجرات يطلقون عليه تسمية (محرض)!".
وبينت، ان "نترات الامونيوم لا يمكن ان تنفجر بدون محرض، فحتى عند احتراقه لا ينفجر دون خلطه بمواد مُحرضة وانما سيستمر بالاحتراق دون حدوث عصف وضغط مدمر حيث لو تم خلط هذه المادة من كمية كبيرة ومع مادة محرضة وظروف مناسبة كدرجة حرارة عالية {وهذه جميع الظروف كانت حاضرة بإنفجار بيروت} ستتولد موجة انفجارية ضخمة تُقدر بـ 2500 متر في الثانية، ومن المهم أيضاً معرفة ان نترات الامونيوم رغم امكانية استخدامها بصناعة المتفجرات لكن بكميات صغيرة لا تنفع لذلك لا يُفضل استخدامها في صناعة الصواريخ او القنابل بظل وجود مواد اكثر فاعلية".
وبالعودة الى انفجار مرفأ بيروت تقول خلية الخبراء انه يمكن "الجزم بوجود مادة ثانية كانت موجودة في نفس المستودع وهذه المادة واضحة في الانفجارات الصغيرة المتسلسلة في البداية التي حدثت قبل الانفجار الكبير والتي كان يتصاعد منها دخان ابيض ورمادي وليس احمر، وقد تكون هذه المادة في المستودع هي المادة المحرضة على انفجار نترات الامونيوم" مؤكدة "من الصعب تحديد نوع هذه المادة التي كانت في المستودع و التي قد لوثت نترات الامونيوم وتفاعلت معه لتكوين مزيج من مادة عالية الانفجار دون أجراء عملية فحص ميداني لبقايا المواد العالقة".
وأشارت الخلية الى ان "انفجار بيروت يُعيد الى الأذهان انفجار حدث في عام 2015 خلال معارك تحرير غرب سامراء وثقته كاميرا لحظة انفجار عجلة حمل مفخخة تحمل أطنان من المتفجرات كان يقودها انتحاري استهدف تقدم القوات العراقية، وصنع هذا الانفجار ذات صورة انفجار مرفأ بيروت وبعثت بخار اكاسيد النيتروجين وهذا ما يؤكد ايضا ان هذه المفخخة كانت تحمل كمية كبيرة من مادة نترات الامونيوم".
ولفتت الى ان "التنظيمات الارهابية ومنها داعش كانت تستخدم نترات الامونيوم بكثرة بسبب توفرها بالاسواق باعتبارها مادة تجارية غير ممنوعة، لكن كانوا يقومون بمعامل التفخيخ بخلطها بمواد مُحرضة على الانفجار تعمل بمثابة الصاعق، ومن اهم هذه المواد هي {أزيد الرصاص} و{ازيد الفضة} و{بروكسيد الهكسامين}. 
وعن السحابة البيضاء فسر الخبراء العراقيون بالقول ان "هذه السحابة التي تكونت بعد أجزاء من الثانية في انفجار بيروت والتي يمكن مشاهدتها ايضاً في انفجار سامراء، وقام الكثيرون بتسميتها بسحابة الفطر النووية او اختراق حاجز الصوت وراحوا يحللون على ان الانفجار هو نووي!".
وأوضحوا "ما هي الا ظاهرة فيزيائية تحدث نتيجة ضغط موجة الانفجار الذي يؤدي الى تكثف الرطوبة في الهواء مع عامل بخار الماء المتولد اساساً من التفاعل الكيميائي لنترات الامونيوم مع الحرارة الذي يبعث أكاسيد النيتروجين وبخار الماء، وتصعد هذه السحابة الساخنة الى أعلى وتنصدم بطبقة الغلاف الجوي الباردة وترتد مكونة حلقة كبيرة تتلاشا بعد لحظات، ويساعد هذه الظاهرة الرطوبة العالية لمنطقة انفجار مرفأ بيروت المطل على البحر والطقس الممطر في الانفجار الذي حدث في سامراء".
وخلاصة التحليل فانه توصل الى ان "انفجار مرفأ بيروت لم يكن بسبب هجوم جوي وانما حادث داخلي قد يكون مُفتعل او عرضي أدى لنشوب حريق في المستودع وكذلك الاهمال وسوء تخزين مادة نترات الامونيوم مع مواد محرضة على الانفجار في مكان واحد".
عمار المسعودي
 

اخبار ذات الصلة