• Sunday 12 January 2025
  • 2025/01/12 14:45:39
{دولية: الفرات نيوز} بدأ ناجون من حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق من مدينة لوس انجلوس الأميركية في العودة إلى منازلهم بعد إجلائهم منها في الأيام القليلة الماضية، على أمل أن تكون منازلهم قد نجت من أسوأ آثار الدمار.

وبدلا من ذلك، لم يجد كثيرون منهم سوى أبنية مدمرة وأنقاضا وذكريات محتها الحرائق.

وقالت السلطات الأميركية إن حرائق الغابات، وهي واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب كاليفورنيا على مر تاريخها، أودت بحياة 10 أشخاص على الأقل منذ الجمعة وألحقت أضرارا كلية أو جزئية بأكثر من 10 آلاف مبنى.

وتُظهر صور جوية لبعض الأحياء ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا منازل محترقة بالكامل، وكأنها منطقة حرب.

وعبر بعض الناجين عن سعادتهم بعد أن نجوا من هذا الدمار، لكن كثيرين آخرين يذرفون الدموع على فقدان منازلهم وسط مخاوف بشأن مستقبل مليء بالشكوك.

وفي حي مكون من 60 منزلا دمرها الحريق في باليساديس، لم يجد ريك ماكجيج في مزرعته القريبة من متنزه ويل روجرز الحكومي سوى تمثال للسيدة مريم العذراء جلبه للمكان عندما انتقلوا إلى هناك في عام 1998.

ووصف ماكجيج (61 عاما) لرويترز نجاة التمثال بأنه "نعمة لا تصدق" في وقت عصيب، وقال إن 6 منازل فقط في حيه نجت من الحرائق، وإن "كل شيء آخر عبارة عن رماد وأنقاض".

وعلى الرغم من تراجع قوة الرياح الجمعة، يتواصل انتشار النيران في لوس أنجليس التي غطى دخان كثيف سماءها، إذ لا تزال الحرائق الرئيسة التي أوقعت ما لا يقل عن 11 قتيلا خارج السيطرة في هذه المدينة الكبيرة في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وقال أورين ووترز لوكالة فرانس برس من أمام منزله المتفحم في مدينة ألتادينا شمال لوس أنجليس "هذا أشبه بنهاية العالم. هذا أمر لا يمكن تصوره".

وقضى 11 شخصا على الأقل في الحرائق، وفق حصيلة جديدة أوردتها السلطات. ولحق دمار هائل بأجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من عشرة آلاف مبنى بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض إن المشهد "أشبه بساحة حرب وعمليات قصف".

لكن تراجع قوة الرياح الجمعة من شأنه أن يساعد الإطفائيين في مكافحة النيران في حين ما زالت خمس حرائق رئيسية نشطة.

وقال خبير الأرصاد الجوية مايك وافورد "نشهد حاليا تراجعا طفيفا لقوة الرياح، وأشار إلى أن الرياح ستنحسر بشكل كبير مساء السبت.

مع ذلك، فإن الظروف، مع الجفاف الشديد والرياح التي يُتوقع أن تعود لتشتد، لا تزال تثير القلق.

وفي أنحاء المدينة الكبيرة في كاليفورنيا، أخلى مئات الآلاف منازلهم، وإزاء عمليات النهب المتزايدة في المناطق المنكوبة أو التي تم إخلاؤها، فرضت السلطات  الجمعة حظر تجول في باسيفيك باليسايدس وألتادينا يسري من الساعة 18,00السادسة عصرا حتى السادسة صباحا، كما نُشرت وحدات عسكرية.

وقبل هذا القرار كان مواطنون قد عمدوا لتسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم، وقال حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم "لنكن واضحين، لن نسمح بعمليات النهب".

وهدأت قليلا الرياح التي بلغت سرعتها أحيانا 160 كيلومترا في الساعة حاملة الجمر في الأجواء على مسافة كيلومترات. لكنها لم تخفت تماما فيما التلال تعاني جفافا حادا جدا. وقالت السلطات إن الظروف "لا تزال خطرة جدا".

وقد تكون كلفة هذه الحرائق، الأعلى المسجلة حتى الآن، لتصل قيمة تقديرات الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار.

على الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة مصدر الحرائق، إلا أن هناك انتقادات وُجّهت للسلطات على خلفية مدى استعدادها واستجابتها.

ودعا حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم الجمعة إلى إجراء "مراجعة مستقلة كاملة" لخدمات توزيع المياه في المدينة. وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى بأنه "مقلق جدا".

وقالت رئيسة الإطفاء كريستين كرولي، نقلا عن فرانس برس، إن فرق الاطفاء ما زالت تعاني نقصا في العديد والموارد والتمويل.

ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت بسبب مكافحة النيران.

وأثرت الحرائق في النشاط السينمائي في هوليوود، فقد توقف تصوير أفلام ومسلسلات عدة فيما أغلق متنزه "يونيفرسال ستوديوز" الترفيهي في هوليوود.

وأرجئ إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار إلى 19 كانون الثاني بدلا من 17 منه فضلا عن مراسم توزيع جوائز النقاد التي كان يفترض أن تقام الأحد، كما أرجئت أحداث رياضية سيما مباراة كرة سلة لفريق لوس أنجليس ليكرز.

والرياح التي تهب راهنا معروفة باسم "سانتا آنا" وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا، لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ عام 2011، بحسب خبراء الأرصاد الجوية.

وتشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة. ويشير علماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.

اخبار ذات الصلة