{بغداد:الفرات نيوز} اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان سيرة السيد الشهيد محمد باقر الصدر يستخلص منها ضرورة التسلح بالوعي على كافة الاصعدة من اجل بناء مسلم قادر على مواكبة العصر ومتغيراته . وقال السيد عمار الحكيم في كلمة له القاها نيابة عنه الشيخ حميد معله خلال حفل تأبيني اقامه المجلس الاعلى بمناسبة شهادة السيد محمد باقر الصدر "اننا نجتمع هنا في مثل هذا اليوم في الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين لشهادة المرجع الكبير الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه وهي ذكرى تتجدد معها في كل عام مشاعر الحزن على فقدان الرمز الانساني الكبير وتتجدد ايضا الرؤى فيما قدمه خلال حياته الشريفة من عطاءات كبيرة من خلال فكره وقلمه ونتاجه المعرفي او من خلال سلوكه واخلاقه العملية التي باتت معروفة لدى الجميع". وأضاف ان " البحث في حياة شهيدنا العظيم واسع ومتعدد الجوانب بدون شك لكننا هنا نحاول التركيز على جانبين من سيرته الصلبة نرى انهما على غاية كبيرة من الاهمية وهما رؤيته من خلال سيرته العملية لبناء الانسان المسلم والجانب الثاني رؤيته لدور الشهادة واثرها في بناء الامة واخراجها من حالة الصمت والخنوع الى حالة الثورة". وتابع "على الصعيد الاول نستخلص من سيرته ايمانه بضرورة التسلح بالوعي على كافة الاصعدة من اجل بناء مسلم قادر على مواكبة العصر ومتغيراته وتقلباته ومتطلباته وهو وعي يمتد من فهم الرسالة الاسلامية وتاريخ الرسالة وسيرة الرسول والائمة المعصومين عليهم السلام الى فهم حركة التاريخ وسير الحضارات والامم والشعوب الى فهم الواقع الحاكم في عالم اليوم " واوضح "اما على صعيد المحور الثاني فاننا لا نجد صعوبة كبيرة في اكتشاف ان الشهيد رضوان الله عليه كان قد وضع نفسه عمليا مشروعا للتضحية في سبيل المشروع العظيم الذي امن به ففي سيرته التي عرفناها انه كان يعتبر الشهادة طريقا لاحياء الامة من غفوتها وتحرير ارادتها وقد وضع نفسه في مواضع الخطر في مواطن كثيرة وهي مواضع كادت تعجل بانهاء حياته في اوقات مبكرة ". واشار الى "اننا لا ننسى العمل الكبير الذي قام به في لبنان في اواخر الستينات دفاعا عن المرجعية الدينية المتمثلة انذاك بالامام السيد محسن الحكيم {رض} فقد كان ذلك العمل يعد مخاطرة كبيرة على حياته في عهد اشتداد المواجهة بين حزب البعث الصدامي وبين المرجعية الينية لقد قام بذلك الجهد الكبير والمخاطرة الكبيرة وهو يعلم انه سيعود الى بلده وان حزب السلطة سوف لن يتركه وشأنه ولكنه كان مقتنعا ان الدفاع عن المرجعية وحفظ كيانها من الاخطار التي باتت تواجهها تستحق ان يدفع حياته ثمنا لها "، مشيرا الى انه "هذا ماعبر عنه في احدى رسائله الوجدانية التي بعث بها الى الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم يعزيه بفقدان الامام الحكيم ورحيله الى بارئه عز وجل ". ولفت الى انه "مرة اخرى يعود السيد الشهيد الى مشروع الاستشهاد فيقرر الخروج الى الصحن الحيدري الشريف في ايام حصار الامام الحكيم {رض} ليعلن من هناك الى الامة ضرورة النهوض لمواجهة السلطة الغاشمة وكان يعتقد ان قيامه بهذا العمل سيدفع بالسلطة الى قتله في الصحن الشريف وان دمه الطاهر سيكون محركا للامة للخروج من الخوف ولتتحرر اراتها وتنهض مدافعة عن كرامتها ". وذكر انه"من باب نقل الاراء عن كتاب فلسفتنا مثلا نذكر ماقاله الدكتور اكرم زعيتر المفكر اللبناني المعروف حيث قال عن الكتاب بعد صدوره {هذا الكتاب قرأته في تأمل بل درسته دراسة في كدح ذهن زجهد فكر..وتساءلت حين شرعت قرائته بل دراسته عن مؤلفه من{محمد باقر الصدر}؟وعلى من يعود ضمير الجمع المتكلم في فلسفتنا وانتهيت من الكتاب الى اليقين بان السيد محمد باقر الصدر علامة مدركة غزير الاطلاع يجيد الكر على الخصم ويحسن الدفاع وقد حملني كتابه على ان اصفه في صف الفلاسفة والاسلاميين وفي ائمة المتكلمين وعلى الاعتقاد انه بوفرة علمه وقوة حجته ينزل المنزل التي تجيز له ان يجعل عنوان كتابه فلسفتنا}". وونوه الى ان "شهيد المحراب الخالد اية الله الشهيد محمد باقر الحكيم {قده} كان حامل المشروع الذي اطلقه الشهيد الصدر ومتبنيا له ومثقفا عليه ومعبئا ما فتئ في خطاباته وتوجهاته عن التذكير بذلك المشروع والتمجيد بالشهيد الصدر والدور الريادي الذي تصدى له ". واكد "اننا اليوم بحاجة ماسة لقراءة واعية لهذا المشروع وتقييم واقعنا العراقي على اساسه لنجد المسارات الواضحة التي تعزز فينا هويتنا الاسلامية وانتمائنا الوطني وانفتاح بعضنا على الاخر وبناء الدولة العصرية الناجحة التي تحقق العدالة والاعمار والازدهار وتكافئ بين المواطنين وتطمئن الجميع وتسهم في رفع الظلم والحرمان الذي لحق بابناء شعبنا منذ امد طويل ".انتهى