{بغداد: الفرات نيوز}اعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري ان ما تبقى للكويت بذمة العراق من اموال التعويضات بسبب غزو النظام السابق لها يبلغ 17 مليار دولار "مشيرا الى ان بعضهم يرى ضرورة استثمارها في العراق و"نحن نتقبل كل الافكار الخاصة بالتعويضات حتى لو تم الطلب بتسديدها". وقال في تصرح صحفي ان العراق بدأ يستعيد موقعه ومكانته تدريجيا "وان كانت هناك مشكلات سياسية وتوترات وخلافات لكن مبدأنا يقوم على ان معالجة تلك الخلافات يكون من خلال الحوار والنقاش والدستور والمؤسسات دون اللجوء الى القوة والسلاح". واضاف انه بعد عام 2003 (سقوط صدام) فان أي طرف واحد او حزب واحد لا يستطيع ان يحكم العراق "بل لابد من مشاركة وائتلاف وتعاون ونحتاج الى فترة للتأقلم مع حكم الاغلبية والمعارضة وغيرها". وردا على سؤال عما اذا كانت التجاذبات السياسية لاتزال تعيق قدرة انفتاح العراق على جيرانه والاشقاء والاصدقاء قال زيباري ان السياسة الخارجية في اي بلد هي انعكاس لوضعه الداخلي فاذا كان الوضع الداخلي قويا فهذا يعني ان السياسة الخارجية قوية. واضاف انه في بعض الاحيان تؤثر السياسة الخارجية على الوضع الداخلي مشيرا الى مساعي المسؤولين في بلاده لتوظيف الوضع الخارجي لخدمة الوضع الداخلي في عدد من المسائل. وقال ان العراق ذهب في السابق الى جامعة الدول العربية وطلب عقد مؤتمر للوفاق والمصالحة العراقية مشير الى ما احدثه المؤتمر من تأثير على الاطراف المتنازعة "حيث كانت تلك المرة الاولى التي يجلس فيها رئيس جمهورية العراق وحكامه وقياداته مع معارضين متهمين بالقتل اليومي". واوضح ان "هذا هو المبدأ الذي طرحناه لمعالجة الوضع في سوريا وانه لابد ان يكون هناك حوار تحت سقف الجامعة العربية وتناقش الحكومة مع المعارضة افضل السبل للخروج من الازمة". واشار الى ذهاب القيادة السياسية العراقية الى السعودية ومنظمة التعاون الاسلامي "وجمعنا كل قيادات الشيعة والسنة في مكة في رمضان لاصدار وثيقة مكة". وذكر ان احدى اهم مشكلات العراق هي من يمثل الحكومة مشيرا الى ضرورة التعامل مع المواقف الرسمية والتصريحات الصادرة عن جهات حكومية عراقية وعدم الاعتداد بصريحات تصدر عن أشخاص غير مسؤولين لديهم توجهات او خلفيات معينة. وقال ان رسالة العراق في اجتماع اللجنة المشتركة اليوم ستكون مساعدة الكويت له حتى يأتي اليوم الذي يذهب فيه البلدان معا الى مجلس الامن لابلاغه بايفاء العراق بالتزاماته تجاه الكويت. ونفى زيباري ما يثار في شأن طموح العراق الدخول كعضو فاعل في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي مؤكدا ان العراق قريب من دول المجلس جغرافيا واجتماعيا وثقافيا الا انه لم يطلب الانضمام الى منظومة مجلس التعاون سابقا ولن يطلب ذلك مستقبلا. وقال ان العراق ودول المجلس "شركاء وربما حلفاء ومتعاونون لكن مبدأنا في العراق يقوم على اساس عدم الانضمام الى اي محور ضد محور آخر او معه" . واضاف "نتحسس حقيقة من هذا الموضوع ونرى ان العراق مقتدر وغني وعنده من الامكانات ما يمكنه من ان يكون حليفا وشريكا وقويا من اجل الخير وليس من اجل الشر". واضاف ان قوة العراق لا تتمثل في قوة جيشه من حيث الاسلحة والصواريخ بل في تماسكه في الداخل وعطائه في الخارج واندماجه مع محيطه العربي والاقليمي وتقدمه. وافاد بان العراق كان دائما يمتلك الامكانات التي تؤهله لان يكون قوة في المنطقة لكنه كان يفتقد الحكم الرشيد "وهذا ما نحاول تصحيحه لانه مع وجود الحكم الرشيد العادل والمنتخب فان العراق لا ينقصه اي شيء اقتصادا وبشرا وامكانات". واشار الى اجتماع (5+1) الذي يستضيفه العراق في ال23 من شهر مايو المقبل مبينا انه لا يقل عن مؤتمر القمة العربية في اهميته الدولية ومعالجته لقضية من اخطر القضايا حساسية وهو الملف النووي الايراني. وقال ان عقد الاجتماع في العراق وفي هذا التوقيت يؤكد استقلالية القرار العراقي وان العراق يمكن ان يكون جسرا بين امريكا واوروبا وايران وكذلك بين ايران والدول العربية الشقيقة اذا ارادت ذلك. واضاف ان العراق يعول بشكل كبير على النتائج التي سيخرج منها الاجتماع على دول مجلس التعاون وعلى المواجهة او التصعيد مبينا ان نقل مكان الاجتماع من اي دولة اوروبية الى بغداد وجعله قريبا من نبض المنطقة امر مهم جدا. انتهى