{بغداد:الفرات نيوز} اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم ان طريق بناء دولة ديمقراطية عصرية عادلة يمر من خلال بناء مجتمع مدني فعال ومنظمات مدنية اجتماعية. وقال السيد عمار الحكيم خلال كلمة القاها في المؤتمر الوطني الاول لقادة وناشطي المجتمع المدني تابعه مراسل وكالة {الفرات نيوز} اليوم السبت "اليوم اصبحت المنظمات غير الحكومية لاعبا اساسيا في توجيه السياسيات العالمية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والخدمية وغيرها حتى المساعدات والخدمات التي تقدمها هذه المنظمات فاقت بكثير مساعدات بعض الدول ذات السيادة". واشار الى انه "لم يقتصر دور المنظمات غير الحكومة على توجيه وتصحيح مسارات المنظمات الحكومية في تقديم خدماتها للمجتمع وانما اصبحت شريكا ومكملا في بعض المجالات الحيوية". واضاف انه "في المناطق التي يضعف فيها او ينعدم الظهور الحكومي فإن منظمات المجتمع المدني نراها حاضرة وبفاعلية كبيرة لانجاز المتحقق على يد المنظمات غير الحكومية التي كانت سببا للاجتماع العالمي الذي يعقد سنويا"، مبينا "لقد قامت مؤسسات المجتمع المدني في العراق بدور كبير بعد سقوط الدكتاتورية وذلك من خلال حركتها الدؤوبة في المجالات لنشر الوعي المجتمعي بالقضايا الاساسية للشعب العراقي وفي مقدمتها تحقيق السلم الاهلي وتعزيز المشاركة السياسية والدفاع عن حقوق المراه والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة والدور المهم الكبير للاغاثة الانسانية وتوفير متطلبات اساسية لفئات عانت من التهميش والعنف". واوضح ان "الحاجة مازالت ملحة وكبيرة في دور هذه المنظمات في العمل المجتمعي وان ينظم عملها بقانون يحميها من التدخلات الحكومية او الاخضاع لسلطة مؤسسات الدولة ووضع تعليمات خاصة ينظم عمل تلك المنظمات بقانون مما يسهل عملية تسجيل المنظمات في دائرة المنظمات غير الحكومية في الامانة العامة لمجلس الوزراء والتي اصبحت شاقة ومعقدة وتأخذ اشهر طويلة من الوقت والجهد لحين تسجيل منظمة من المنظمات، وقد ندعو احيانا لان نغير اسم المنظمة حتى تحظى بشروط وتكييف القانون الذي وضعته الحكومة الموقرة في اجهزتها المختصة". ودعا السيد الحكيم الى "تخصيص نسبة من الموازنة العامة للدولة لدعم انشطة هذه المنظمات بشرط ان تكون فاعلة وذات مصداقية في التعامل مع تحديات المجتمع وتقديم الخدمات الملموسة وليس منظمات تحمل الاسم ولكنها تفتقد الى برنامج حقيقي كما نصت المادة {45} من الدستور العراقي على ذلك". ولفت السيد الحكيم الى "تأسيس مفوضية عليا مستقلة لمنظمات المجتمع المدني تكون هي الراعية والمسؤولة عن ادارة شؤون هذه المنظمات وتقديم التسهيلات والخدمات المطلوبة لها وزرع ثقافة التعامل واحترام الادوار بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني وردم الهوة والتقاطع فيما بينهما". واكد السيد الحكيم ان "الديمقراطية الناشئة في العراق تحتاج الى جهود هذه المنظمات والتي تعمل بروحية المجتمع وبدافع الطوعية الانسانية بعيدا عن البيروقراطية والفساد الاداري لتدل بذلك على توفير روح المبادرة في الابتعاد عن المسايرة". وبين ان "مشروعنا للدولة العصرية العادلة يعتمد بشكل اساس على تقوية اركان المجتمع المدني والى تبني مشروع الدولة العصرية العادلة وهو مشروع وطني كامل يرتكز على الاصالة والحداثة والتنمية والتعددية ويأخذ بنظر الاعتبار خصائص ومميزات المجتمع العراقي بكل طوائفه وقومياته وتوجهاته السياسية". وتابع ان "الدولة التي تكون السيادة للقانون والادارة قائمة على اختيار الشعب العراقي وخصائصة المجتمعية دولة المشاركة لا المناكفة والصراع لا الشراك والفخاخ دولة احزاب الدولة لا دولة الاحزاب والمحاصصة"، منوها إلى ان "زيادة الوعي الجماهيري بامكانية هذه المنظمات والدور المناط بها يعد التحدي الاول للطبقة والنخب المثقفة الساعية لتعميق والممارسات الديمقراطية". ونوه الى انه "لاحظنا ان العقد المنصرم شكل قفزة نوعية في قدرات المجتمع المدني وساعده في ذلك التطوير العلمي الكبير في الاتصال والتواصل واتساع نطاق الانظمة الديمقراطية". وختم السيد الحكيم بالقول "هذا دوركم في بناء هذا البلد تحملوا المسؤولية وخذوا هذا الدور على عاتقكم وسنعمل جاهدين معا على توفير كل المتطلبات وتقييد الاسباب ومعالجة المعوقات التي تقف بوجه هذا الطموح الكبير".وعقد صباح هذا اليوم السبت في مكتب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيدعمار الحكيم الوطني المؤتمر الاول لقادة وناشطي المجتمع المدني وبحضور الامين العام لمجلس الوزراء علي العلاق وعدد من مسؤلي واعضاء مجلس النواب والناشطين في مؤسسات المجتمع المدني .انتهى