{بغداد:الفرات نيوز} تقرير:وفاء الفتلاوي.. لجأت ارامل وفتيات في العراق الى بعض جوانب الحياة العامة منذ وقت غير قصير واشتركت في نواحي عديدة من مجالات العمل لاعالة وحماية اسرهن وانفسهن من الفقر والانحراف عن شريعة الدين الاسلامي، الى جمع النفايات وحمل الاكياس الثقيلة على ظهورهن والتسول من خلال بيع المناديل الورقية والحلويات والعمل في المصانع ومعامل الطابوق بين لهيب النار وسحابات الدخان الاسود الذي يعتصر صدورهن بعد ان امتلأت حزنا وغيضا لفقدهن المعيل لاسرهن في عمليات الارهاب والحروب الماضية. فتيات بعمر الورود وارامل تقشرت وجوههن بفعل حرارة الشمس وبرد الشتاء، لم يجدن ملاذا امنا للخلاص من الفقر والحرمان والحفاظ على العفة والشرف سوى سلوك هذه الطرق الوعرة بعد ان شبعن من الخطب والهتافات في زمن الضمير الانساني الحي. وتقول الارملة ام احمد وهي امرأة لم تتجاوز الاربعين من العمر لوكالة {الفرات نيوز} "اعمل ومنذ اربع سنوات على جمع العلب المعدنية للمشروبات الغازية وحملها على ظهري والذهاب لبيعها عند احدى المصانع الصغيرة لغرض توفير بعض المال لاشتري بها طعاما لاولادي الستة". واضافت "استلم راتبا من الرعاية الاجتماعية الا انه لا يكفي حتى سد قوت ربع عدد اولادي في شهر واحد فقد قتل اباهم من قبل العصابات الارهابية واصبحت انا الام والاب لهم والمعيل الوحيد لسد افواه جائعة تحتاج الحياة". فيما اكدت سعاد تلك الفتاة التي لم تبلغ سن الرابعة عشر من عمرها "انني ابيع الحلويات واحيانا امسح زجاج السيارات لمساعدة امي المسكينة التي تعمل على جمع النفايات منذ فترة طويلة وهي تعاني من الم الروماتزم الشديد". واضافت "ليس لي اخ يعيل الاسرة نحن ثلاث اخوات وانا الأكبر سنا بينهن أحاول التماسك بين الحين والاخر واسير بين السيارات ويتملكني دائما شعور بالخوف ان تصدمني احداها او اتعرض الى التحرش"، مشيرة الى "انني لو كان لي اب يحميني ويحمي امي المسكينة ماكنت انا الان وسط الشارع". من جانبها اعتبرت الناشطة الاعلامية صبيحة شبر بأن العصابات المسلحة الارهابية وراء تزايد اعداد الارامل في العراق، قائلة "تتزايد يوما بعد يوم أعداد الأموات بفعل القتل العشوائي، الذي تقوم به العصابات المسلحة ضد ابناء العراق، ومن اجل تأخير مسيرة البلد نحو التطور والتقدم، ونتيجة القتل المخطط له والمدروس ضد الكفاءات العراقية المخلصة، القادرة على بناء العراق، وتضخم ظروف انعدام الامن {رغم التحسن الملموس في التقليل من العمليات} مما سبب سقوط الاف الضحايا، من الرجال العراقيين، تاركين وراءهم النساء الارامل العاجزات عن تدبير القوت لأولادهن، والقائمات بدور الاب والام معا ،لتنشئة الابناء الذين فقدوا الوالد الراعي والمعيل". ودعت الجهات المعنية الى "انصاف تلك النسوة من هذا العناء والتعب الذي انهكهن طيلة سنين مضت للحفاظ على ماتبقى منهن لتربية ابنائهن بسلام وامان وضمان اجتماعي". من جانبها بررت النائبة سوزان السعد بقاء المرأة العراقية بهذا الوضع الى التشريعات وتأخيرها حيث قالت "ان المرأة العراقية تحتاج جملة من التشريعات للنهوض بواقعها الاجتماعي والمعاشي"، مشيرة الى انه "وللاسف لم تتوفر الاجواء المناسبة لزج هذه التشريعات والتي من اهما كيفية احتضان الارامل والمطلقات خاصة وان هناك شريحة كبيرة تعاني". فيما القت عضو لجنة المرأة والطفولة هدى سجاد والاسرة مسؤولية تردي واقع المرأة العراقية على "مخلفات النظام السابق والتداعيات والظروف التي يمر بها البلد مما ادى الى تراجع المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص لان المرأة تحمل عبء ثقيلا حتى بوجود المعيل في الاسرة". واضافت انه "لمناهضة العنف ضد المرأة يجب تفعيل الخطة الستراتيجية الوطنية التي تعدها وزارة الدولة لشؤون المرأة، ومثل هذه الستراتيجية التي تنبني على عدد من المسوحات وعدد من الاحصائيات لدى الجهات المعنية وتقارير للامم المتحدة يجب علينا الخروج بتشريعات وقوانين خاصة بالمرأة العراقية التي سيؤمن الغطاء لها ودفعها الى الامام". واشارت الى انه "لا توجد احصائية حكومية تؤكد عدد الارامل والمطلقات في العراق". فيما تفيد تقاير الامم المتحدة الاخيرة نقلا عن مسؤولين عراقيين ومنظمات مدنية ان ما بين {90-100} امرأة عراقية تترمل كل يوم نتيجة اعمال القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة في العراق، ويقول مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية من جنيف، ان هذه الارقام قد تكون اقل مما هي في الواقع اذا اخذنا بنظر الاعتبار جرائم القتل الخفية التي يتعذر تسجيلها واحصاؤها. لكن المكتب ينقل عن سجلات وزارة شؤون المرأة في العراق ان هناك 300 الف ارملة في بغداد وحدها الى جانب 8 ملايين ارملة في مختلف انحاء العراق حسب السجلات الرسمية. فيما أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق أن في العراق أكثر من 600 ألف أسرة تعيلها أرامل، نسبة كبيرة منهن عاطلات عن العمل، وهي النسبة الأعلى بين الدول العربية. وجاء في تقرير حديث أصدرته الأمم المتحدة ضمن أطار مشروع البرنامج الإنمائي لتمكين المرأة اقتصادياً أنه " خلال العقود الثلاثة الماضية التي تخللتها حروب ونزاعات وعنف وعقوبات وحروب أهلية، كان على المرأة العراقية أن تتحمل أعباء مضاعفة كبيرة لملء الفراغ". عايدة شريف وكيلة وزير حقوق الانسان قالت إن" المرأة العراقية عانت وتعاني الآن أكثر، وان عدد الأرامل يتزايد بنحو يبعث على القلق فمع هؤلاء النسوة أطفال فكيف سيتسنى لهن إعالتهم وهن اللواتي لم يخرجن يوما إلى العمل؟ واقصد في حديثي ربات البيوت اللواتي يشكلن نسبة كبيرة من الأرامل". وأضافت "إن وزارتي المرأة وحقوق الإنسان قصرتا كثيرا بواجباتهما تجاه هؤلاء النسوة ولم تحركا ساكنا"، مشيرة الى أن" هناك ثمانين امرأة عراقية ترملن في يوم واحد فقط نتيجة أعمال العنف التي استهدفت القوات الأمنية والآمنين في بيوتهم". فيما دعت مؤسسات دينية في النجف الاشرف الى اعتبار الاول من صفر يوما اسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة وقالت في بيان لها انه"تمر علينا ذكرى الاول من صفر يوم ادخال سبايا ال محمد {صلى الله عليه واله وسلم } الى الشام لتبعث في قلوب المسلمين اعمق مشاعر الولاء لرسول الله واله الحزن على انتهاك حرمته في اهل بيته عليهم السلام". واضافت اننا"اذ نستذكر هذا اليوم الذي لن يمحى من ذاكرة الاسم ندعو عامة المسلمين واتباع اهل البيت وأوليائهم الى احياء هذا اليوم واستحضار قيمه الحافلة بالمأسي والمصاعب والمفعمة بالثبات وقوة الايمان الذي عبرت عنه الحوراء زينب عليها السلام في خطابها العظيم الذي اطلقته في اليوم الاول من صفر امام الطاغية يزيد وهو يستعرض سبايا ال محمد ويحتفل بقتل الحسين عليه السلام بقولها الى الله المشتكى وعليه المعول فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك امدنا ولا ترحض عارها وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد وجمعك الا بدد يوم يناد المناد الا لعنة الله على الظالمين". وحمل البيان "القوى الدولية والإقليمية التي لهاد يد في الصراع الدموي الخطير القائم في سوريا مسؤولية المحافظة على مقدسات المسلمين وفي طليعتها مرقد السيدة زينب عليها السلام فان ضمائر المسلمين واحرار العالم لا تسمح ان تسبى زينب ابنة محمد وعلي عليهما السلام من جديد". ودعا "كل امرأة مظلومة تتعرض للعنف الى استحضار قيم الاسلام التي جسدتها الحوراء زينب عليها السلام رمز كل امرأة معنفة "محذرة"كل ظالم لا يراقب الله في ظلم امرأة انه مهما طغى وتجبر فانه لا يعدو خندق يزيد واذنابه". وشدد البيان ان"على كل المعنيين بشأن المرأة في العراق والعالم العربي والاسلامي الى اتخاذ اليوم الاول من صفر يوما مناهضا العنف ضد المرـأة وفق قيم الإسلام النبيلة وتشريعاته العادلة".انتهى2