{بغداد:الفرات نيوز} ..تقرير مرتضى سعيد الخزعلي.. لايفصلنا سوى يوم واحد وندخل عام 2013 و لو رجعنا قليلاً الى الوراء لرأينا خلال الاشهر القلائل وبالتحديد بعد الانسحاب الامريكي من البلاد حيث تمكن العراق من تحقيق انجازات واسعة على صعيد علاقاته الاقليمية والدولية بفعل تحرك الدبلوماسية العراقية على اكثر من صعيد لازالة المخاوف لدى البعض من عراق ما بعد عام 2003 وكذلك الصورة التي عرفت بها البلاد في عهد النظام البائد.
ونجحت الدبلوماسية العراقية في خلق صورة جيدة للعراق والعراقيين عند جميع الشعوب من خلال قيادييها الذين استطاعوا إن يلعبوا دورا كبيرا نتيجة اعتمادهم على سياقات حضارية مرنة و بالجهود والاجتهاد والتحرك الحيوي والمثمر في المحيط العربي والعالمي حيث حققوا انجازات مهنية ووطنية مهمة كان صداها الأخير هو اعطاء الضوء الأخضر لانعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد. والبداية كانت من شهر اذار حيث انعقدت القمة العربية في بغداد وبدأت في العاصمة بغداد أعمال القمة العربية الثالثة والعشرين، بمشاركة 21 دولة عربية وحضور عشرة زعماء عرب اضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل إحسان الدين أوغلو. وشدد "إعلان بغداد" الذي اقره قادة الدول العربية وممثلوهم في ختام اعمال القمة الالتزام بالتضامن العربي وتسوية الخلافات العربية بالحوار البناء وأشاد بالتطورات والتغييرات السياسية التي جرت في المنطقة العربية وبالخطوات والتوجهات الديمقراطية الكبرى التي ذكر البيان أنها رفعت مكانة الشعوب العربية. وكانت الجلسة الافتتاحية للقمة حيث ألقى قادة الوفود المشاركة كلماتهم وانعقدت القمة العربية في العاصمة بغداد والتي تعتبر الحدث الدولي الاكبر الذي تنظمه البلاد منذ أكثر من عشرين عاما حيث سبق للعراق ان استضاف القمة العربية عام 1990 . واستطاع العراق من خلال استضافته للقمة العربية من خلال إستراتيجية مدروسة أسهمت بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول التي قطعت علاقاتها مع العراق واسهم بإزاحة التوترات وخلق أجواء مريحة بين المسؤولين العراقيين والعرب والأجانب من خلال خلق صورة ايجابية عن العراق الجديد الذي يريد العودة إلى المحافل العربية والعالمية ويعيد دوره الريادي في جميع الميادين. وفي شهر ايار الماضي لم تقتصر انجازات العراق الدبلوماسية فقط عند انعقاد اجتماع القمة العربية وانما استطاع ان يعقد مؤتمر مجموعة اجتماعاتها الــ{5+1} في العاصمة العراقية بغداد بشأن برنامج طهران النووي والتي تضمنت ثلاثة جولات من المباحثات. وعقدت مجموعة دول الـ{5+1} وإيران ثلاثة جولات من المباحثات منذ بدء اجتماعات الطرفين في العاصمة بغداد وعقد في قصر الضيافة بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد الجلسة الاولى والثانية للاجتماع لبحث ملف طهران النووي بمشاركة وفود الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والصين وفرنسا، ومسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي، عقب موافقة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، فيما أكدت الحكومة العراقية جاهزيتها لحمايته وعدم السماح لأي دولة مشاركة في الاجتماع أن تتدخل أمنياً. ويتهم المجتمع الدولي طهران باستخدام برنامجها النووي المدني المعلن لإخفاء خطة لتطوير أسلحة ذرية تشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة، في حين ما تزال الأمم المتحدة تفرض عقوبات على طهران بسبب هذا الملف، ولعدم سماحها للمفتشين الدوليين بزيارة مراكز المفاعلات لمعرفة طبيعتها، في حين نفت إيران مراراً سعيها إلى حيازة السلاح النووي، مؤكدة أن هدف برنامجها النووي مدني صرف، وأقرت بإنتاج ما يزيد عن{ 4500 } كيلوغرام من اليورانيوم المخصب منذ عام 2007، وهي كمية كافية لإنتاج أربعة أسلحة نووية، على وفق تقديرات خبراء. ومن الاحداث البارزة في شهر اب: وصول رئيس هيئة الاركان العسكرية الامريكية الجنرال مارتن دمبسي الى العراق حيث تعد هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول عسكري امريكي رفيع المستوى يزور العراق بعد ثمانية أشهر من انسحاب القوات الأمريكية. واكد خلال حديثه ان المسؤولين العراقيين ادركوا ايضا أن "قدراتهم تحتاج إلى المزيد من التطوير وهم يحاولون التواصل معنا لمعرفة إذا كان بإمكاننا أن نساعدهم في هذا المجال "، مشيرا الى ان "وزير الدفاع وقائد الجيش العراقيين استفسرا عن إمكان إجراء تدريبات مع الجيش الأميركي وتدريب الضباط العراقيين، وغير ذلك من أشكال التعاون الأمني". يذكر ان العراق والولايات المتحدة الامريكية ابرما اتفاقية تعاون ستراتيجي عام 2008 والتي تم بموجبها انسحبت القوات الامريكية من العراق نهاية عام 2011.ولم تتوقف عزيمة العراق في المضي بتحقيق الانجازات الدبلوماسية المهمة للبلاد فأن العراق احتضن ايضاً في شهر كانون الاول بالعاصمة بغداد اعمال المؤتمر الدولي للتضامن مع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي والذي استمر يومين بصفة العراق رئيس القمة العربية في دورته الـ23 بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وعدد من الشخصيات العربية والعالمية المشاركة في اعمال المؤتمر . وكانت الحكومة العراقية وافقت على إنشاء صندوق لدعم الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، مؤكدة تقديمها مليوني دولار لدعم الصندوق. يذكر ان المؤتمر عقد بقرار من مؤتمر القمة العربية في سرت 2010 وقمة بغداد 2012 من مجلس الجامعة التي شكلت لجنة تحضيرية له مكونة من العراق والكويت ومصر والاردن وفلسطين والامانة العامة. وفي شهر كانون الاول نفسه ومن الانجازات المهمة على الصعيد الدبلوماسي انطلقت في العاصمة بغداد اعمال مؤتمر وزراء الاسكان والتعمير العرب الـ{29} برعاية الجامعة العربية وباجندة معدة من قبلها لبحث بعض المواضيع التي ناقشتها اللجنة الفنية واقرها المكتب التنفيذي لاقرارها في المؤتمر. وتضمن جدول الاعمال في المؤتمر اعداد الكودات العربية الموحدة والفجوة بين الاحتياجات السكانية والعرض المتاح في الوطن العربي وتحديد جائزة المجلس للتصميم المعماري السكني والتعاون مع برنام الامم المتحدة للمستوطنات البشرية ومقررات لجنة تصنيف العام للمقاولات التعاون العربي مع الجمعات الاقليمية والدول في مجال الاسكان ومشاريع السكن منخفضة التكاليف والمستجدات بشأن المركز العربي للوقاية من اخطار الزلازل والكوارث الطبيعية وتشكيل تنظيم عربي بالتعاون مع منظمة هابيليان فرع عربي متكامل في الامم المتحدة ما يتعلق بقضايا الاسلام. كما تخلل الاجتماع عرض من قبل وزارة الاسكان عن تجربة العراق بهذا المجال فيما سيقام مؤتمر الاسلام الثاني لمدة يومين تحت شعار {سياسات ستراتيجيات توفير السكن اللائق للدول العربية}. وعرض في هذا المؤتمر {40} بحثا تم اختيارها من قبل وزارة الاعمار والاسكان العراقية والخبراء الموجودين فيها لدراستها وتطبيقها على ارض الواقع. كما اوصى مؤتمر وزراء الاسكان والتعمير العرب بتشجيع الدول العربية على بناء مجمعات سكنية اقتصادية متكاملة والقضاء على العشوائيات وتضمنت تفصيل جائزة افضل مهندس معماري عربي وبناء حي عربي موذجي وتحفيز القطاع الخاص للمستثمرين في قطاع السكن. واكد المؤتمر في توصيات اصدرها في اختتام اجتماعاته في بغداد اهمية دور القطاع الخاص في انجاح البناء الاقتصادي للمواطن العربي. واشارت التوصيات الى تشجيع مبدأ الشراكة في عقود البناء ذات التمويل الثابت والمشترك اضافة الى تشجيع الدول العربية على بناء مجمعات سكنية اقتصادية متكاملة والقضاء على العشوائيات وايجاد اساليب تمويل فعالة لتسهيل تملك المواطن العربي للسكن وتهيئة الاراضي اللازمة واتباع التقنيات الحديثة ودعوة الحكومات العربية الى صيانة المباني التاريخية في اراضيها. وكانت وزارة الاعمار والاسكان قد اعلنت انطلاق فعاليات مؤتمر وزراء الاسكان والتعمير العرب مؤكدة ان اعداد الدراسات اللازمة لتامين السكن المستدام في المجتمع العربي ستكون من اولويات جهود وزراء الاسكان والتعمير العرب، كما ستزيد من التمثيل العربي بهذا القطاع في المحافل الدولية. كما انطلقت ايضا في العاصمة بغداد وفي شهر كانون الاول نفسه" اعمال مؤتمر وزراء البيئة العرب في دورته الــ{24} والتي عقدت في العراق للمرة الاولى برئاسة نائب رئيس المكتب التنفيذي مصطفى حسين كامل حيث ناقش المؤتمر على مدى يومين مشروع القرار الخاص بتحديث المبادرة العربية للتنمية المستدامة، فضلاً عن متابعة تنفيذ مقررات المؤتمر العالمي للبيئة المستدامة ومناقشة أنشطة وفعاليات المنظمات العربية المتخصصة في شؤون البيئة. وتضمن جدول اعمال مؤتمر وزراء البيئة العرب ايضا متابعة اجراءات رصد التلوث الاشعاعي في المناطق الحدودية مع اسرائيل وتأثيراتها على المنطقة العربية وبيئتها إلى جانب استكمال إعداد دراسة حول مخاطر مفاعل بوشهر الايراني والمستويات الاشعاعية التي تنبعث منه وتأثيراتها على المنطقة. حيث شملت الدورة الحالية والتي استمرت ليومين شهدت مناقشة القرارات السابقة ومتابعة تنفيذ القمم العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن متابعة تنفيذ مقررات المؤتمر العالمي للبيئة المستدامة ومناقشة أنشطة وفعاليات المنظمات العربية المتخصصة في شؤون البيئة. وكانت الجامعة العربية وافقت في {5 تشرين الأول 2012} على استضافة العراق لاجتماعات وزراء البيئة العرب في كانون الأول الحالي.انتهى