{بغداد: الفرات نيوز} أكدت القيادية في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، ليلى الخفاجي، ان المرجعية الدينية العليا قد ركزت بتوصياتها الجمعة الماضية على التحذير من استهداف الاقليات، وذلك لحكمتها ورؤيتها الثاقبة.
وقالت الخفاجي في مقالة اطلعت عليها وكالة {الفرات نيوز} اليوم الاثنين، "سؤال تردد في ذهني وانا استمع لتوصيات المرجعية الدينية في خطبة الجمعة الماضية، خصوصا وانها جاءت بعد نزيف كبير للدم العراقي في المناطق ذات الكثافة الشيعية بوجه خاص، ولمدة شهرين تقريبا، وبشكل يكاد يكون يوميا وليس اخرها التفجير المزدوج في سرادق العزاء في مدينة الصدر".
وأضافت "بعد الاستماع الى الشيخ عبد المهدي الكربلائي وهو يقو{بان توصيات صدرت صباح يوم الجمعة من المرجعية الدينية العليا تضمنت التحذير من ظاهرة الاستهداف والاستهداف المتبادل بين الطوائف العراقية، واشار بانه امر خطيرعلى مستقبل العراق وعلى وحدة النسيج الاجتماعي والوطني فيه ويهدِّد وحدة البلاد، واشار الى ان هناك في شمال العراق استهدافا للشبك في الموصل وعمليات اغتيال وتهجير مستمرة، وهناك استهداف للتركمان في مدينة طوزخورماتو ما اضطر الكثير من العوائل الى الهجرة من هذه المدينة الى كركوك او الى كربلاء، وهناك استهداف لائمة الجوامع من الاخوة السنة في البصرة وتهجير لعوائل من عشيرة السعدون الذين يتعايشون مع ابناء اهل البصرة منذ امد طويل بسلام ومحبة، وهذه الاستهدافات المتبادلة والطائفية خطيرة ".
وتابعت " السؤال هو اين يقف السيد السيستاني في توصياته هذه؟ هل وقف السيد قريبا من الحالة السنية في توصياته كما يرى الكثيرين ؟ ام انه موقفه يضعه اقرب الى الحالة الشيعية ؟ ام انه يقف في الوسط؟ " مشيرة الى انه " لو نظرنا بتمعن الى توصيات السيد المرجع لوجدنا التالي، انه حذر من حالة الاستهداف المتبادل ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى من بدأ حالة الاستهداف، وان اهماله لذلك ليس لانه يتهاون في مبدأ العدالة التي ذكرت في التوصيات حيث اشار الى مبدأ القسط والعدل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {8} سورة المائدة}، ومن ابسط مقومات القسط والعدل ان يحدد من الذي ابتدأ بالاستهداف واعتدى ولكن السيد المرجع ولانه يريد ان يوجد الحل والمخرج لهذا نجد بانه لم يشر الى من ابتدأ بالاستهداف متعمدا من اجل الاعانة على ذلك لخطورة الوضع والمرحلة ".
واستدركت " كما ان التوصيات اشارت الى ذكر استهداف الشبك في الموصل واستهداف التركمان في مدينة طوزخورماتو واستهداف السنة في مدينة البصرة ووصف هذه الاستهدافات المتبادلة والطائفية بالخطيرة، كما نجد ان السيد المرجع الاعلى للشيعة لم ياتي على ذكر استهداف الشيعة اطلاقا، ولم يركز كثيرا على المفخخات التي تستهدفهم, فما هو السبب ياترى؟، لماذا لم تتطرق التوصيات للمفخخات التي تستهدف الاكثرية الشيعية ؟؟؟ ".
واوضحت الخفاجي، ان " القاصي والداني يعلم بان اغلب المفخخات خلال الشهور الماضية تستهدف بشكل كبير حالة مدنية بعينها، ومناطق ذات كثافة سكانية للمكون الشيعي تحديدا، ابتداءا من مدينة الصدر، والشعلة، وجميلة، والكرادة، والكسرة، وغيرها، وما حدث من تفجير في سامراء قبل ايام قليلة كان حالة مؤلمة وغريبة وطارئة حصلت بعد صدور التوصيات، وحتى في حال حدوث تفجيرات مفخخة في المناطق الغربية فانها لاتستهدف حالة مدنية وانما تستهدف شخصيات عشائرية او سياسية بعينها، ورغم ان السيد المرجع لاتغيب عنه كل هذه الحقائق فانه لم يتطرق الى تلك المفخخات التي تحصد ارواح المئات بل الالاف من الشيعة ووقف بتوصياته حسب ما يرى الكثيرين قريبا من السنة، فما هو السبب؟ ".
واشارت الى " اننا نعتقد بان السيد المرجع بتحليله الدقيق والعميق يفهم بشكل تفصيلي كل ما سبق من الامور ومع هذا تعمد التغاضي عن ذكره، نعم لقد تغاضى عن ذكر استهداف الشيعة في توصياته لانه استهداف للاغلبية وهو امر خطير ذكره والتطرق اليه باعتبار ان اي استهداف هو فبح وظلم وعدوان فكيف باستهداف الاغلبية والعدوان عليها؟ ".
وبينت الخفاجي " رغم كل الحقائق التي يعلمها السيد المرجع قبل غيره ورغم ادراكه لخلفياتها، ولكنه باعتقادنا قد غض الطرف و اكتفى بذكر استهداف الاقليات من الشبك والتركمان واستهداف السنة في البصرة، لرؤيته الثاقبة بان المصلحة تستوجب منه هكذا موقف يتناسب مع ما يهدف اليه من التهدئة ويتجه نحو ايجاد الحل لذا فانه تغاضى بشكل ملفت للنظر، وسكت متعمدا عن الاشارة الى ما يعتقد بخطورة الاشارة اليه ".
وكانت المرجعية الدينية العليا، قد حذرت وبشدة من مخاطر الاستهداف الطائفي المتقابل على مستقبل العراق، داعية الى التحرك وفق الحكمة والعقل والابتعاد عن التصعيد الاعلامي لحفظ وحدة النسيج الاجتماعي والوطني في البلد، اذ قال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة صلاة الجمعة الماضية، ان " العمليات الامنية ذات الطابع الطائفي التي تقع في شمال البلد وجنوبه كاستهداف الشبك بالموصل عبر عمليات الاغتيال والتهجير المستمر من مناطق والاستهداف المنظم للاقلية التركمانية في طوز خورماتو ، وايضا استهداف ائمة الجوامع من الطائفة السنية الكريمة في البصرة واغتيالات مستمرة لائمة الجوامع في مناطق الجنوب ، وكذلك تهجير بعض من اسر عشيرة السعدون يعد استهدفا طائفيا متبادلا وهذا امر خطير جدا على مستقبل العراق " مشددا على " ضرورة ان يكون للاجهزة الامنية المعنية اهتمام اكبر بهذا الامر والتعامل بحزم مع اي طرف يستهدف المكونات العراقية في شمال العراق وجنوبه لان النتائج من دون معالجة ستؤدي الى تداعيات كبيرة تؤثر على مستقبل العراق ".
واكد الشيخ الكربلائي ان " التعامل بمبدأ المقابلة بالمثل امر خطير جدا وحينما يقتل في منطقة بالعراق بلون وهوية معينة يقابله مباشرة بايام قتلى بمنطقة اخرى، لذا يجب ان يعرف الجميع ان استمرار الاستهداف الطائفي المتقابل سوف لا يجعل اي احد بمأمن من العواقب الخطيرة كون هذا الاستهداف تأثيره اشد من العمليات الارهابية بالسيارات مفخخة " .
وتعرضت بعض العوائل في البصرة وذي قار الى التهجير من قبل جماعات مجهولة, كما هناك عملية ابادة جماعية للتركمان الشيعة في قضاء طوز خرماتو وللشبك في الموصل بالاضافة الى عمليات تهجير مستمرة في ديالى واللطيفية.انتهى