{اربيل:الفرات نيوز} وصفت رئاسة اقليم كردستان اليوم الثلاثاء استخدام رئيس الوزراء نوري المالكي كلمة "الدم بالدم" تعليقا على استشهاد الإعلامي محمد بديوي بأنها "بعيدة كل البعد عن مبادئ سيادة القانون".
وذكر بيان لرئاسة الاقليم تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه اليوم الثلاثاء ان "رئاسة اقليم كوردستان تعلن عن أسفها وحزنها لمقتل الأكاديمي والصحفي الدكتور محمد بديوي الذي فقد حياته في حادث مؤسف بمدينة بغداد يوم 22اذار2014، وبهذه المناسبة الأليمة نبدي تعاطفنا مع عائلته وجميع الإعلاميين، آملين أن يتخذ القضاء كافة الإجراءات القانونية العادلة للتحقيق في الحادث وحسم هذه القضية".
واضاف البيان انه "خلال الأيام الماضية ومن خلال متابعتنا الدقيقة حول الحادث والتصريحات التي صدرت بشأنه، حيث كنا نأمل أن لا يخرج الموضوع عن إطاره القانوني وضرورة أن يؤدي القانون والسلطة القضائية دورهما المحايد بعيدا عن تدخلات السياسيين، إلا إن التصريحات ومواقف بعض الشخصيات السياسية العراقية بعد الحادث تسببت في خلق أجواء من القلق لدى الشارع العراقي إتسمت بتهديدها للسلام والتعايش بين المكونات العراقية وتعميق الخلافات وخلق الفتنة وشق الصفوف بين المواطنين".
واوضح انه "عليه فإننا نرى من الضروري أن نعلن للرأي العام العراقي وجوب أن لا يسمح لأي شخص كان أو طرف ما إحداث شرخ في التآخي بين المكونات العراقية والمتاجرة بقضية الدكتور محمد بديوي".
واردف "من المؤسف حقا أن يستخدم رئيس الوزراء كلمات غريبة وغير لائقة كالدم بالدم وهي بعيدة كل البعد عن مبادئ سيادة القانون وإدارة الدولة وثقافة التعايش والديمقراطية، فقد قتل الكثير من الأهالي خلال السنوات الماضية في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة وتجاوز بعض الأطراف، حيث اغتيل 400 أستاذ جامعي ولم نر أحدا يتولى مسؤولية حياتهم أو أن تحرك السلطة ساكنا لكشف الجناة".
وبين انه "لكون أحد أطراف الحادث مواطن كوردي في هذا الحادث المؤسف، فأنهم يريدون استغلاله سياسيا لخلق فتنة بين المكونات القومية العراقية، وعليه فان مسؤولية كل ما يترتب عن هذا الوضع تقع على عاتق أولئك الذين يريدون استغلال الحادث لأغراضهم السياسية ".
وزاد البيان انه "إذا كان المتحكمين في السلطة ينظرون إلى الأحداث بهذا المنطق، فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها من ذات الزاوية، فمن يتحمل دم { 5000 } شهيد في حلبجة و{182000} من ضحايا الأنفال و{8000} بارزاني و{12000} كوردي فيلي؟", مبينا ان "الشعب الكوردي مع تضحياته الجسام ولأجل بناء حياة جديدة مفعمة بالأمل لم يقل في أية لحظة : " الدم بالدم ".
ولفت البيان الى انه "من هنا نجدد التأكيد وباسم الشعب الكوردستاني على ضرورة أن يؤدي القضاء دوره، والحكم في هذا الملف بعيدا عن رغبة بعض السياسيين غير المشروعة، وان لا يسمح للأصوات النشاز استغلال هذا الحادث".
وتاتبع البيان ان "شعب كوردستان قرر أن يعيش بالتآخي والتآلف والتعايش في العراق، فإذا كان حكام بغداد لا يريدون هذا التآخي ويختلقون المشاكل بشتى الذرائع، فليأتوا لنجلس معا وننهي هذه العلاقة المليئة بالمشاكل".
وكان ضابط كردي تابع لفوج حماية رئاسة الجمهورية أقدم السبت الماضي على قتل الأستاذ الجامعي محمد بديوي والذي يشغل منصب مدير مكتب إذاعة العراق الحر لدى توجهه إلى مكتب الإذاعة في منطقة الجادرية وسط بغداد بعد مشادة كلامية جرت بينهما.
وكان رئيس الوزراء قد وصل السبت الماضي الى مكان حادث استشهاد الاستاذ الجامعي والاعلامي محمد بديوي لمتابعة عملية ألقاء القبض وقال "انا ولي الدم والدم بالدم".انتهى.