{بغداد: الفرات نيوز} شدد نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي على ان القوات الأمنية العراقية التي تنزل الضربات الموجعة بالاهارب لا تقاتل فقط دفاعاً عن العراق واهله وانما تدافع عن العرب كلهم، مشيرا الى ان الخلافات العربية لم تعد سراً ولم تكن تبايناً سياسياً أو تنظيرياً وانما تطورت لتكون صراعاً دموياً يتخندق فيه عرب ضد عرب، مؤكدا ان الارهاب اليوم آفة خطيرة وشر مستطير يخطئ من يتصور انه أزمة مصـدرة أو معضلة مستوردة انه بصراحــة صناعــة عربيـة واسلامية بامتيـــاز .
وقال الخزاعي في كلمته التي القاها في جلسة اعمال القمة العربية، واطلعت عليها وكالة {الفرات نيوز} ان "رسالة العراق أحملها اليكم باقة ودٍّ ووردٍ تعبر عن اخوة صادقة وانتماء عميق لأمتنا العربية التي نتمنى لها كل خير وعزّ واقتدار واستقرار وازدهار وهي تترجم كل معاني الاخاء والانتماء هذه، وبما تنبئ به القراءة الواعية ليوميات عالمنا العربي الغارق بالأزمات والمطوق بالمخاطر والتحديات والمحاصر بالمعضلات والمشكلات التي تستفز الغيارى على أمن هذه الأمة وحاضرها والمستقبل ويحدونا أمل كبير بأن مفاهيم الأمانة والشعور بالمسؤولية وحسن الظن وستكون أعمدة ثقة تشكل رافعــة همٍّ مشتــرك تؤهلنا لأن نكون مصداقــاً لقوله تعالى {فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}".
واضاف ان "من هنا أقول اننا قد لا نختلف في توصيف الواقع العربي من المحيط الى الخليج بالمأساوي الذي لا يسر صديقاً ولا يبشر بايذان فجر صادق تكتحل به عيون العرب المسمرة نحو غد أفضل بخيط امل وانفراج أزمة وهو مايؤكد استمرارية تدهور الأوضاع في منحنيات خطيرة لا تبقي ولا تذر بعدما تظاهرت على صياغاتها أحابيل قوىً اجنبية وعتمة رؤى اقليمية و ضبابية غَبَش محلي افقد الكثيرين منا صواب الرأي ووضوح الرؤية ولذلك اختلفنا واندفعنا كلّ وفق معطيات مساحات وعيه ودوائر همه ومديات اهتماماته لكن القليل منامن لامس الواقع ليستنطقه ويتعاطى معه باعتدال فتخبطنا مابين الافراط والتفريط حتى نزفنا دماً وذرفنا دمعاً ونضحنا عرقاً ولم يبدُ في الافق ضوء انفراج ولاوصفة علاج ومن هنا فنحن اليوم بحاجة الى مراجعة للذات والحسابات والقرارات والأولويات لنرى أين نحن وأين هو اتجاه بوصلة كدحنا وماذا نحن صانعون ؟ ".
واشار الى انه " ليس معيباً ان نراجع مسيرة الذات ونعيد النظر في القراءة والحسابات والسياسات لأن من لا يراجع نفسه يتراجع ومن لم يكن له من نفسه زاجر ولا واعظ لم يكن له من غيرها واعظ ولا زاجر ومن هنا فلاخيار لنا بعد هذا الشوط المضني من العمل العقيم الا ان نراجع حسـابات الربح والخســارة لنرى ماذا قدمنــا وماذا جنينا وأين نحن والى أين المسير وماهو مآلنا والمصير ".
واوضح الخزاعي "اننا بحاجة الى مصارحة تعقبها مصالحة وبحاجة الى رؤية جديدة محدداتها تقول { لنعمل على أن نأتلف أو لنتفق كيف نختلف} وبما يستدعي تحديد سقوف لا يتجاوزها الاختلاف كي لا يتحول الى صراع أو خلاف ومادون هذا السقف فهو التعددية البناءة المفضيــة الى الاغنـــاء والاثــراء والامتلاء و ذلك خيار محمود هذا على صعيد الانظمة والحكومات أما على مستوى الجامعة العربية التي يفترض بها ان تكون مظلة كبرى يحتمي بها كل العرب عندما يتفيئون ظلالها فيجدون في أجوائها أفياء الرجاء وأسباب الأمل المبشرة بحاضر واعد ومستقبل صاعد فهي الأخرى بحاجة الى اعادة نظر بذاتها وهيكلية مؤسساتها وما يستتبع ذلك من ترميم وتنظيم يؤهلها للنهوض بمسؤلياتها الجسام في حفظ أمن العالم العربي واستقراره وازدهاره وبما يتناسب والتحولات العالمية الكبرى والتحديات الاقليمية والمحلية الخطيرة والا فقد تتحول الى مؤسسة خيرية تكتفي بدعوتنا كل عام فيما أزمات امتنا مستحكمة ومشكلاتها متفاقمة ".
واكد ان " رهانات شعوبنا على جامعتهم العربية قد لاتبدو متفائلة اذا ما تجمدت عند حدود وخطوط نمطية تفتقر الى التجديد والابداع وتلك هي التغريدات الشعبية التي غدت مسموعة في أكثر من أرض عربية وهي تعبير عن حالة احباط لابد من تبديدها من خلال جهد شجاع لتجديدها ونحن الاولى بالتحرك والعمل الجاد لتلافيها وتوفير أسباب تعافيها ".
واستدرك ان " خلافاتنا العربية لم تعد سراً ولم تكن تبايناً سياسياً أو تنظيرياً وانما تطورت سلباً لتكون صراعاً دموياً يتخندق فيه عرب ضد عرب والضحايا هم العرب وحدهم والارهاب اليوم آفة خطيرة وشر مستطير يخطئ من يتصور انه أزمة مصــدرة أو معضلة مستوردة انه بصراحــة صناعــة عربيـة واسلامية بامتيـــاز توظف لاذكاء نيرانه اسلحة واموال ورجال واعلام وفتاوى ومخططات تديرها أجهزة مخابرات وواهم من يعتقد انه بمنآى عنه وبمنجىً عن شروره ولذلك فنحن جميعاً مدعوون للوقوف بحزم ضد هذا الخطر الماثل القاتل وايماننا مطلق بأن التعاون العربي في هذا المجال سوف يقضي على هذه الظاهرة الخبيثة المدمرة وينهيها ".
واستطرد انه "لمن دواعي الغبطة هنا ان نجد محاولات عربية جادة بدأت تلوح في الأفق ولا يفوتني هنا الاشادة بكل الدول العربية المشاركة في المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الارهاب الذي عقد ببغداد مؤخراً ونتمنى التواصل المستمر بغية ديمومة زخمه والتفاعل معه وتفعيله كما لابد لي أن اثمن عالياً ما أقدمت عليه بعض الدول العربية الشقيقة من اجراءات وتشريعات وسن القوانين لمواجهة الارهاب وتجريم المشاركين فيه وهي خطوة جريئة وجديرة بالاهتمام والاحترام واملنا أن تلتحق بها دول اخرى في هذا التوجه الجاد".
وتابع الخزاعي ان "ما يقوم به العراق حالياً من مواجهة دامية مع القاعدة وواجهاتها مدعاة لدعمه عربياً لأن هؤلاء القتلة الذين لا يعرفون الا لغة الموت لايفقهون حدوداً للعدوان ولن يرقبوا فينا أو فيكم إلاً ولا ذمة وان الذين يقاتلون اليوم في العراق سوف يوجدون لأنفسهم الذرائع والمبررات لأن يتخذوا من كل الساحات العربيــة مكاناً لاجرامهم ودمويتهم لأنهم اعتادوا على رائحة اللحم العربي المحترق بنيران أحقادهم ومواقد جهلهم وتطرفهم ولذلك فالقوات الأمنية العراقية التي تنزل الضربات الموجعة بمجاميعهم كل يوم لاتقاتل فقط دفاعاً عن العراق واهله وانما هي في ذات الوقت تدافع عن العرب كلهم وعن المنطقة كلها ولذلك نوجه لاخواننا العرب الدعوة لدعم العراق في حربه ضد الارهاب ونحضهم على تعضيد العمل العربي المشترك وتفعيله في هذا السياق بمافي ذلك منع وسائل الاعلام المحرضة على الارهاب من العمل والبث من اراضيهم فضلاً عن ايواء المجرمين ومدهم بالسلاح والمال والرجال ".انتهى