{بغداد : الفرات نيوز} تقرير ... كريم الفهد .. لا يخفى على احد اهمية طروحات ورؤى المرجعية الدينية العليا في محافظة النجف الاشرف ومواقفها الوطنية والانسانية والتي تهدف بمجملها الى حفظ انسانية الانسان وكرامته والاسلام والمسلمين ووحدة الصف العراقي على وجه الخصوص بعد اشتداد الخطوب والاهوال على البلد وكثرة المؤامرات للنيل منه وتشتيت التلاحم الوطني وتمزيق النسيج المجتمعي.
حيث كانت وما زالت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالمرجع الاعلى الامام السيد علي السيستاني {دام ظله} صمام امان العراق والصخرة التي تتكسر عليها كافة مؤامرات اعداء الامة ومحاولاتهم لتفكيك البلد وخلق الفتنة الطائفية بين ابنائه .
وقد شهد العهد الجديد وتحديدا منذ التغيير في عام 2003 والاطاحة بالنظام الدكتاتوري المباد وتكالب قوى الشر على العراق ، ورياح التغيير التي هبت على منطقة الشرق الاوسط باكملها ، شهد مواقف كبيرة للمرجع الامام السيستاني {دام ظله} ارست دعائم الوحدة وحطمت احلام اعداء العراق ببث الفرقة بين ابنائه واثارة النعرات الطائفية لايصال البلاد الى الاقتتال الطائفي الذي واجهته المرجعية الدينية من خلال تصديها لمؤامرة الفرقة والتشتت في مرحلة ما بعد التغيير وخاصة الفترة بين عامي 2006 و 2007 واطفاء نار الحرب وردها الى نحور موقديها .
واليوم وبعد ان اتضحت نوايا اعداء الامة ولم يعد شيئا خافيا تصدت المرجعية الدينية متمثلة بالمرجع الاعلى الامام السيد علي السيستاني {دام ظله} وانبرت تكشف تلك النوايا الخبيثة وتلملم شتات الشعب الذي عانى كثيرا ووقع ضحية الضغوط الكبيرة التي سلطت عليه ، وراح المرجع الاعلى يوضح للناس مدى اهمية التلاحم والوحدة في مواجهة التحديات ، ويرسم مستقبل العراق لابنائه ، العراق الواحد الموحد المستقر الامن.
وشخصية السيد السيستاني لا بد ان تكون محط انظار العالم الذي رشح سماحته الى نيل جائزة نوبل العالمية للسلام عرفانا بجهوده في حفظ دم الانسانية والحرص على كل قطرة منه ، وتركيز الامم المتحدة وحاجتها الماسة للتعرف على رؤى سماحته بشان العراق ولقاءات المسؤولين فيها المستمرة به والاخذ بارشاداته ونصائحه بهذا الخصوص ، كذلك ساسة البلاد الذين لم يعد امامهم سوى اللجوء الى فكر المرجع الاعلى والنهل منه وبالتالي السير على خطاه وتطبيق ما يريده للاسلام والعراقيين لضمان رضى الباري جل وعلا ، والتفاف الشارع العراقي والاسلامي بما فيه من علماء ومراجع حول مرجعيته الرشيدة ومساندتهم ودعمهم لكافة ما يترشح من فكره النير وصبره الجميل .
واليوم نحن بصدد ذلك الدعم الكبير الذي عبر عنه مراجع الدين في مدينة قم المقدسة لرؤى المرجع الاعلى الامام السيد علي السيستاني {دام ظله} لترتيب البيت الداخلي العراقي وحل الاشكاليات السياسية والامنية في البلاد ، حيث دعا المرجع الديني اية الله الشيخ لطف الله صافي كلبايكاني الحكومة والشعب العراقيين الى بلورة توجيهات المرجع الاعلى السيد علي السيستاني ووضعها نصب العين ، وعبر الشيخ كلبايكاني عن اسفه البالغ للاحداث الجارية في العراق قائلا في اتصال هاتفي مع المرجع الاعلى الامام السيد علي السيستاني {دام ظله} " نحن نؤيد مواقفكم وارشاداتكم الحكيمة لازالة الظلم عن الشعب العراقي وتحقيق النصر وندعو لكم بالتوفيق" .
وذكر موقع اية اية الله كلبايكاني ان " الشيخ صافي كلبايكاني دعا الحكومة والشعب في العراق الي بلورة توجيهات الامام السيستاني ووضعها نصب العين ، وذلك لاحباط مؤامرات الاعداء وتحقيق الاهداف الاسلامية السامية " .
اما اية الله العظمى الوحيد الخراساني فقد اعلن دعمه اتباع لشعب العراقي وحكومته ارشادات المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الاشرف ، كذلك أكد المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي اكد انه " ليكن راي اية الله العظمى السيد علي السيستاني فصل الخطاب في الاختلافات التي يشهدها العراق " .
وقال المرجع الشيخ الشيرازي انه " نظرا لرابطة الجوار بين بلدنا وبلد العراق العزيز والوشائج الثقافية والدينية التي تربط شعبنا بالشعب العراقي الكريم فاننا نعبر عن قلقنا الشديد ازاء الخلافات السياسية بين الفرقاء السياسيين والتي بدات تطفو على السطح مؤخرا ، في الوقت الذي تتعرض فيه بعض مناطق البلد لسيطرة عدو غاشم لا يعرف الرحمة او المنطق ، وتتعالى صيحات بعض المنتفعين والمتصيدين بالماء العكر بتقسيم البلد " .
وتابع " ولا شك ان الطريق الوحيد لتجنب التقسيم وطرد العدو الوحشي الدموي هو تحقيق الوحدة الوطنية عبر التضحية وضبط النفس من قبل كافة الفرقاء السياسيين وتحمل مسؤوليتهم الالهية تجاه الوضع الحالي الحساس للغاية " .
واضاف " ومن هنا فنحن نرجو كافة الفرقاء السياسيين وانطلاقا من رضا الباري عز وجل وامتثالا للتعاليم الاسلامية وحبهم واخلاصهم وحرصهم على البلد ان يجلسوا ويقدموا بعض التنازلات المعقولة ، ثم يضعوا يدا بيد لينتشلوا البلد من خطر الاحتلال والتقسيم ويبنوا عراقا ابيا مقتدرا قويا وعامرا " .
ومضى قائلا " وما نراه هو ان يجعلوا خطاب الفصل في حل الاختلافات القائمة راي المرجعية المحترمة في العراق والمتمثلة باية الله العظمى السيد علي السيستاني ، ليتسنى حلحة المشاكل بمعونة سماحته قبل فوات الاوان .
وختم المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي بيانه بالقول " نسال الله تعالى ان يحف جميع الاعزاء بالوعي والفطنة وتحمل المسؤولية ، راجين ان تزف الينا قريبا البشرى السارة التي تحمل نبا الوحدة الوطنية " .
وفي حدود العراق والنجف الاشرف فان مراجع الدين العظام يقفون صفا واحدا ويشتركون بالهم العراقي ويؤازرون المرجع الاعلى الامام السيستاني {دام ظله} ، حيث كان المرجع الشيخ اسحاق الفياض قد اكد في وقت سابق ان فتوى السيد السيستاني لحمل السلاح والدفاع عن الارض والعرض لم تكن لطائفة معينة لان الارهابيين يستهدفون جميع العراقيين من دون استثناء . انتهى