{بغداد : الفرات نيوز} تقرير .. كريم الفهد . في ظل التحديات التي تعصف بالبلاد وتكالب قوى الشر على العراقيين لا بد لنا من العودة الى الوراء لا لشيء سوى التذكر والتفكر للاستناد على تاريخنا وحضارتنا لننهل منهما فنقوى على ما نحن مقبلون عليه ، واليوم على كافة العراقيين ان يصطفوا ويتوحدوا لمواجهة ما يحيط بهم من تحديات اهدافها واضحة في اطار التقسيم والتفرقة وبالتالي الاضعاف ، ولهذا راحت المؤسسات الحكومية الوطنية والمدنية واخذت على عاتقها جمع الاخوة على طاولة الوطن ومن هذه المؤسسات الوقف الشيعي الذي اقام اليوم السبت مؤتمرا للتأكيد على الوحدة بين كافة مكونات المجتمع .
واقيم المؤتمر تحت شعار {مقاومة الارهاب وحماية المقدسات مشروعنا الوطني} ليكون بمثابة رسالة اطمئنان لائتلاف الديانات في البلاد وانه ليس هناك فرق بينها جميعا ، وكان المؤتمر قد ابتدأ بقراءة آي من الذكر الحكيم تلتها كلمة للراعي رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري التي اكد فيها " ان العراقيين جميعا من الاديان والمذاهب المختلفة كلهم يد واحدة لمحاربة المنظمات الارهابية المجرمة ، نحن هنا نمثل الشعب بأديانه ومذاهبه المختلفة ويد واحد في السراء والضراء والاخوة بكل معنى الكلمة ، الجميع اتفق على هذا الراي ، ونحن نمثل ضمير العراق وبهذه المناسبة نقدم الشكر لمن يدعمنا ويساندنا في حربنا المقدسة ضد عصابات داعش الارهابية " .
بعد ذلك القى رئيس لجنة الاوقاف في مجلس النواب علي العلاق كلمة قال فيها " لجمع علماء البلاد من مختلف الاديان والطوائف لنلتقي ونرسل رسالة الاخوة والتضامن والمحبة للعالم اجمع اننا جميعا صف واحد في مواجهة التحديات والارهاب واعداء العراق وقطعا سيعود العراق نظرا حيا فاعلا سالما مسالما معافى
الاسلام دين المحبة والتسامح والاخوة والرحمة ، والمخطط الكبير هو تشويه سمعة الاديان ليس الاسلام وحده ، وهذه الحرب هي مبتكرة من كواليس مخابرات معادية للاديان تقودها الصهيونية العالمية ، فتارة الصراع يأتي بعنوان ديني واخر طائفي واخر سياسي ، الجيمع يدفع ضريبة هذا التخطيط الماكر لهذه المنظمات المخابراتية والجاسوسية .
ثم القيت كلمة الوقف السني وكانت على لسان يوسف العبيدي ان " التهديد الذي تتعرض له البلاد وعلى الرغم من انه يمثل تهديدا خطيرا ماحقا ومرارته وجسامته ويستهدف كافة الشعب بمكوناته باديانه واعراقه ومذاهبه لكنه ادى في نفس الوقت ادى الى وقفة جادة شاملة تامة ادت الى ان ينتبه الناس جميعا الى خطورة الاوضاع ، الارهاب لا يستهدف طائفة او عرق او دين بذاته بل هو عدو لكل القوميات والاعراق والطوائف والمذاهب والاديان ، ومن اجل مواجهة هذا الارهاب البغيض لا بد من وضع استراتيجية كاملة تشمل كافة جوانب الموضوع ودراسة جذور القضية والاجواء والمناخات التي اوجدت مثل هذا التجمع البغيض المكروه والا فان كلماتنا ستبقى قاصرة عن الوصول الى الهدف السامي والنبيل للقضاء على الارهاب .
وفي كلمة الوقف المسيحي والديانات الاخرى قال نبيل طلعت " ما يمارسه الارهاب ضد العراقيين لا انسانية فيه ولا يقبله دين او شرع وقانون ، وصوتنا هذا الصادر النابع من الاعماق يجب ان يصدر ويبين اننا جميعا كلمة واحدة يسمعها العالم اجمع وينبغي ان يوضح حبنا للعراق وتربته وهواءه ، العراقيون جميعا واحد لا يهابون الارهاب يحاربونه موحدين " .
اما رئيس هيئة الافتاء لاهل السنة والجماعة د. مهدي الصميدعي فقد قال في كلمته بالمؤتمر " دار الافتاء العام تظهر موقفها امام الجميع في ان اخطاء كبيرة ارتكبت وادت الى هذه الفوضى والنار الملتهبة التي تشتعل في البلاد ، ونحن نعتقد ان التشخيص الذي كان يعاني منه الشعب وتحديدا اهل السنة هو الذي اوصل الامور الى ما وصلت اليه من دمار وخراب على يد داعش المجرمين القتلة الذين استباحوا كل محرم عند اهل السنة ، ونرى ان الوقفة الحقيقية التي يجب ان يقفها العلماء قبل غيرهم هي كلمة الحق التي لا يجاملون بها احد ولا يعطون احدا ايا كان اسمه وعنوانه لتلتام الجراح ونستطيع السيطرة على الموقف ، ونتمنى ان يسمع من اهل الحق ، وان نضع الامور في نصابها ونعطي الجميع حقوقهم ونحقن الدماء التي تهرق يوميا ، لا بد لنا من وقفة مشرفة وهي الاسلامية التي لا مجاملة فيها " .
ثم جاءت كلمة رئيس طائفة الصابئة المندائيين ستار جبار والتي عبر فيها ان " هذه المبادرة تأتي في وقت حرج تمر به بلادنا ونثمن كافة الجهود التي تبذل في هذا الاطار ، ان المنظمات الارهابية التي اجتاحت بلدنا الحبيب لم تكن لتخطو خطوة واحدة لو لم يكن الضعف فينا ، لذا علينا ان نكون وحدة واحدة في مواجهة عصابات داعش الارهابية التي شوهت صورة الاسلام الذي عشنا في كنفه مئات السنين ، محزن ما يحصل في بلادنا وعلينا جميعا ان نقف وقفة رجل واحد لنتخطى الصعاب ، وكلمتنا هي بناء العراق الواحد الموحد " .
وفي كلمته بالمؤتمر قال النائب عن المكون المسيحي يونادم كنا " عصابات داعش الارهابية هي فرقة خارجة على كافة الاديان والمذاهب ، نحن بحاجة الى السلم الاهلي الذي لا يتحقق من دون تحقيق العدالة ، والعراق ان شاء الله مقبل عليها ، خاصة بعد تشكيل الحكومة الجديدة واختيار رئيس الوزراء جديد ايضا .
وقال رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا ان " توقع وقوع ظلم على عراقي ما لا يعطي مبررا ان يقتل عراقيين من كافة القوميات والاديان والمذاهب ، ان ما يحصل في بلادنا ياتي بناء على رغبات وامزجة بعض المشتدقين بالدين ، وهنا علينا ان نعطي صورة واضحة للعالم في ان الجميع مستهدف في العراق من قبل عصابات داعش الارهابية ، وانا هنا ومن خلالكم اطالب رئيس ديوان الوقف الشيعي ان نمد جسورا صحيحة مع رابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة ، لقد انتهى وقت الجمود والنوم ، لا بد ان نقف للذين واوهموا العالم ان الذبح في العراق يستهدف ابناء السنة فقط ، ان ما يصل الى الازهر الشريف منذ سنوات يصله مشوشا مشوها وعلينا ان نصل الى الفاتيكان ونخبرهم ان من يقتل في العراق ليس المسيح فقط بل الجميع ولم يسلم من ظلم هؤلاء القتلة اي احد ، ابتعدوا عن كلمة ان ما يحدث الان هو بسبب ان ظلما وقع على هذا المكون ان ذاك ، نتمنى ان يعيش كافة العراقيين بأمن وأمان وينعموا بخيرات بلادهم " .
وانتهى المؤتمر بالتاكيد على ان محاربة الارهاب لفرض امن واستقرار البلاد مرهون بتعاون جميع المتصدين للعملية السياسية للنهوض بواقع البلاد وعلى كافة الصعد ومختلف المجالات ، وضرورة تظافر كافة الجهود لمقاومة الخطر المحدق بالبلاد ، العمل على استقبال الاسر النازحة والترويج لمفاهيم التكافل الاجتماعي والمشاركة الجادة في الحملة الوطنية لاغاثة المهجرين ، وضرورة تهيئة فرص الدراسة للنازحين في كافة محافظات البلاد لمواصلة التعليم ورفض سياسة التجهيل التي تتبعها عصابات داعش الارهابية ، واظهار دور العلماء ورجال الدين في تقريب وجهات النظر والمحافظة على الثوابت الدينية والوطنية . انتهى 18