• Thursday 6 February 2025
  • 2025/02/06 10:02:58
{بغداد : الفرات نيوز} شدد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري على ضرورة تبني منظمة التعاون الاسلامي مشروعا لدعم العراق والدول الاسلامية التي تتعرض لهجمات ارهابية ، فيما كشف الامين العام للمنظمة اياد امين مدني عن طرح مبادرة للقادة العراقيين بعقد اجتماع في مكة المكرمة بالسعودية ؛ لجمع الطوائف الدينية وحل الخلافات وتعزيز الوحدة .
وقال الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك مع مدني عقد في العاصمة بغداد وحضره مراسل وكالة {الفرات نيوز} " لقد بحثنا مع الامين العام للمنظمة بشكل مفصل ضرورة تبني مشروع لدعم اي دولة تتعرض للارهاب ، والان العراق يتعرض لهجوم ارهابي وهناك ضرر فادح ، فعلى المنظمة ان تبادر بالوقوف على هذه الظاهرة لإسعاف العراق واعطائه ما يستحقه من دعم وان توجه المنظمة رسالة الى انها لن تترك اي بلد يتعرض للتهديد وانما تدعمه ، ومن دون شك جاءت مساعدات لكنها لا تتناسب مع حجم التحديات " .
ولفت الى ان " الهجمة الارهابية التي يتعرض لها العراق والعالم هي الاشرس لاستباحتها الدماء والحرمات ومساسها السيادة العراقية ، من خلال استقدام افواج من المقاتلين من عشرات الدول التي تهدد ايضا بلدانهم ، فبدأت من سوريا وانتقلت الى العراق واليوم نراها تنتقل الى دول اوروبية مثل فرنسا " .
واشار وزير الخارجية الى " التحرك الدولي ضد الارهاب وعقد مؤتمرات في جدة وباريس ونيويورك ، ولكن لا نقول ان التجاوب كان بحجم التحدي وعندما نطلب الدعم ليس من باب الترف ؛ لأن العراق اليوم يقاتل نيابة عن العالم وهؤلاء جاءوا من بلدان من خارج العراق ويهددون ايضا بلدانهم " .
واضاف الجعفري ان " دور المنظمة مهم في تعزيز وحدة الصف وهناك مشتركات تجمع افرادها وهي كثيرة ونستطيع من خلالها مواجهة التحديات الارهابية ، ونأمل ان يكون تحديا موسميا يذهب ادراج الرياح بمرور الزمن وان نواجه التحديات التي تريد شق وحدة الصف والكلمة " .
وتمنى ان " تأخذ المنظمة الاسلامية دورها في الاستفادة من الثروات المتعددة التي حبا الله تعالى بها العالم الاسلامي الذي يمتلك ثلثي احتياطي النفط في العالم ، فضلا عن الكم السكاني والموقع الاستراتيجي وكافة هذه الاهداف وغيرها ملقاة على عاتق هذه المنظمة " .
واردف ان " الجميع يؤكد ان الوقت قد حان الى ان يحترم العالم الاسلامي موقعه بين بلدان العالم ويتمتع بثرواته المادية والمعنوية من خلال القدرة العلمية وروح التعايش والاخوة بين ابناء المذاهب المختلفة ، ونتطلع الى مزيد من الزيارات للامين العام للمنظمة حتى نسهم ونعزز مصلحة شعبنا " .
من جانبه عدَّ الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اياد امين مدني زيارته الى العراق واللقاء بالاطراف الدينية والسياسية بالايجابية والمثمرة .
وقال مدني " زيارتنا للعراق كانت مفيدة للغاية وبعثت فينا التفاؤل والامل وستظل المنظمة في سياق ما يجمع كلمة الدول الاعضاء الممتدة من جاكارتا شرقا والى السنغال غربا ، وما يجمع تلك الدول هو الهوية والثقافة المشتركة والقناعة الكبرى التي يمثلها الاسلام من العدالة والمساواة والاخوة " .
واوضح مدني ان " هناك الارادة السياسية في العراق التي تتبلور وبوضوح بأن خطر التناحر والفكر المتطرف هما من اهم التحديات التي نواجهها كمؤسسات وافراد وهي مسؤولية مشتركة والجميع يتحملها " .
واضاف " ما نراه في العراق هو وجود هذه الارادة السياسية التي هي مفتاح كل قرار وتوجه نظري يتم الاتفاق عليه فإن كل دعوة جديدة لابد ان تردفها هذه الارادة السياسية فهي المركب الذي نخرج به للعمل الواقعي ، كما ان هناك قناعة شعبية بضرورة تجاوز هذه الازمة التي تهدد وجودنا وكياننا وثقافتنا وهذا ما يدفعنا الى التفاؤل ، وما سيحدث سيتجاوز الامنيات وتكون خارطة عمل يتم تحقيقها على ارض الواقع " .
وتابع ان " هذه الزيارة للعراق تأتي في سياق واجبات الامين العام للمنظمة بزيارة الدول الاعضاء والاستماع للقيادات السياسية والتفكر في كيفية عمل وأوليات المنظمة وتشكيل مستقبلها ، كما انها تتيح فرصة ثمينة لتعريف جهاز الامانة العامة للمنظمة للساحة المحلية وما يدور حولها من متغيرات " .
ومضى بالقول " لقد حرصنا على لقاء المرجع الاعلى الامام السيد علي السيستاني {دام ظله} وكل من يمثل وجهة نظر في المشهد العراقي من رئيس الاساقفة المسيحيين لويس ساكو ورئيسي الوقف السني والشيعي الى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني الى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ونائبه اسامة النجيفي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري " .
وقال مدني " لقد منحتنا هذه اللقاءات فرصة الاستماع لتفاصيل الوضع في العراق وكيف تطور منذ عام 2003 ، وأهم ما لمسناه من خلالها بأن جميع العراقيين يشعرون الآن بلحظة تفاؤل ومنعطف يسير به لغاية منشودة في عراق قوي موحد متماسك يمتلك قراره وارادته الوطنية ، ويتسع لكل مكوناته وحصولها على حقوقها وادائها واجباتها " .
واسترسل " لا شك ان ارادة الدول الاعضاء هي المواجهة والتصدي لخطر الارهاب ، كما ان موقف المنظمة وتوجهها هو التشديد على محاربة هذه الظاهرة وتفكيكها والانتصار عليها ، ولكن لابد من فهم سياقاتها فالسياق السياسي يفرز مثل هذه الظواهر ، كما ان البيئة الاجتماعية توفر المناخ المناسب لنمو مثل هذه الظاهرة ، وكذلك الجانب الاقتصادي الذي يسهم في انتشار مثل هذه الافكار " .
ولفت الى " ضرورة الانتباه ايضا للجهات التي تستغل مثل هذه الحركات لتحقيق اجندات سياسية ، مشددا على ضرورة التصدي للارهاب ، قائلا .. ونحن في المنظمة الاسلامية على قناعة تامة بأن هذه التحديات الكبرى التي تواجههنا كتحدٍ للدول الاعضاء هناك ايضا تحدٍ مذهبي قد تنطلق منه خطابات طائفية " .
واستطرد " كما ان هناك تحديا يواجه طلبة العلم وعلماء الامة فيجب ان لا يكون هناك طريق لهذا الفكر المتطرف وان يدّعي شرعية اسلامية وان لا يتكئ على اي مقولة او يدّعي بأنه يملك اي شرعية ولا بد من التصدي لما يدعيه من انه فكر يعبر عن الاسلام بأي صورة من الصور " .
وكشف الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اياد امين مدني عن طرحه مبادرة للقادة والمسؤولين العراقيين ؛ لعقد اجتماع يجمع الطوائف العراقية الدينية في مكة المكرمة بالسعودية .
وبين مدني ان " المنظمة استضافت عام 2006 في مكة المكرمة اجتماعا بين علماء عراقيين من السنة والشيعة وانبثقت عنه وثيقة في غاية الاهمية ركزت على المشتركات ووضعها بالمقدمة ، واليوم قد طرحنا على المسؤولين العراقيين بأن يكون هناك اجتماع آخر قد نسميه {مكة 2} يكون في مكة المكرمة او في اي مكان آخر ؛ لتقريب وجمع الشمل وتقليل الفجوات وتجاوز ما يؤكد عليه البعض من اوجه الاختلاف فإن ما يجمع المسلمين بطوائفهم ومذاهبهم واماكنهم التي تشكل واقعهم هو الاغلبية " .
ولفت الى ان " منظمة التعاون الاسلامي وفي اجتماع قمة استثنائية عقدت في مكة المكرمة قبل اشهر اتخذت بالاجماع على مستوى القمة انشاء مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية ، مؤكدا ان هذا المركز سيرى النور في القريب العاجل ويكون مقره بالمدينة المنورة في السعودية ؛ لما تملكه من صفة تجمع الشمل وتنفتح على جميع المكونات " .
واشار مدني الى ان " المنظمة تعمل جاهدة على انشاء المنظمات وجمع القنوات التي توفر مثل هذه الفرص في اللقاء بطرح فكر يوحد ويجمع ويتجاوز هذه الخلافات حتى لا يسمح للاختلاف والاقتتال الطائفي ان يكون سرطاناً يأكل جسد الأمة من داخلها ، ونحن مع كل دعم لأي حوار وتقارب واخذ الدور الذي من شأنه ان يوحد الامة الاسلامية " . انتهى ك ح

اخبار ذات الصلة