{بغداد:الفرات نيوز} تقرير .. وفاء الفتلاوي : حذرت العديد من الاوساط السياسية والصحية من مغبة انتشار مرض جديد في بغداد والمحافظات ، ينخر في جسم الانسان ويهدم خلايا نمو الاطفال ، ويقضي على مستقبلهم ، وينتهي بموت محقق بمرض " SOL " الخطير "التدرن الرؤي" عبر مايعرف بـ"الاركيلة" .
[img align=center]http://wwww.alforatnews.com/uploads/img55b093d8e061f.jpg[/img]
حيث شهدت حدائق ومتنزهات العاصمة بغداد تخصيص ركن صغير لتعليم اللاطفال دون سن الـ{12} على اغرب ثقافة شهدها العالم الإسلامي والغربي ، ليست علمية ولا فنية ولا حتى رياضية ، بل هي ثقافة شرب "الاركيلة" تحت انظار ورؤى المئات من العوائل .
وكانت المرجعية الدينية العليا قد حذرت وأبدت أسفها من تنامي بعض الظواهر في صفوف الشباب كظاهرة {الاركيلة} والادمان على الانترنت بصورة سلبية التي تحطم بناءهم الفكري والروحي .
وبين وكيل المرجعية الدينية الرشيدة في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان " الظروف الخاصة التي يمر بها بلدنا تتطلب المزيد من أي وقت آخر في الحفاظ على شريحة الشباب في سبيل تقدمهم ، ومما يؤسف له وجدنا في الفترة الأخيرة من ممارسة بعض العادات المضرة والتوسع في ظاهرة استعمال {الاركيلة} ، ومايشبه الإدمان على متابعة الانترنت بصورة سلبية " ، داعية الى " ضرورة أن يقوم الآباء والأمهات إلى المساهمة في حماية وحفظ أبنائهم من الظواهر غير الصحيحة " .
وزارة الصحة اكدت مدى خطورة شرب الاركيلة على حياة الأطفال والشباب على حد سواء ، حيث كشفت عن ان شرب الاركيلة الواحدة يعادل {12} سيجارة .
وكالة {الفرات نيوز} اجرت حديثا مع المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة احمد الرديني بخصوص هذا الموضوع ، وقد اوضح قائلا " بصورة عامة هناك ما يسمى بالتدخين السلبي ، وهو يعتبر غير مباشر اي في حال تدخين اثنين والثالث جالس الى قربهم سيكون هو الاخر يتبادل الدخان معهم ، فكيف بطفل في طور النمو يدخن الاركيلة التي تعادل {12} سيجارة " .
واضاف ان " مضار التدخين كثيرة ، منها الامراض التنفسية والاورام السرطانية ، والطفل حيث يؤثر على خلايا النمو وهناك خطورة كبيرة عليه ، ففي دول كثيرة بالعالم لاتسمح بالتدخين داخل المنزل خوفا على الطفل والاسرة ؛ لأننا وللاسف لاتوجد لدينا مثل هذه القوانين " .
واشار الى " أننا اليوم نحتاج الى قوانين صارمة وعقوبات ملزمة وتوعية اكثر في هذا الموضوع ، خاصة وان الكثير من العوائل العراقية اليوم اصبحت مدمنة على شرب الاركيلة ، والتي تعادل تناولها {12} سيجارة للمرة الواحدة ، وبهذا ستكون الخطورة اكثر ، كما ونلاحظ هناك في البيت الواحد اكثر من اركيلة ، وبالتالي ستشكل خطورة اكبر على حياة الطفل خاصة وخلايا الطفل هي في طور النمو فسيكون السرطان اسرع الى جسمه ، بالاضافة الى الاصابة بالامراض المزمنة التنفسية الحادة ، وبالتالي ستتحول الى ربو " .
واكد على " امكانية انتشار مرض {SOL} الخطير {التدرن الرئوي} عبر شرب الاركيلة والدخان المتطاير في الهواء " ، مشددا على" ضرورة توعية الاسرة للطفل وبيان مدى خطورة هذه الاشياء على حياته ومستقبله ، اذ من الممكن ان يتحول الى مدمن ويكون من الصعوبة التخلص منها " .
نائب رئيس لجنة الاسرة والمرأة والطفولة النيابية انتصار الجبوري دعت الحكومة المركزية والجهات المعنية الى توعية الاسرة العراقية حول ظاهرة التدخين ، وتناول الاركيلة خاصة للطفل الذي يعتبر هو نواة المستقبل .
وقالت الجبوري في حديث اجرته معها وكالة {الفرات نيوز} اليوم ، ان " ظاهرة تناول الاطفال الى الاركيلة خطيرة جدا من الناحية الصحية والاقتصادية والنفسية ، والجميع قد لاحظ انتشار هذه الظاهرة بين الشباب في الفترات الاخيرة ، وهذا ما وجه الاطفال الى تناول مثل هذه العادات السيئة " .
واكدت على ان " تقاريرنا تشير ان العوائل العراقية التي لايدخن الاب فيها تكون محمية لاطفالها وخالية من مثل هكذا ممارسات ، بالاضافة الى العادات والتقاليد التي يتأثر بها الطفل من قبل العائلة " ، مشيرة الى ان " انتشار الكافيهات والمتنزهات التي تحتوي على الاركيلة جعل من الطفل مقلدا ، خاصة وهو يشبه خامة بيضاء تُوجَهُ اينما نريدها " .
واشارت الى ان " الحل للتخلص من هذه العادة السيئة هو التوعية ، اذ لايوجد قانون يحد من الحريات الشخصية ، حيث سبق وان اقر قانون منع التدخين في الطرق العامة ، الا انه لم يتم منع المدخنين " ، لافتة الى " اننا اليوم يجب ان نعتمد على التوعية من خلال المدارس بكافة مراحلها والروضات والبيت ومنظمات المجتمع المدني والحكومة ايضا لها دور في الحد من هذا الموضوع ، الا اننا لا نستطيع في الوقت ذاته ان نحد من حريات الاخرين " .
من جانبه اكد الاخصائي بأمراض الاطفال الدكتور حسان صبري العاني في لقاء اجرته معه وكالة {الفرات نيوز} ، ان " خطر الأركيلة قد يفوق خطر السيجارة ، حيث ثبت من الدراسات الحديثة ان تدخين الشيشة يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من تدخين السجائر ، وبذلك يكون الشخص أكثر عرضة للاصابة بأمراض القلب والرئة ، ويساعد تدخين الشيشة على الاصابة بمرض السل " .
واضاف ان " خطورة تدخين الاركيلة تكمن في انه يحتوي على المواد اللاصقة خاصة الجلسرين ، والذي يؤدي حرقه عن طريق الفحم الى تكوين مادة الاكرولين وهي من المواد السامة والتي تسبب حدوث سرطان المثانة " .
واشار الى ان " خطورة شرب الاركيلة لدى الاطفال يفوق خطورته على الكبار ، اذ تعمل الاركيلة على تدمير خلايا المخ للطفل كونها في طور النمو ، بالاضافة الى انها تزيد من نشاط بعض الهرمونات ، وسرطان الرئة والمثانة ، والفم الحنجرة ، وأيضاً يؤدي إلى التهابات مزمنة في مجاري التنفس ، لذا ننصح الاسر العراقية الى اتخاذ الحيطة والحذر بعدم تقرب ابنائهم نحو هذه العادات السيئة " .
اما الجانب السياسي فقد وصف عملية افساد الشباب والاطفال ، وتحطيم قدراتهم هي امتداد لجرائم الارهاب بحق العراقيين وهي افتك واكثر خطورة من الحرب المسلحة .
واشار النائب عن كتلة المواطن عامر الفايز الى ان " الاعداء يلجأون الى كافة الوسائل التي من شأنها تحطيم القدرات العراقية ، وخاصة الشباب والاطفال بالمخدرات والفساد والانحلال الاخلاقي عبر نشر المقاهي والمتنزهات والكافيهات التي تقدم هذه السموم وغيرها ، انها حرب غير مسلحة افتك واكثر خطورة من تلك المسلحة " .
وشدد على " ضرورة ان تأخذ الجهات ذات العلاقة دورها ومتابعة الامر بجدية ، لاسيما الاسرة باعتبارها الركيزة الاساسية في المجتمع ، بل على كل فرد ان يخبر الجهات الامنية في حال رصد اي شيء من هذا القبيل " .
ويشار الى حصيلة أبحاث أجرتها البحرية الأمريكية في وقت سابق أثبتت ان ما يتراوح بين 30 ــ 40 % من أنابيب الاركيلة تحتوي على العصيات المسببة {للسل الرئوي} .
وذكرت النتائج ان 30% من مدخني الاركيلة على الأقل في الدول النامية سوف يصابون بهذا المرض على مدى العشرين سنة المقبلة .
وفي النطاق ذاته أجرت سوزان تاتو وزملاؤها من معهد {كارولينكا} في استوكهولم دراسة على 262 شخصاً بالغاً ، حيث اكتشفت ان التبغ {المعسل} الموجود في الاركيلة منقع بالفواكه والدبس لفتح شهية المتناولين على شرب اكثر قدر ممكن من هذه المادة .
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة {بيربودونتولوجي} الى أن " 20% من المشاركين في الدراسة كانت لديهم علامات مرض اللثة وهي عبارة عن التهاب واحمرار اللثة ، ويمكن أن تؤدي الى اتلاف العظم والأنسجة الطرية التي تدعم الأسنان ، وربما تؤدي الى فقدان الأسنان في نهاية المطاف " . انتهى و ح