{دولي : الفرات نيوز} كانت شاحنة الموت متوقفة على جانب الطريق، واعتقد رجال الشرطة في بادئ الامر أنها متعطلة، ولكن بعد اقترابهم منها تمكنوا من رؤية الدماء تقطر من بابها ورائحة الجثث المتفسخة تفوح منها.
وكانت شرطة اقليم بوركينلاند في النمسا اعلنت أنها عثرت على 71 جثة يعتقد أنها لمهاجرين غير شرعيين في شاحنة مهجورة على الطريق السريع يوم الخميس الماضي وكان من بين الضحايا ثمانية نساء، وطفلة عمرها سنة او سنتين، وثلاثة أولاد تتراوح أعمارهم بين ثمانية إلى عشرة أعوام.
وكانت العديد من الجثث متحللة في الجزء الخلفي من الشاحنة محكمة الغلق، مما يشير إلى أن الضحايا توفوا قبل العثور عليهم بعدة أيام.
وكان ضابط شرطة قد اكتشف الشاحنة وهي مهجورة على الطريق السريع النمساوي، بعد أن لاحظ الدم يقطر من الباب الخلفي لها، وهي مركبة زنة حمولتها 7.5 طن، وتمتلكها شركة سلوفاكية لبيع لحوم الدجاج.
الشاحنة كانت تنتمي إلى شركة لحوم دجاج Hyza، وهي جزء من مجموعة Agrofert القابضة، التي يملكها وزير المالية التشيكي أندريه بابيس، لكن المجمة أكدت بيعها الشاحنة في عام 2014.
وعلى ما يبدو فإن الشركة المالكة الجديدة وصاحبها من روماني في وسط مدينة كيسكيميت، لم تقم بإزالة الشعارات من على الشاحنة على النحو المطلوب.
والشاحنة حاليا في مبنى الجمارك في قرية نيكيلسدورف في النمسا، وقد تم تحميل نعوش المهاجرين الذين لقوا حتفهم في الشاحنة، ليتم نقلها إلى معهد الطب الشرعي في فيينا، وقام فريق متخصص من ضباط الطب الشرعي، بمهمة لمحاولة التعرف على الضحايا.
وقد أعلنت الشرطة النمساوية، عن توقيف أربعة أشخاص في المجر، مساء الجمعة، بالتعاون مع الشرطة الفرنسية، يشتبه في علاقتهم بمقتل المهاجرين داخل الشاحنة، كما شنت حملة تفتيش لمنازلهم، واستجوبت نحو 20 شاهدا.
وقال الناطق باسم الشرطة، هانس بيتر دوسكوزيل، إن الشرطة تعتقد ان المشتبه بهم جزء من أكبر العاصابات البلغارية المجرية لتهريب البشر.
ولم يظهر نظام التبريد أي علامة على تشغيله لهم، مع عدم وجود فتحات للسماح للهواء النقي بالدخول إلى الشاحنة المحكمة الغلق، فيما كان الضحايا يرتدون ملابس الصيف الخفيفة.
وتحاول السلطات تحديد من أين جاء اللاجئون، ولكن يعتقد أن المهاجرين استقلوا الشاحنة في صربيا ونقلوا عبر الحدود المجرية ومن خلالها وصلوا النمسا.
وقد حاول خبراء الطب الشرعي، رفع البصمات من باب السائق، من أجل التعرف على العصابة الإجرامية المسؤولة عن الحادث للشروع في تحديد موقعها والقبض عليها.
وفي الستة اشهر الاولى من عام 2015 توجه اكثر من 28 الف لاجئ الى النمسا، مطالبين حكومتها بمنحهم حق اللجوء، واكثر اللاجئين هم من العراق وسوريا وافغانستان، كما ان للكرد حصة في هذه الهجرة.انتهى