{بغداد:الفرات نيوز} اكد الحزب الشيوعي العراقي ان الازمة السياسية في البلاد والمستمرة منذ اشهر بدأت تتطور اكثر حتى وصلت اليوم الى حالة خطرة وتدخلاتنا الممثلة بالحوارات التي اجريناها مع رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس الاقليم مسعود بارزاني كانت بهدف حلحلة الازمة ودفع البلاد الى بر الامان، مشيرا الى ان الحزب الشيوعي ليس طرفا بالازمة وانما هو معني بها ما دام وراءها عواقب وخيمة تلحق الضرر بالبلاد. وقال القيادي البارز في الحزب الشيوعي العراقي مفيد الجزائري في تصريح لوكالة {الفرات نيوز} اليوم الثلاثاء إن "الحزب الشيوعي جزء من العملية السياسية في العراق وهو معني بتقدمها او تعكرها مثل كل الاطراف المشاركة فيها، ونحن لسنا طرفا بالصراع الجاري بين الكتل المتنفذة والتي بيدها مجلس النواب والحكومة، ولكن نحن معنيون بهذا الصراع لانه يؤثر على البلاد كلها ولأننا جزء من هذه البلاد". واضاف "نحن معنيون بما يصيب الناس وبما يصيب وطننا وهل نتقدم أم لا واين مشروعنا؟ واين بناء الدولة الديمقراطية العراقية؟، وماذا حققنا بشأن الديمقراطية المدنية؟ وهل انجزنا اعمار البلد وهل حققنا مطالب الناس وهل امنا للناس الماء والكهرباء وهل امنا فرص العمل وهل حللنا مشاكل التعليم والصحة والخدمات؟ هذه كلها امور تهمنا اذ ان الصراع الدائر بين القوى المتنفذة يؤدي الى تعطيل هذه الامور او شللها وعدم حل المشاكل وبقائها وتفاقمها لهذا نحن معنيون لاننا قوى سياسية وحزب سياسي وجزء من العملية السياسية". وبين "حينما تأزم الوضع السياسي في البلاد بدأنا نتحرك ونتصل ونلتقي ونسمع من القادة السياسيين والاحزاب والكتل نحن جزء من القوى السياسية الموجودة ونتعامل معها بالعملية السياسية نفسها وقد كنا نعمل سوية ضد النظام الديكتاتوري ومن اجل اسقاطه ولكن في وقتها رفعنا معهم شعار بناء العراق الديمقراطي وليس الاسقاط، لهذا نحن نتواصل معهم من اجل ان لا ننسى ما ناضلنا من اجله وما وضعناه كهدف لنا سعينا لتحقيقه، وبالتالي من الطبيعي ان نلتقي مثل ما يلتقي القادة السياسيين مع بعضهم لماذا عندما يلتقي الحزب الشيوعي مع شخصية سياسية يكون هناك نوع من التساؤلات". وتابع الجزائري "من الضروري ان يكون الحزب وسط هذه المشهد لان الناس بدأت تنتظر ماذا سيكون وراء هذه الازمة لان مصيرها وحياتها ومستقبل البلاد مرتبط بهذه التطورات ونحن لابد ان نكون في خضم هذه الاحداث ولابد ان نكون على صلة بالجميع ومن ذلك كان لقاؤنا بالمالكي فقد لبينا دعوته واستمعنا منه وسمعنا وقدمنا وجهة نظرنا في مختلف القضايا وبالذات ما يتعلق بمأزق العملية السياسية والوضع كله".وأضاف "وفي اطار هذا الاوضاع زار رفيقنا حميد مجيد موسى رئيس اقليم كردستاني بارزاني، ومن الممكن ان نلتقي في الاسابيع المقبلة مع جهات اخرى وقيادات سياسية ونحن قبل عدة اشهر التقينا برئيس الجمهورية ونائبه والتقينا بالسيد عمار الحكيم زعيم المجلس الاعلى وبالاخوة الصدريين، والاخوة في حزب الفضيلة والعراقية وهذا جزء من تحركنا الضروري وما نفعله ليس خطأ انما هو جزء من واجب كل الحريصين على البلاد وعلى مصلحة الشعب لان عليهم ان يتحركوا ويساهموا في تنقية الاجواء والعلاقات بين الاطراف السياسية". وفيما يتعلق بالمقترحات التي قدمها الحزب لحل الازمة السياسية، اوضح الجزائري ان "على الجميع ان يضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل مصلحة، نعم كلنا عندنا مصالحنا الخاصة ومن حقنا ان نعمل من اجل مصالحنا ولكن قبل مصالحنا الخاصة يجب ان نضع مصلحة الجميع واذا وضعنا هذه المسألة بنظر الاعتبار سوف تتوفر الفرصة للتفاهم فيما بيننا ومن الضروري ان تحترم مطالب ومصالح الاخرين ومن الضروري ان نسمع ونعبر بوضوح عن مطالبنا ورؤيتنا ووجهات نظرنا، ومن الضروري ان نقدم تنازلات متبادلة لان العراق يتعرض الى تدخلات خارجية سافرة ولا يكفي ان نشكوا منها وندينها ونستنكرها بل يجب ان نحصن جبهتنا الداخلية حتى نردم ونسد جميع الثغرات التي يمر منها التدخل الخارجي".واضاف "ومن المقترحات التي نقدمها بهذا الاطار علينا خاصة ان نتخلص من المحاصصة الطائفية والاثنية وان نتبنى مبدأ المواطنة وان نعود الى الدستور الذي يقول بالتساوي بين العراقيين رغم انتماءاتهم الطائفية والقومية والفكرية والسياسية العراقية سواء أكانوا رجالا او نساءً كلهم متساوون فيجب ان تنطلق من هذا، ولا نبني جهدنا وعملنا على اساس المحاصصات الطائفية التي اوصلتنا الى الورطة التي نعاني منها اليوم ونقول دائما في لقاءاتنا ينبغي ان نبدأ بعملية بناء الدولة الديمقراطية المدنية الجديدة ونباشر في عملية الاعمار الاقتصادي وتطوير البلاد لا طريق سوى التخلص من المحاصصة الطائفية والاعتماد على مبدأ المواطنة هذا من نقوله ونكرره باستمرار". واجرى الحزب الشيوعي قبل ايام عددا من الزيارات الى المسؤولين السياسيين منها الى رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس اقليم كردستاني مسعود بارزاني من اجل التباحث بالاوضاع السياسية والتطورات الجارية في المنطقة، والتأكيد على ضرورة توحيد الصف الوطني واللجوء الى الحوار القائم على اساس الدستور. واعرب اعضاء وفد الحزب الشيوعي العراقي عن تأييدهم لما اقترحه رئيس الوزراء في دعوته الى الحوار او الذهاب الى الانتخابات المبكرة وحل الازمة السياسية بالاجراءات الدستورية. وتواجه البلاد ازمة سياسية منذ فترة ليست بالقصيرة غير أنها تفاقمت مؤخرا ووصلت الى حد المطالبة بسحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي إذ تطالب القائمة العراقية وكتلة الاحرار والتحالف الكردستاني بسحب الثقة عن المالكي وقامت بجمع تواقيع لنوابها وسلمت تلك التواقيع الى رئيس الجمهورية جلال طالباني لاقناعه بتقديم طلب سحب الثقة عن المالكي الى مجلس النواب، غير انه لم يقدم ذلك الطلب الى البرلمان لعدم اكتمال النصاب الكامل لسحب الثقة. انتهى م