• Sunday 24 November 2024
  • 2024/11/24 14:47:45
{دولية: الفرات نيوز} يستعد العراق لاستقبال بابا الفاتيكان فرانشيسكو الأول، يوم الجمعة المقبل، في زيارة تستمر عدة أيام، يتنقل خلالها بين محافظاته جنوباً وشمالاً ووسطه.

وتعد هذه الزيارة هي أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق.
وأكد الوكيل الأقدم في وزارة الخارجية، نزار الخير الله، أن "زيارة البابا تاريخية وذات قيمة دينية كبيرة، وسيكون لها وقع كبير على العراق ودعم للمسيحيين في البلاد وتعزيز تواصله مع المسلمين، وسيلقي خطبته الرئيسة من مدينة أور التاريخية مقام النبي إبراهيم {ع} في محافظة ذي قار، فضلا عن زيارته إلى النجف ولقاء المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد علي السيستاني.
وأضاف الخير الله أن الفاتيكان طلب مجيء البابا بطائرة عراقية مع توفير الحماية العراقية،" لافتا إلى أن "زيارة البابا إلى النجف ستكون تاريخية، ولم تشهدها في تاريخ الحوزة الدينية العلمية".
ويأمل البابا فرانشيسكو أن تفتح رحلته إلى العراق بابًا مع المسلمين الشيعة، البالغ عددهم نحو 200 مليون في جميع أنحاء العالم، مثل رحلته إلى أبو ظبي في فبراير/شباط 2019، ولقائه هناك شيخ الأزهر أحمد الطيب، وتوقيعهما ما تسمى "وثيقة الأخوة الإنسانية"، لتشجيع مزيد من الحوار بين المسيحيين والمسلمين. 
كما يشمل برنامج البابا إلى العراق زيارة العاصمة بغداد نينوى ومدينة أور الأثرية مسقط رأس النبي إبراهيم {ع}، وسينتقل إلى الموصل ومنطقة سهل نينوى المحيطة بها، وسيزور مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.
ويشير النائب والمتحدث باسم تحالف عراقيون حسين عرب إلى أن "زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق زيارة مهمة وتعزز الحوار والمشتركات بين الأديان" مبينا أن "هذا النوع من التواصل وكسر الحظر الأمني على العراق، سيترك انطباعات وآثارا إيجابية على البلد، من خلال تأثيره على بعض الدول والقرارات".
ومثل عرب، أوضح عقيل الرديني المتحدث باسم ائتلاف النصر برئاسة حيدر العبادي أن "زيارة البابا إلى العراق لها رسائل ودلالات كثيرة ومهمة، ومنها أن العراق ما زال يمثل أهمية إقليمية ودولية في العالم من حيث عمقه التاريخي ومستقبله الواعد، لما يمثله من أهمية جغرافية واقتصادية في هذا المكان من العالم، إذا استثمرت إمكاناته المادية والعلمية والبشرية بالشكل الأمثل".
وأضاف الرديني أن الدلالة الأخرى للزيارة تتمثل في التواصل بين الأديان المحبة للسلام، حيث لقاء البابا مع المرجع الاعلى السيد السيستاني في مدينة النجف، معتبرا أنها فرصة لترميم العلاقة بين الأديان، وإعادة حقوق وأملاك المهجرين من المسيحيين في العراق، وعودتهم إلى مناطقهم ومنازلهم التي هجروا منها أثناء سيطرة داعش الارهابي على أجزاء واسعة من شمال وشمال غرب العراق، وممارسة حياتهم الطبيعية من خلال الدعم الحكومي، وكذلك دعم الغرب عبر فتح آفاق الاستثمار والإعمار وإعادة البناء وكسب ثقة العالم في العراق من خلال هذه الزيارة".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر أن "الزيارة وهذا الاهتمام يؤكد أن العراق في دائرة اهتمام المجتمع الدولي، كما أن أهم أهداف الزيارة تتمثل في مطالبة جميع الفاعلين في المشهد العراقي بضرورة الحفاظ على ما تبقى من المسيحيين بالعراق".
وأضاف أن "الزيارة في حد ذاتها تحمل رسائل اطمئنان إلى المكون المسيحي في العراق، وأنه محط اهتمام الكنيسة العالمية والحبر الأعظم، وأنهم يسعون لتحقيق سبل الاستقرار للمناطق التي يقطنها المسيحيون بعد الأضرار التي لحقت بهم على مستوى الأفراد والمجتمع، حيث تراجع أعداد المسيحيين بعد عام 2003 إلى أكثر من ثلثي عددهم، الذي كان يقترب من مليوني مواطن عراقي، ولم تهتم الحكومات المتعاقبة بمعاناتهم من خلال تعويضهم".
يشار إلى أن البابا ألغى جميع رحلاته الخارجية اعتبارا من يونيو/حزيران 2020 بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.
ويشكل مسيحيو العراق إحدى أقدم الجماعات المسيحية في العالم وأكثرها تنوعًا، مع الكلدان والأرمن الأرثوذكس والبروتستانت وطوائف أخرى.

اخبار ذات الصلة